دبي، الإمارت العربية المتحدة (CNN) -- تحتوي المواقع القديمة حول العالم على ألغاز ألهمت نظريات هامشية تتعلق بالكائنات الفضائية. فما رأي علماء الآثار حول أصولها البشرية؟
ومن أهرامات الجيزة في مصر إلى خطوط نازكا في بيرو، فيما يلي قائمة بمواقع اليونيسكو القديمة التي أثارت نظريات ترتبط بالكائنات الفضائية
أهرامات الجيزة، مصر
في عام 1954، عندما كان لا يزال بإمكانك تسلق الأهرامات، جفف إريك فون دانيكن راحتيه المتعرقتين بغبار الجرانيت بينما كان يتسلق الهرم الأكبر في الجيزة، النصب التذكاري الذي يبلغ عمره حوالي 4 آلاف عام.
وبعد 14 عاماً، نشر دانيك كتاباً مؤثراً بعنوان "عربات الآلهة"، بحجة أن الكائنات الفضائية قد أثرت على المواقع القديمة، بما في ذلك الأهرامات.
وتعد أهرامات الجيزة الرائعة من أشهر الأماكن القديمة في العالم، وهي جزء من موقع تراث عالمي ضخم تابع لليونسكو يجلب المسافرين إلى مصر من جميع أنحاء العالم.
ويأتي الزوار لاستكشاف غرف الدفن المخفية، والتعرف على أبوالهول الغامض وحجمه الهائل، الذي يعد أروع الآثار المصرية.
واقترح فون دانيكن أن الكائنات الفضائية قدمت المساعدة التكنولوجية في بناء الأهرامات.
ماذا يقول العلماء عن هذه الأماكن الشهيرة
ويختلف علماء الآثار مع فون دانيكن، قائلين إن المصريين القدماء طوروا تقاليدهم الرائعة في البناء دون مساعدة من الكائنات الفضائية.
ولكن في حين أن العلماء متحدون بشكل عام في رفض فكرة الفضائيين، والتي تُعرف أحيانًا باسم "نظرية رواد الفضاء القدامى"، إلا أن أفكار فون دانيكن استمرت.
وتابع فون كتابة 32 مجلداً إضافياً، وبيع أكثر من 63 مليون نسخة.
وتدعي دار النشر "Penguin Random House"، أن فون دانيكن يمكن وصفه بأنه مؤلف واقعي صاحب الكتب الأكثر قراءة والأكثر مبيعاً في العالم.
والأهرامات ليست موقع اليونسكو الوحيد الذي تضمنته نظرياته
تيوتيهواكان الأثرية، المكسيك
ويتوقع البعض أن موقع تيوتيهواكان التابع لليونسكو، حيث حكم ملوك الأزتيك ذات يوم بالقرب من مكسيكو سيتي الحديثة، كان يمكن أن يكون ميناء فضائي، مشيرين إلى الميكا والزئبق السائل الموجود بين الأنقاض التي يقولون أنها عفا عليها الزمن.
وبالنسبة للمسافرين، تعتبر تيوتيهواكان بمثابة لمحة عن إمبراطورية قديمة غامضة.
ويعتقد الباحثون أن المدينة تسبق حتى شعوب الأزتيك، الذين كانوا يعيشون هناك عندما وصل الأوروبيون إلى المكسيك لأول مرة.
ويرى علماء الآثار، الذين قاموا بعمليات تنقيب مضنية هنا لقرون، أنها بمثابة تتويج لحضارة غير معروفة، ولكنها أرضية.
وبدلاً من النظر إلى الفضاء، أمضى علماء الآثار سنوات في حفر نفق في تيوتيهواكان، الذي يؤدي إلى غرف مليئة بطقوس الأضاحي التي يعتقد البعض أنها ترمز إلى العالم السفلي.
خطوط نازكا، بيرو
وعلى بعد نحو 3 آلاف ميل، يبرز موقع غامض آخر لليونسكو يجذب المسافرين والباحثين ومحبي الفضائيين على حد سواء
وعند الخطوط الجغرافية لخطوط نازكا في بيرو، يقوم الزوار برحلات لمشاهدة معالم المدينة وبالأخص الأشكال الترابية التي لا يمكن تقديرها من مستوى الأرض.
وعلى مدى عقود، افترض البعض أن الأشكال هي نوع من المطار القديم.
ويتفق علماء بيرو على أن خطوط نازكا تعد غامضة، ولكنهم يعتقدون أنها مرتبطة بدلاً من ذلك بالطقوس والمياه.
وفي السنوات الأخيرة، استخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية لاكتشاف أكثر من 140 نقشاً جغرافياً إضافياً، يبحثون بعناية في البيانات للعثور على أنماط في المناظر الطبيعية.
وقال الخبير، خافيير بوينتي، لـ CNN: "لم يتم رسمها من قبل الكائنات الفضائية، هذا أمر مؤكد".
بعلبك، لبنان
وتزن الأحجار المتراصة أسفل مدينة بعلبك الفينيقية ما يصل إلى 800 طن، وقد وجد علماء الآثار كتلًا أكبر في محجر قريب.
ويتكهن بعض محبي نظرية الفضائيين أن هذه المباني ربما استخدمت كمنصات هبوط للمركبات الفضائية خلال السفر بين المجرات.
دلفي، اليونان
يشتهر موقع دلفي باستقباله الزوار القدماء والحكمة الإلهية عبر أحد العرافين.
ويقترح جيورجيو تسوكالوس، أحد مؤيدي نظرية رواد الفضاء القدماء، أنه كان موقع جهاز إرسال يستخدم للتواصل مع الكائنات الفضائية.
حديقة جوريم الوطنية، تركيا
تعد حديقة جوريم الوطنية في تركيا مدنا تحت الأرض، على شكل قرص العسل في منطقة كابادوكيا، تكتمل بأماكن المعيشة وأماكن العبادة والأنفاق الطويلة.
ويتكهن البرنامج التلفزيوني "الفضائيون القدماء" أنه كان من الممكن بناؤها بمساعدة الكائنات الفضائية أو كقلعة ضد هجوم الفضائيين.
وتدرّس عالمة الآثار، سارة باركاك، ندوة حول فضح الخرافات والأكاذيب الأثرية في جامعة ألاباما في برمنغهام.
وتعارض باركاك النظريات حول الفضائيين القدماء مثل تلك التي اقترحها فون دانيكن.
وتقول باركاك: "الاعتقاد بأن الكائنات الفضائية قاموا ببناء الأهرامات، أو في الواقع أي أثر قديم، هو أمر عنصري للغاية".
وتلاحظ أنه ليس من قبيل المصادفة أن تركز النظريات الغريبة على أماكن موطن السود وأصحاب البشرة البنية والسكان الأصليين.
وليس ذلك فحسب، تعتقد باراكاك أن الكائنات الفضائية تشتت الانتباه عن عجائب الآثار الحقيقية، قائلة : "إنها ليست لغزاً، بل أحجية. والأحجيات تستغرق وقتاً لتجميعها".
والجدير بالذكر أن باركاك اكتشفت مدينة إتجتاوي في مصر، التي كانت مفقودة منذ آلاف السنين، من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات طبوغرافيا من وكالة ناسا.