دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اليونان والبرتغال.. وجهتان رائدتان تروجان للسياحة اليوم كأكثر الأماكن أماناً في أوروبا، بهدف جذب الزوار ودعم الاقتصاد المتأثر من فيروس كورونا المستجد.
وفتحت البرتغال واليونان أبوابهما هذا الأسبوع على نطاق أوسع أمام الزوار الدوليين، ويتمتعان بمعدلات إصابة منخفضة نسبياً بسبب فيروس كورونا، وإجراءات واسعة النطاق لإبقاء الفيروس تحت السيطرة.
ويعتقد رئيس الوزراء البرتغالي، أنطونيو كوستا، أن بلاده لا تزال جذابة كما كانت دائماً، لكنه أطلق حملة جديدة تسلط الضوء على سلامتها. وقال لـCNN: "لا تزال جميع أسباب زيارة البرتغال موجودة هنا، لذلك نحن نرحب بالسياح".
ويضيف: "الثقة ستكون أحد العوامل الأساسية عند اختيار المكان الذي ستقضي فيه أيام عطلتك، وأعتقد أن البرتغال وجهة جيدة".
وكانت تصريحات كوستا مشابهة لنظيره في اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي يهتم بجعل بلاده الأكثر أماناً في أوروبا.
وتعد شهادة النظافة هي جزء من الجهود المبذولة لبناء تلك الثقة في البرتغال، وذلك لتمييز المرافق السياحية بأنها "نظيفة وآمنة".
ورغم اعتراف كوستا أن الأرقام لن تكون جيدة كما كانت في السنوات السابقة، إلا أن هناك مؤشرات جيدة على ارتفاع مستويات معدل الإشغال، بحسب ما أشار إليه.
وأظهر استطلاع أجرته "Hotelaria de Portugal"، وهي جمعية تمثل 65٪ من الفنادق في البلاد، أن هناك أشخاصاً يخططون بالفعل لقضاء عطلاتهم في البرتغال، ولكن مستويات التفاؤل لا تتطابق مع مستويات رئيس وزراء البرتغال.
وتأتي غالبية الحجوزات من إسبانيا بنسبة 20.7٪، والمملكة المتحدة بنسبة 16.8٪، وفرنسا بنسبة 14.7٪، وألمانيا بنسبة 9.4٪. وتتوقع الدراسة أن معظم الفنادق ستحصل على نسبة إشغال أقل من 20٪ حتى نهاية العام.
ويقول كوستا: "في البداية، لم يكن لدينا سوى طريقة واحدة لحماية أنفسنا، وهي عزل أنفسنا في المنزل، ولكن نحن نعرف المزيد اليوم، ونعرف كيفية العيش مع الفيروس بأمان".
ولا يختلف الحال كثيراً عن اليونان، حيث تأتي نسبة حوالي 90٪ من عائدات السياحة من الزوار الدوليين، وتكون البلاد محظوظة إذا جذبت حوالي 33 مليون زائر، لتحقق 20 مليار دولار، وهو مبلغ مالي اكتسبته في عام 2019.
ورغم أن شواطئ اليونان الجميلة، مثل شاطىء بورتو كاتسيكي، خالية من الناس، إلا أنه من المتوقع أن تصبح أكثر ازدحاماً عندما تبدأ اليونان افتتاحها التدريجي للحدود.
وبالطبع، ستجري اليونان فحوصات فيروس كورونا المستجد للمسافرين. وسيطبق الزوار، القادمين من مناطق عالية الخطورة، الحجر الذاتي لمدة أسبوع، حتى إذا كانت نتائجهم سلبية. وسيتم عزل المسافرين الذين لديهم نتائج إيجابية لمدة تصل إلى 14 يوماً.
وتأمل اليونان أن تلقى نتيجة نجاحها المبكر في مكافحة الفيروس، خاصة أن هذه الصناعة تمثل 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وواحدة من كل أربع وظائف.
ومع زيادة أعداد الزوار سنوياً بأكثر من الضعف منذ العام 2010، وزيادة الاعتماد على قطاع السياحة، تدرك اليونان أن اقتصاد بلادها سيعاني رغم نجاحها المبكر في السيطرة على الفيروس.
وقالت الحكومة إن أكثر من نصف عائدات السياحة هذا العام قد فقدت بالفعل.
وبهدف محاولتها دعم هذا القطاع، قدمت الحكومة اليونانية خطة شاملة تتضمن تحسين البنية التحتية الصحية، مثل توفير حوالي 450 سريراً لحالات فيروس كورونا، في الجزر الشهيرة وتوظيف حوالي 700 شخص إضافي.
ومع استمرار العديد من التحديات ، قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن الأشهر المقبلة ستكون عبارة عن "صيف مختلف".
وقد وافق نظيره البرتغالي، أنطونيو كوستا، على ذلك.
ويقول: "علينا أن نعيش مع الفيروس لفترة طويلة جداً"، مضيفاً: "هل هذا يحول حياتنا؟ نعم. هل هذا يعيق حياتنا؟ لا. يتطلب منا أن نعيش بشكل مختلف".