دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد أشهر من الإغلاق، يستعد مطار أثينا الدولي "للترحيب بالزوار" مرة أخرى، حيث تمضي اليونان قدماً في خططها لرفع قيود فيروس كورونا تدريجياً في محاولة لإحياء قطاع السياحة الرئيسي.
ولكن، بينما تأمل السلطات في العودة التدريجية للسفر الدولي اعتباراً من 15 يونيو/حزيران، إلى قاعات الوصول في مطار الفثيريوس فينيزيلوس، سيبقى مطار آخر، على بعد بضعة كيلومترات إلى الغرب، هادئاً بشكل مخيف، كما هو حاله منذ 20 عاماً.
ويقع مطار إلينيكون الدولي على الساحل أثينا الجنوبي، الذي تبلغ مساحته ثلاثة أضعاف مساحة موناكو، وكان على مدى عقود من الزمن المطار الدولي الوحيد في أثينا.
وبُني مجمع المطار السابق في الأصل خلال أواخر الثلاثينيات في وقت كان فيه الطيران اليوناني لا يزال في مراحله الأولية. وخلال احتلال اليونان من قبل دول المحور في الحرب العالمية الثانية، واستخدام الموقع من قبل سلاح الجو الألماني النازي، فإنه كان هدفاً لغارات الحلفاء الجوية.
البوابة الرئيسية
وبعد نهاية الحرب، استضاف مطار إلينيكون الدولي القوات اليونانية والأمريكية والبريطانية، ولكن بحلول الخمسينيات أصبح المركز الرئيسي في أثينا للسفر الجوي التجاري. وأعقب ذلك أعمال إعادة بناء كبيرة، بما في ذلك مدارج موسعة وبرج تحكم جديد وقاعات ضخمة.
ومع التوسع السريع في صناعة السياحة في اليونان، كان مطار إلينيكون الدولي بمثابة بوابة لملايين الأشخاص الذين يصلون من جميع أنحاء العالم لاستكشاف المواقع الأثرية في البلاد والشواطئ المشمسة.
ومع ذلك، كان للوقت أثره. وفي 30 مارس/آذار 2001، بعد سنوات من المناقشات والتخطيط، أغلق مطار إلينيكون الدولي أبوابه إلى أجل غير مسمى لإفساح المجال لمنشأة أكبر وأكثر حداثة.
وقال رئيس المركز الثقافي للعمال في الخطوط الجوية الأولمبية، فاسيليس تساتساراجوس لـ CNN "في التسعينيات، أنهى المطار التعامل مع ما يزيد عن 10 ملايين مسافر [سنوياً]".
وأضاف تساتساراجوس أن "مطار إلينيكون الدولي لم يكن قادراً على تلبية الاحتياجات السياحية المتزايدة بشكل ديناميكي في البلاد".
وفي عام 2004، تم تحويل أجزاء من المجمع المهجور إلى أماكن لألعاب أثينا الأولمبية، حيث استضافت رياضات البيسبول، والمبارزة، والتجديف، وغيرها من الأحداث الرياضية.
ولكن، تبع ذلك سنوات من الإهمال، وتدهورت حالات المطار وسط خلافات حول إعادة تطويره، وانحدار اليونان إلى الفوضى الاقتصادية في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008.
وفي عام 2014، وقّع ائتلاف تجاري من المستثمرين على اتفاقية تطوير بقيمة 915 مليون يورو، أي مليار دولار، وهي جزء رئيسي من اتفاقية ما بعد خطة الإنقاذ بين اليونان المثقلة بالديون ومقرضيها الدوليين.
وبموجب الصفقة، سيتم تحويل موقع مطار إلينيكون الدولي إلى واحد من أكبر المنتجعات الساحلية في أوروبا، ليكون مليئاً بالفنادق، والشقق الفاخرة، بالإضافة إلى مراكز التسوق، وحديقة، وكازينو، ومجمع ترفيهي.
وتوقفت الجهود المبذولة لبدء المشروع بشكل متكرر وسط معارضة سياسية وعقبات بيروقراطية مختلفة.
وقبل أكثر من 4 أعوام، في ذروة أزمة اللاجئين في أوروبا، أصبح الموقع المترامي الأطراف بمثابة مستوطنة غير رسمية تأوي الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون في ظروف مروعة.
وعلى مدار العام الماضي، تعهدت الحكومة اليونانية بالمحافظة على تسريع الإجراءات التنظيمية حتى تبدأ في مشروع إعادة التطوير الذي تأخر طويلًا، ومن المتوقع أن يبدأ بعض العمل التمهيدي في الأسابيع المقبلة.
وتشمل بعض المباني المدرجة ضمن القائمة التي سيتم الحفاظ عليها من الهدم، مبنى"East Terminal" السابق، الذي تم تصميمه في الستينيات من قبل شركة المهندس المعماري الفنلندي الأمريكي الرائد إيرو سارينين.
وفي الوقت الحاضر، يتغلغل الشعور بالفراغ في قاعته المتداعية في الطابق الأرضي. ويأخذك المشي لمسافات قصيرة في الطابق السفلي إلى ما كان في السابق منطقة صالة مزدحمة، وهي اليوم مليئة بالحطام من جدران شبه مدمرة، وسقفُ منهار يكشف عن غصون من الأسلاك الملتوية المعلقة.
وفي أماكن أخرى، يكشف مزيج من القمامة، والزجاج المكسور، ودفاتر السجلات المهملة عن التحلل الرهيب على نطاق واسع، بينما تضيف الملصقات السياحية والخرائط الممزقة لمسة قاتمة إلى المشهد.
وخارج الهياكل المتداعية، يوجد أسطول صغير من الطائرات من طراز بوينغ خارج الخدمة على حافة مجمع المطار.
وتنتمي جميع طائرات الركاب الصدأه والمتهالكة إلى شركة خطوط أولمبيك الجوية، الناقل الذي حكم سماء اليونان لعقود وأصبح مرادفاً لمطار إلينيكون الدولي.