دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يحاول معظم الموظفين تأجيل عطلاتهم السنوية وسط جائحة كورونا حتى تتحسن الأوضاع ويتمكنوا من الاستمتاع بالتنقل والسفر لاحقاً، ولكن هل هذه الخطوة صائبة خلال هذه الأوقات العصيبة؟
ويعد الوقت بعيداً عن أجواء العمل، حتى وإن لم يتسن لك الذهاب إلى أي مكان، مهماًّ أكثر من أي وقت مضى من أجل السيطرة على شعورك بالتوتر والحفاظ على الشعور بالرفاهية.
ورغم عمليات الإغلاق التي أعاقت خطط السفر خلال جزء كبير من عام 2020 ، إلا أن العديد من الشركات تلتزم بسياسات الإجازة التي إذا لم تستخدمها هذا العام، فستضيع عليك.
إذاً عليك أن تستغل هذه الأيام، ولكن كيف؟
هناك أشخاص على أتم الاستعداد للخروج من المنزل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، أما بالنسبة للآخرين، فإن التنقل خلال "الوضع الجديد"، أي وسط وضع فيروس كورونا، لا يعد مريحاً.
أما الخبر الجيد، بحسب الخبراء فهو أن فوائد الابتعاد عن العمل متشابهة إلى حد كبير سواء قمت بالسفر وغادرت المدينة أم لم تفعل.
وقالت عالمة النفس المهنية، جيسيكا دي بلوم، عبر البريد الإلكتروني إن قرار أخذ العطلات خلال جائحة فيروس كورونا قد يعد فكرةً مجنونة، إذ لا يمكنك فعل الكثير من الأمور التي تحبها، ومع ذلك يشير البحث فيما يتعلق بعطلات البقاء في المنزل أن آثارها لا تكاد تختلف عن قضاء العطلات في أماكن أخرى".
الاستفادة من الوقت جيداً
وتدرس دي بلوم، وهي أستاذة مساعدة بجامعة جرونينجن بهولندا وجامعة تامبيري في فنلندا، تأثير وقت الفراغ على الرفاهية.
وتلاحظ دي بلوم أن أخذ إجازة من العمل بانتظام أمر مهم للغاية لأنه، مثل النوم تقريباً لا توجد طريقة للاحتفاظ بالآثار الإيجابية للابتعاد عن العمل. وبعبارة أخرى، فإن إجازة لمدة أسبوعين لا تعوض عن العمل لمدة 6 أشهر متتالية.
ويتيح لك الابتعاد عن أجواء العمل فرصة للاسترخاء والتعافي. ويعد امتلاك بعض الاستقلالية للسيطرة على وقتك، مهماً لجعل الإجازة أمراً مجدداً.
وتستطيع الجرعات العادية من الإجازات، التي تقضيها حتى في المنزل، أن تمنحك الرفاهية في وقت يعاني فيه الجميع من حول العالم.
وإذا كنت لا تزال تفتقر إلى أفكار لقضاء الإجازة مدفوعة الأجر خلال الجائحة، فإليك بعض الأفكار الموجهة نحو مستويات مختلفة من مغادرة المنزل:
أفكار للعطلة لتناسب مستوى راحتك
-
قضاء عطلة نهاية أسبوع بعيداً
بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر تفشياً للفيروس والتي خففت قيود التنقل، قد تكون فكرة الابتعاد والذهاب إلى شاطئ البحر، أو وجهة جبلية، بمثابة تغيير مرحب به.
ومن غير المحتمل أن تواجه الكثير من الاختلاط مع الآخرين خلال رحتك القصيرة بسيارتك الخاصة. ومع ذلك تأكد من تطهير الأسطح قبل أن تلامسها، وغسل يديك بشكل متكرر، ووضع الأقنعة في الأماكن العامة، وتقليل المحطات التي يمكنك فيها أن تواجه الآخرين.
ويشكل المبيت وتناول الطعام بعيداً عن المنزل بعض المخاطر الإضافية، لذا ابحث عن إجراءات التعقيم في الفنادق، واحرص على إحضار لوازم التعقيم لتعزيز حمايتك.
ويعد التخييم خياراً جيد، رغم أن بعض المخيمات العامة تقدم مرافق محدودة. لذا تحقق من وسائل الراحة المتاحة. وستحتاج أيضاً إلى التفكير في تعبئة الطعام أو اختيار الأماكن ذات خيارات تناول الطعام التي توفر التباعد الجسدي والتي يفضل أن تكون في الهواء الطلق.
-
قضاء نزهة نهارية
إذا كنت تفضل قضاء رحلة نهارية دون الحاجة للإقامة واعتبارات تناول الطعام خارج المنزل، فيمكن زيارة الحدائق النباتية مثل حديقة أتلانتا النباتية التي تكيفت مع أجواء الجائحة من خلال إجراءات جديدة أخرى.
-
تغيير الروتين في المنزل
ويُعد الانفصال عن أجواء العمل وضغوط الحياة مهماً، ولا يهم كثيراً المكان الذي تختاره لذلك.
وقد يكون تخصيص يوم للعناية بنفسك، في منتجع علاجي، وصفةً مناسبة للتعافي والاستمتاع بإجازتك.
وترى دي بلوم أن فعل أشياء بسيطة مثل الركض أو ركوب الدراجة في الطبيعة يمكن أن يزيل الهموم من تفكيرك ويوفر الفائدة أيضاً، كما ترى أن تخصيص وقت ثابت لنفسك كل يوم للقيام بكل ما تريد القيام به، يوفر أيضاً شعوراً بالاستقلالية يعزز من الرفاهية.
-
تعلم شيئاً جديداً في المنزل
يعد إتقان المهارات خلال وقت الفراغ بمثابة تعزيز آخر للرفاهية.
وأشارت دي بلوم إلى أن المشاركة في دورة تعلم عبر الإنترنت لتعلم شيء أردت تعلمه لفترة طويلة يعد خياراً جيداً لقضاء إجازة من العمل.
وبالنسبة لبعض الأشخاص، يعد البحث عن الوجهات جزءاً من متعة السفر، حتى وإذا لم تشعر بأن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للسفر، يمكنك الغوص في الرحلات الافتراضية واستلهام الأفكار لأماكن للزيارة.
-
تواصل وحاول إيجاد المعنى في قضاء وقتك
ويعد قضاء الوقت في أمور تحمل مغزى معين بمثابة وقت تم الاستفادة منه، وفقاً للبحث في كيفية ترجمة وقت الفراغ إلى مشاعر الرفاهية.
ويمكن أن يكون العمل التطوعي صعباً في الوقت الحالي، ولكن منظمات المساعدة المتبادلة المحلية والمنظمات غير الربحية توفر فرص للمساعدة سواء بالحضور مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي أو عن بُعد.
ويعد تفقد الجيران خلال إجازتك أو تنظيم حفلة يستمتع بها الجميع من فناء منزلهم الأمامي، وقتاً يمكن أن يوفر إحساساً بالانتماء والمشاركة.