بين أستراليا ونيوزيلندا.."فقاعة سفر" لإحياء الخطط السياحية في ظل انتشار فيروس كورونا

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يمر الكثير من الوقت قبل أن يبدأ السيّاح بالسفر حول العالم مجدداً، ولكن، ماذا إذا تمكن الأشخاص من السفر إلى وجهات معينة وموافق عليها؟

ويناقش سياسيون في أستراليا ونيوزيلندا إمكانية فتح الحدود، وإنشاء "فقاعة سفر" بين البلدين.

وأغلق البلدان حدودهما بالكامل أمام الأجانب في مارس/آذار، ما أثر بقوة على السياحة.

ولكن بعد نجاح كليهما في السيطرة على تفشّي فيروس كورونا، يناقش السياسيون الآن الموعد المحتمل لفتح الحدود.

في ظل فيروس كورونا.. هل تصبح "فقاعة السفر" بين نيوزيلندا وأستراليا نموذجاً للدول بالمستقبل؟
حديقة "كاكادو" الوطنية في أستراليا. Credit: Shaana Mcnaught

 وليس من الواضح متى يمكن أن تتحول هذه "الفقاعة" إلى حقيقة، إذ لا تزال الدولتان تفرضان قيوداً على السفر المحلي لغاية الآن، إضافة لخضوع جميع الوافدين لحجر صحي مدته 14 يوماً. 

ولكن، يرى خبراء السياحة أن موعد تطبيق "الفقاعة" قد يكون في أغسطس/آب، وبالتزامن مع موسم التزلج في نيوزيلندا والعطلات المدرسية في سبتمبر/أيلول. 

علاقة خاصة

هناك عدة أسباب تجعل أستراليا ونيوزيلندا الخيار الأول لبعضهما البعض. 

ورغم الفاصل البحري بينهما الذي يبلغ حوالي ألفين كيلومتر، إلا أن البلدين لديهما أقرب العلاقات الثنائية في العالم. 

ويمكن لحاملي جواز السفر الأسترالي السفر والعمل في نيوزيلندا إلى أجل غير مسمى بدون تأشيرة، وينطبق الأمر ذاته أيضاً على حاملي جواز السفر النيوزيلندي في أستراليا.

وتساهم أستراليا ونيوزيلندا بشكل كبير في صناعة السياحة في البلدين، ويشكل الأستراليون حوالي 40% من الوافدين الدوليين في نيوزيلندا، و24% من إنفاق الزوار الدوليين.

وفي أستراليا، يشكل النيوزيلنديون 15% من الزوار الدوليين، و6% من إنفاق الزوار الدوليين.

كيف ستعمل ترتيبات السفر الجديدة؟

يجب أن نضع في عين الاعتبار تكوّن أستراليا من ولايات وأقاليم، والتزام بعضها بقواعد إضافية تتعلق بالحجر الصحي. وعلى سبيل المثال، يحتاج الشخص الذي يسافر من سيدني (في نيو ساوث ويلز) إلى بريسبان (في كوينزلاند) الخضوع لفترة حجر صحي ذاتي تبلغ 14 يوماً.

وقد تحتاج المطارات لتطبيق إجراءات جديدة أيضاً. 

ويتخيل الرئيس التنفيذي لصناعة السياحة في أوتياروا، والتي تمثل صناعة السياحة في نيوزيلندا، كريس روبرتس، مستقبلاً يصل فيه السياح إلى المطار ليتم إجراء اختبار فحص لفيروس كورونا المستجد لهم، وعدم السماح لهم بالصعود على متن الطائرة إلا بعد أن تظهر نتائجهم السلبية.

وبمجرد وصولهم إلى وجهتهم، يتم فحص درجة حرارتهم.

ولكن، يعتقد روبرتس، والمدير التنفيذي لمجلس صناعة السياحة الأسترالية، سايمون ويستاواي، أن الفقاعة ستنجح فقط عند إزالة فترة الحجر الصحي الحالية التي تصل إلى 14 يوماً لأي شخص يدخل البلاد.

هل يمكن أن تصبح الفقاعة أكبر؟

هناك نقاشات تتمحور حول توسيع الفقاعة لتشمل جزر المحيط الهادئ أيضاً.

ومن منظور صحي، يبدو أن دول جزر المحيط الهادئ لم تتأثر بشكل كبير بسبب تفشّي فيروس كورونا، إذ أبلغت فيجي، التي تُعد الدولة الأكثر تضرراً بالفيروس في المحيط الهادئ، عن 18 حالة فقط مع عدم وجود أي وفيات.

وأبلغت غوام، وهي أرض أمريكية وليست دولة، عن أكثر من 140 إصابة و5 وفيات.

وأغلقت العديد من الدول في هذه المنطقة حدودها مبكراً للحماية من انتشار الفيروس، ولكن، أثرت الجائحة على السياحة في جزر المحيط الهادئ، والتي تُعد واحدة من أكثر المناطق التي تعتمد على المساعدات في العالم.

ومع ذلك، حثّت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، على توخي الحذر عند تضمين منطقة المحيط الهادئ، فقالت: "جيراننا في المحيط الهادئ لم يتأثروا بشكل كبير بكوفيد-19، والمخاطرة بذلك آخر ما نرغب به".

هل هذا هو مستقبل السفر؟

ويعتقد روبرتس وويستاواي أن فقاعة السفر المحتلمة بين أستراليا ونيوزيلندا قد تصبح نموذجاً لبقية العالم.

ومثل بقية دول العالم، ستحتاج نيوزيلندا وأستراليا إلى عدم التحرك بسرعة كبيرة لتجنب التسبب بموجة أخرى من فيروس كورونا. 

وقال روبرتس: "هناك الكثير من الإهتمام الموجه إلى هذا الجزء من العالم الآن بسبب النجاح الواضح لنيوزيلندا وأستراليا في احتواء تفشّي الفيروس. وإذا تمكنا من التوصل إلى طريقة لاستئناف السفر بين البلدين، أنا متأكد أن بقية العالم سيعطي اهتماماً كبيراً لرؤية كيفية عمل ذلك".