دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتميز قصور العهد الملكي في مصر بتصاميمها المعمارية الفاخرة، إلا أن قصر الأمير محمد علي بالمنيل يتمتع بتصميمٍ خاص، ويضم عرشاً كان يأمل صاحبه أن يحكم به مصر في يومٍ من الأيام.
ويقع قصر الأمير محمد علي، الذي يعرف اليوم بمتحف "قصر المنيل"، بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة.
ويقول المصور المصري عمرو عبد الرحمن، في حديثه مع موقع CNN بالعربية، إن قصر الأمير محمد علي "ينفرد بتصميمه المعماري المميز الذي مازال يحتفظ برونقه، من ألوان النقوش والزخارف، على الرغم من مرور أكثر من 100 عام على تاريخ بنائه".
وقرر عبد الرحمن أن يوثق زوايا القصر، في يناير/كانون الثاني عام 2016، ليبرز جماله وفخامته، إذ يعد، من وجهة نظره، "مدرسة فنية لكل من يريد تعلم فنون العمارة الإسلامية المختلفة"، بحسب ما ذكره.
وتعود ملكية القصر إلى الأمير محمد علي، الابن الثاني للخديوي توفيق وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، وعلى الرغم من شغله منصب ولي العهد لثلاث مرات، إلا أنه لم يتسن له الجلوس على "عرش مصر"، داخل قصره.
وشغل صاحب القصر منصب ولي العهد لأول مرة في عهد شقيقه الخديوي عباس حلمي الثاني، حتى رزق الخديوي بابنه الأمير محمد عبد المنعم، والثانية بعد وفاة عمه الملك فؤاد الأول، عام 1936، إلا أن إبن عمه، الملك فاروق، تولى الحكم بعد إتمامه السن القانوني. والثالثة عندما نصب ولياً لعهد الملك فاروق، حتى أنجب فاروق ابنه، الأمير أحمد فؤاد، عام 1951، بحسب موقع وزارة الآثار.
ومن خلال قراءاته لتاريخ قصر الأمير محمد علي بالمنيل، يقول المصور إن عملية تشييد القصر بدأت عام 1901، على مساحة تتجاوز 60 ألف متر مربع.
ويوضح المصور أن الأمير محمد علي توفيق قد أشرف على وضع التصميمات الهندسية والمعمارية، كما أوصى بأن يتحول قصره إلى متحفٍ بعد وفاته.
ويضم القصر داخل أسواره ثلاث سرايا، وهي سراي العرش، وسراي الاستقبال، وسراي الإقامة، وكذلك يشمل مسجداً، وبرج الساعة، ومتحف الصيد، ومتحف خاص، والقاعة الذهبية، بالإضافة إلى الحديقة المحيطة بالقصر التي تعد فريدة من نوعها في مصر، بحسب موقع وزارة الآثار.
وتتميز سراي العرش بـ"طابعها الملكي وبجمال نقوشها وزخارفها"، بحسب ما قاله عبد الرحمن.
وتتكون سراي العرش من طابقين، وخصص الطابق الأرضي لقاعة العرش، التي كان يستقبل فيها الأمير محمد علي ضيوفه خلال المناسبات والأعياد.
وتحتوي قاعة العرش على أثاث فاخر مكون من طاقم خشبي مذهب من الأرائك والكراسي، كما تتزين بلوحات كبيرة لبعض حكام مصر، والتي "تنقلك إلى العصور الملكية في مصر"، وفقاً لما قاله المصور.
أما الطابق العلوي في سراي العرش، فيتكون من قاعتين للجلسات الشتوية، وحجرة نادرة مخصصة لمقتنيات إلهامي باشا، وهو جد الأمير محمد علي لأمه، ويطلق عليها حجرة "الأوبيسون" لأن جميع جدرانها مغطاه بنسيج الأوبيسون، بحسب ما ذكره عبد الرحمن.
ويرى عبد الرحمن أن إحدى أبرز السرايا التي جذبت انتباه كانت سراي الاستقبال.
ويوضح المصور أن جدران سراي الاستقبال تتزين بالزخارف والنقوش الهندسية والألوان المبهرة، وكانت مخصصة لاستقبال الشخصيات المهمة.
وتتكون سراي الاستقبال من طابقين بينهما سلم خشبي، ويضم الطابق الأول حجرة تشريفة لاستقبال الشخصيات الرسمية، وحجرة لاستقبال كبار المصلين مع الأمير في مسجده بالقصر.
أما سراي الإقامة، فهي السراي الرئيسية، وأول المباني التي تم تشييدها داخل القصر، فكانت مقر لإقامة الأمير، وتتكون من طابقين، ويضم الطابق الأول عدة حجرات من بينها حجرة الحريم، وحجرة المرايات، وحجرة الصالون الأزرق، بحسب ما ذكره المصور.