دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في جميع أنحاء أوروبا، تستعد الشواطئ لاستقبال زوارها الأجانب من خلال تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، وتقوم الفنادق بتهوية الغرف، فيما تضع المطاعم طاولاتها في الهواء الطلق. ومع فتح الحدود الجوية، تحاول سوق صناعة السفر إنقاذ أكبر قدر ممكن من ذروة الموسم السياحي.
وفي الوقت الحالي، الجميع مرحب بهم تقريباً، ولكن بلد واحد لا ينوي المشاركة في العطلات الصيفية، إذ أن احتمال إلغاء الإجازات الصيفية في المملكة المتحدة لا يزال قائماً.
وقررت المملكة المتحدة فجأةً إغلاق حدودها عن طريق فرض الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، ويرى النقاد أن هذا الإجراء سينسف آخر ما تبقى من آمال صناعة السفر.
وفي حال لم تتغير القواعد قريباً، فمن المحتمل أن يضطر ملايين البريطانيين، الذين كانوا يأملون في تخفيف كآبة ما بعد الإغلاق والهروب إلى الأجواء الأكثر دفئاً، إلى إلغاء خططهم ما لم يرغبوا في تحمل العزلة القسرية عند عودتهم أو المخاطرة بدفع غرامة قدرها ألف جنيه إسترليني، أي حوالي ألف و250 دولاراً.
وبالنسبة لصناعة السياحة في المملكة المتحدة، فإن أي احتمال للحصول على بعض الدولارات من السياحة الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها يتلاشى بسرعة. ورغم أن بريطانيا تملك العديد من مناطق الجذب الساحرة، إلا أن البقاء في عزلة لمدة أسبوعين داخل الغرفة ذاتها قد لا يشجع الكثيرون على زيارتها.
وقد جاءت هذه القواعد متأخرة للغاية في نظر البعض، إذ طُرحت أسئلة حول سبب بقاء حدود بريطانيا مفتوحة على مصراعيها خلال ذروة تفشي الفيروس، والآن يتم تقييدها في الوقت الذي تخفف فيه البلاد من القيود الاجتماعية.
ويقول بول تشارلز، المؤسس والمدير التنفيذي لوكالة "PC"، التي تمثل مجالس السياحة بما في ذلك أيرلندا ونيوزيلندا وفنلندا في المملكة المتحدة، إنه من المؤكد أنه كان ينبغي فرض الحجر الصحي منذ بداية الجائحة في أوائل شهر مارس/ آذار الماضي لأنه في ذلك الوقت كان يمكن أن يكون أكثر فعالية".
وأضاف تشارلز أنه بالنظر إلى البلدان التي نجحت في التغلب على فيروس كورونا بنجاح، مثل نيوزيلندا وفيتنام، فلديها عامل مشترك، أي فرض الحجر الصحي على الفور في البداية. وكانت تلك نصيحة منظمة الصحة العالمية، ولكن الحكومة البريطانية لم تفعل ذلك، لذا "لا يمكننا تفهم سبب قيامها بذلك الآن بعدما انخفضت حالات كوفيد-19 وتوفير نظام اختبار وتتبع الحالات".
وهناك بعض الاستثناءات لقواعد الحجر الصحي. إذ سيتم إعفاء سائقي الشاحنات، والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، ورياضيي النخبة القادمين لمباريات كرة القدم الآمنة بيولوجياً، أو الكريكيت، أو لسباق الجائزة الكبرى البريطاني F1 في أواخر يوليو/تموز القادم.
وسيُطلب من كل شخص آخر ملء استمارة قبل الوصول، أو دفع غرامة قدرها 100 جنيه إسترليني، مع تزويد الحكومة بعنوان المكان الذي يخطط فيه للإقامة بالحجر لمدة أسبوعين.
وفي حين سيتم فرض غرامة قدرها ألف جنيه إسترليني على أولئك الذين يخالفون الشروط في المملكة المتحدة، فمن المتوقع أن يحصل خمس عدد المسافرين على زيارات لموقع العزل الخاص بهم، وقالت شرطة العاصمة، التي تغطي لندن، إنه ليس لديها الوقت للتفقد.
كما أثارت بعض شروط الحجر الصحي أسئلة أخرى حول فعاليته المحتملة، مثل هل سيتمكن المسافرون القادمون من الذهاب إلى وجهتهم عبر وسائل النقل العام وترك أماكن إقامتهم للتسوق للحصول على الضروريات. وفي هونغ كونغ، يتم إعطاء القادمين سواراً يوضع على المعصم ويطلب منهم ألا يغادروا غرفتهم بتفويض من الحكومة لمدة أسبوعين.
وأوضحت حكومة المملكة المتحدة أنها تفرض الحجر الصحي خلال يونيو/ حزيران على وجه التحديد لأن الدول الأخرى تفتح أبواب حدودها، ما يعني ارتفاع نسبة خطر وصول حالات جديدة من فيروس كورونا من الخارج.