مقطع فيديو عن تحضير الأرز المقلي يثير ضجة عبر الإنترنت.. ما السبب؟

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شارك الكوميدي الماليزي، نايجل نج، في 8 يوليو/ تموز الجاري، مقطع فيديو عبر موقع "يوتيوب" بعنوان "مشمئز من هذا المقطع لتحضير الأرز المقلي مع البيض"، تحت اسم شخصيته الكوميدية "العم روجر".

وخلال مقطع فيديو، انتقد نج طريقة مذيعة شبكة "بي بي سي" للأغذية، هيرشا باتيل، غير التقليدية في طهي الأرز المقلي على الطريقة الصينية، والتي شملت تجفيف الأرز بواسطة مصفاة بعد غليانه.

وتعجب نج من طريقة باتيل في تحضير الأرز المقلي قائلاً: "ماذا تفعل؟ يا إلهي. أنت تقتيلني يا امرأة. - إنها تصفي الأرز بواسطة المصفاة! كيف يمكنكِ تصفية الأرز بواسطة المصفاة؟ هذه ليست المعكرونة!".

وبعد ذلك، تأوه نج قائلاً: "أنت تدمرين الأرز"، وذلك عندما استخدمت باتيل مياه الصنبور لغسله من النشاء.

وأثار مقطع الفيديو، الذي يعرض ردة فعل نج على مقطع فيديو تحضير طبق الأرز المقلي مع البيض، والمقصود منه أن يكون مقطعاً كوميدياً، عاصفة من الإستياء وعدم التصديق بعد اجتياحه منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، حيث حصل على أكثر من 7 ملايين مشاهدة على موقع "يوتيوب" وحوالي 40 مليون مشاهدة على موقع "تويتر".

وسخر العديد من المشاهدين، ومن بينهم المشاهير الأمريكيين الآسيويين، مثل الكاتبة جيني يانغ، من طرق باتيل البعيدة كل البعد عن كيفية تحضير طبق الأرز المقلي بالبيض على الطريقة الصينية التقليدية.

ولم تغسل باتيل الأرز قبل غليه، وقد أضافت الكثير من الماء، وكان يجب عليها استخدام الأرز المغسول مسبقاً، كما أن البيض المخفوق طُهي بشكلٍ مفرط.

وقالت يانغ مازحةً عبر تويتر، إن "طهي الأرز بهذه الطريقة يعد جريمة كراهية".

وحاول نج، المقيم في لندن، نزع فتيل الموقف من خلال تصوير مقطع قصير مع باتيل، يعلن فيه عن التخطيط لتعاونهما معاً.

وقالت باتيل، خلال مقطع الفيديو مع نج، والذي نشرته عبر حسابها على "تويتر"، أنها تعرضت للسخرية عبر الإنترنت، مدعيةً أنها كانت ببساطة تقدم وصفة "بي بي سي" وأنها تعرف كيف تطبخ الأرز.

ولم تعلق "بي بي سي" علناً ​​على تصريحات نج أو باتيل.

ويعد الأرز مكوناً أساسياً في آسيا، وقد تبنته المطابخ العالمية منذ استخدامه لأول مرة في الصين منذ أكثر من 9 آلاف و400 عام، وفقاً للباحثين الصينيين.

وهناك العديد من الطرق لتحضير الأرز، إذ يمكنك طهيه على البخار، أو قليه، أو غليه ببطء في المرق، مثل طبق الريسوتو الإيطالي أو إحراق سطحه ليكوّن قشرة مقرمشة على طريقة المطبخ الإيراني.

ولكن، القضية المطروحة تتجاوز الاختلاف في الرأي حول الأساليب المختلفة لطهي الأرز.

ويتحدث الجدل حول مقطع "بي بي سي" للأطعمة، ورد الفعل الذي أثاره داخل بعض المجتمعات الآسيوية، عن نقاش أوسع نطاقاً طويل الأمد حول تقاطع الطعام والعرق والثقافة، والسؤال حول من يُسمح له بطهي الطعام.

تخصيص وتبييض الطعام

وخلال السنوات الأخيرة، اتُهم عدداً لا يحصى من الطهاة، من أصحاب البشرة البيضاء، بالاستيلاء الثقافي، من خلال تحضير طعام يعود لمجموعات عرقية أخرى باستخدام أساليب وعبارات تعتبر "غير أصلية"، وأحياناً عنصرية تماماً.

ويعد الطعام أكثر من مجرد قوت اليوم، إذ يحمل التاريخ والتراث، ولهذا السبب يشعر الكثير من الناس بالإهانة عندما يتم التخلي عن الطرق التقليدية لطهيه.

وفي بعض الأحيان لا يغير الطهاة طرق الطبخ فحسب، بل يقومون بإهانة المطبخ وثقافة بلد المنشأ بشكل صارخ.

ويعد مطعم "Lucky Lee's" المستوحى من الصين في نيويورك مثالاً على ذلك، إذ عندما تم افتتاحه في عام 2019، قال مالك المطعم، وهو من أصحاب البشرة البيضاء إنه سيقدم طعاماً "نظيفاً" لا يجعل من يتناوله يشعر "بالانتفاخ والتعب"، وهو ما يشير إلى أن الطعام الصيني العادي كان غير صحي إلى حد ما، وقد أثار ذلك التصريح ضجة كبيرة، وأغلق المطعم بعد ثمانية أشهر من الافتتاح.

واكتسبت كاتبة عمود الطعام، في صحيفة نيويورك تايمز، أليسون رومان، وهي امرأة من أصحاب البشرة البيضاء، شهرة على الإنترنت لوصفتها "حساء الحمص المتبل مع جوز الهند والكركم"، والذي يُشبه إلى حد كبير الكاري الهندي أو الجامايكي.

ولكن خلال مقابلة معها، قالت رومان: "هذا ليس كاري"، مضيفةً أنها لم يسبق لها تحضير طبق الكاري من قبل، وأطلقت الناقدة روكسانا حدادي، على رفض رومان بالاعتراف بأن وصفتها مماثلة للكاري، وسم "الاستعمار في المطبخ".

ورداً على ذلك، أضافت صحيفة "نيويورك تايمز"، في النهاية عبارة في وصفة رومان، عبر موقعها على الإنترنت، تقول إنه "يستحضر المكونات الموجودة في جنوب الهند وأجزاء من منطقة البحر الكاريبي".

وربما لم يقصد كل من نج وباتيل في مقاطع الفيديو الخاصة بهما وتعاونهما القادم في إثارة مثل هذه التساؤلات.

ولكن إحباط المشاهدين مرتبط بفكرة أن هناك طريقة حقيقية لطهي الأرز المقلي، وأن أخطاء باتيل تزداد سوءاً من خلال حقيقة أنها ليست طاهية من الجنسية الصينية وتعطي نفسها حق السلطة في تحضير الطبق، بحسب ما يرى البعض.

نشر