خرائط تكشف تفاصيل جديدة عن قارة نيوزيلندا المفقودة لقرون في قاع المحيط

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحت جنوب المحيط الهادئ، تقع قارة زيلانديا المفقودة تحت الماء، والتي تكشف الخرائط الجديدة تفصيل أكبر عنها من أي وقت مضى.

وانفصلت قارة زيلانديا المفقودة، التي كانت ذات يوم جزءاً من الكتلة الأرضية، مثل القارة القطبية الجنوبية وأستراليا، قبل 85 مليون سنة وغرقت في نهاية المطاف تحت المحيط، حيث بقيت مخفية إلى حد كبير لقرون من الزمن.

قارة زيلانديا
تظهر الخرائط الجديدة التي نشرت في 21 يونيو/حزيران تفاصيل جديدة عن الجيولوجيا والتضاريس في زيلاندياCredit: GNS Science

واليوم، تكشف الخرائط عن بحث جديد حول القارة تحت الماء، حيث كانت الديناصورات تتجول في يوم من الأيام، وتتيح للجمهور باستكشافها افتراضياً.

ونشر معهد الأبحاث النيوزيلندي "GNS Science"، يوم الاثنين، خريطتين جديدتين بالإضافة إلى موقع إلكتروني تفاعلي.

وتشمل الخرائط شكل قاع المحيط والملف التكتوني لقارة زيلانديا، والتي تساعد جميعها على سرد قصة أصول القارة.

وأوضح معهد "GNS Science" في بيان صحفي أن الخرائط تساعد أيضاً في تفسير موقع البراكين في نيوزيلندا، والأحواض الرسوبية بالإضافة إلى الميزات الجيولوجية الأخرى.

ويمكن للناس حول العالم استكشاف القارة من منازلهم. ويعرض الموقع التفاعلي أنواعاً مختلفة من خرائط زيلانديا، والتي يمكن للمستخدمين طباعتها وتبديلها كما يحلو لهم، فعلى سبيل المثال، يمكنك تحديد موقع جميع البراكين القديمة والحديثة في القارة، أو معرفة مكان انتشار التلال على الأرض.

وقال عالم الجيولوجيا الدكتور نيك مورتيمر ، المؤلف الرئيسي للخرائط، في البيان إن "هذه الخرائط تعد معياراً علمياً ولكنها أيضاً أكثر من مجرد ذلك. فهي وسيلة لإيصال عملنا إلى زملائنا والمساهمين، والمعلمين، والجمهور".

وأضاف مورتيمر:"لقد وضعنا هذه الخرائط لتقديم صورة دقيقة، وكاملة، وحديثة لجيولوجيا نيوزيلندا ولمنطقة جنوب غرب المحيط الهادئ، وهي أفضل مما توفر لدينا من قبل".

كيف غرقت القارة

وكانت فكرة وجود قارة محتملة في هذه المنطقة موجودة منذ مدة، وقد صاغ اسم "زيلانديا" لأول مرة من قبل الجيوفيزيائي بروس لوينديك في عام 1995.

وحددت الدراسة المخصصة لهذه المنطقة، التي تمتد حوالي 5 ملايين كيلومتر مربع، منذ ذلك الحين أنها ليست مجرد مجموعة من الجزر والأجزاء القارية، ولكنها قشرة قارية كبيرة ومنفصلة بما يكفي لإعلانها رسمياً قارة منفصلة.

وكانت زيلانديا جزءاً من غوندوانا، القارة العظيمة التي كانت تحتفظ بالعديد من القارات التي نعرفها اليوم، مثل إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

وقبل حوالي 85 مليون سنة، انفصلت زيلانديا عن غوندوانا. وكانت الكتلة الأرضية المنجرفة والمتغيرة، التي تبلغ حوالي نصف مساحة أستراليا، موطناً للديناصورات والغابات المطيرة المورقة.

وبعد ذلك بملايين السنين، بدأت الصفائح التكتونية في العالم، وهي أجزاء من قشرة الأرض، في إعادة تنظيم نفسها، خلال فترة من التغيرات الجيولوجية الدراماتيكية التي خلقت أيضاً "حزام النار" حول المحيط الهادئ، حيث تقع معظم البراكين النشطة في العالم.

وخلال هذا الوقت، يعتقد أن صفيحة المحيط الهادئ، وهي أكبر صفيحة تكتونية في العالم، قد غرقت تحت القشرة زيلانديا القارية، وتسببت هذه العملية، التي يطلق عليها الانزلاق التكتوني في انفصال جذور القارة وغرقها أيضاً، وفقاً لمؤسسة العلوم الوطنية، وهي وكالة أبحاث حكومية أمريكية.

واليوم، قارة زيلانديا غارقة تحت المياه بنسبة تقدر بحوالي 94%، ولكن بعض أجزاء القارة لا تزال فوق الأرض، والتي تشكل نيوزيلندا وجزر صغيرة الأخرى.

وتعد أعلى نقطة في زيلانديا هي أوراكي/ جبل كوك، وهو أعلى جبل في نيوزيلندا، على ارتفاع 3 آلاف و724 متراً.

ولا يزال هناك الكثير غير معروف عن القارة، وما إذا كان اكتشاف زيلانديا يمكن أن يغير نماذج المناخ التاريخية. ومع ظهور المزيد من الأبحاث، سيتم تحديث الموقع الإلكتروني والخرائط التفاعلية لتعكس ما نعرفه، وفقاً لمعهد" GNS Science".