دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تبرز واحة الأحساء في السعودية وسط رمال صحراء الربع الخالي وكأنها جنة ساحرة ببساتين النخيل الممتدة على مساحات هائلة والتي تعود جذورها لآلاف السنوات.
وتعدّ واحة الأحساء أحد أبرز الوجهات السياحية في السعودية، كما تعد من بين أهم مواقعها المسجلة لدى قائمة التراث العالمي لليونسكو، وذلك لما تزخر به من معالم أثريّة وكنوز تراثية تتبع تاريخ استيطان البشر للمنطقة منذ العصر الحجري الحديث، وفقاً لموقع "زوروا السعودية".
وتضم واحة الأحساء، التي تقع في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية، مجموعة من المواقع التاريخية وعيون المياه العذبة إضافةً إلى مواقع أثرية تقف شاهداً على استقرار البشر في منطقة الخليج منذ العصر الحجري الحديث وحتى اليوم، وفقاً لموقع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
والجدير بالذكر أن واحة الأحساء تعد أكبر واحات النخيل في العالم، إذ يصل عدد أشجار النخيل فيها إلى 2 مليون ونصف المليون شجرة، ويعد هذا المنظر الطبيعي الثقافي الفريد مثالاً استثنائياً على التفاعل بين البشر والبيئة المحيطة بهم، وفقاً لما ذكر بقائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو.
وأوضح المصور السعودي عبدالله الشيخ لموقع CNN بالعربية أن هدفه من توثيق مساحات أشجار النخيل الشاسعة بواحة الأحساء هو إبراز التراث الحضاري لموطنه، السعودية، وإيصال رسالة فنية للعالم.
وقال الشيخ إن شجرة النخيل تعد بمثابة معلم للواحة الاحسائية كما أنها تجسد رمزاً للعطاء والسخاء.
وأشار الشيخ إلى أنه وجد في النخلة "بصمة تميز الواحة وتحكي أسطورة كاملة عن حقبة زمنية لمجتمع نهض بحضارته وثقافته واقتصاده معتمداً على النخلة ونتاجها من التمور والثمار والظل والإبل".
أما عن لقطاته التي تبرز واحة الأحساء، والتي اختارتها واعتمدتها منظمة اليونيسكو، فأوضح المصور أنها تطلبت الكثير من الجهد والوقت.
ومن بين مجموعته، يقول المصور إن الصورة الأبرز هي تلك التي تعرض "الخط الزراعي الذي يشق بجماله الواحة"، موضحاً أن المنظر يبعث بشعور الراحة والاسترخاء خاصةً "وقت غروب الشمس الخجول مع جداول الماء التي تلهم النفس بالشاعرية والطمأنينة"، على حد تعبيره.
كما وصف المصور واحة الأحساء بأنها واحة لا متناهية من الجمال وأعجوبة بمناظر تأسر العيون باخضرار أرضها.