دراسة: طيور البطريق نشأت في أستراليا ونيوزيلندا وليس القطب الجنوبي

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
دراسة: طيور البطريق نشأت في أستراليا ونيوزيلندا وليس القطب الجنوبي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بمجرد التفكير في البطريق، تتبادر إلى ذهنك صورة هذا الطائر الذي  يتجول في الثلج أو يسبح في مياه القطب الجنوبي المتجمدة.

ولكن، لم تنشأ طيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية، كما اعتقده العلماء لسنوات، بل ظهرت لأول مرة في أستراليا ونيوزيلندا، وفقاً لدراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، بركلي.

وحللت الدراسة، التي أجريت بالتعاون مع المتاحف والجامعات في جميع أنحاء العالم، عينات الدم والأنسجة لـ18 نوعاً مختلفاً من طيور البطريق. 

وبالتالي، استخدمت هذه المعلومات الجينومية لتتبع حركة البطاريق وتنوعها على مدى آلاف السنين.

وقالت الدراسة التي نشرت يوم الاثنين في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم: "تشير نتائجنا إلى نشأة البطريق خلال العصر الميوسيني في نيوزيلندا وأستراليا، وليس في القارة القطبية الجنوبية كما كان يعتقد سابقاً"، مضيفاً: "احتلت طيور البطريق أولاً البيئات المعتدلة ثم انطلقت إلى مياه القطب الجنوبي الباردة".

وبحسب الباحثين، نشأت طيور البطريق في أستراليا ونيوزيلندا قبل 22 مليون سنة، حيث انفصل أسلاف البطريق الإمبراطوري، متجهين إلى مياه أنتاركتيكا، فمن المحتمل أن الإمدادات الغذائية الوفيرة هناك قد جذبتهم.

وقبل حوالي 12 عاماً، افتتح ممر دريك بالكامل، وهو جسم مائي بين أنتاركتيكا والطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية. وبذلك، تم السماح لطيور البطريق بالسباحة في جميع أنحاء المحيط الجنوبي، منتشرين على نطاق أوسع إلى جزر أنتاركتيكا الفرعية، وكذلك المناطق الساحلية الأكثر دفئاً في أمريكا الجنوبية وأفريقيا.

واليوم، لا تزال الطيور التي لا تطير موجودة في أستراليا، ونيوزيلندا، والقارة القطبية الجنوبية، وأمريكا الجنوبية، وجنوب المحيط الأطلسي، وجنوب أفريقيا، وشبه القارة القطبية الجنوبية، وجزر المحيط الهندي، والمناطق شبه الاستوائية.

وخلال الدراسة، اكتشف الباحثون أيضاً سلالة جديدة من البطريق لم يتم إعطاؤها وصفاً علمياً حتى الآن.

البطاريق وتغير المناخ

وسلطت الدراسة الضوء على قدرة طيور البطريق على التكيف مع المناخات المتغيرة، إضافة إلى الخطر الذي تواجهه اليوم جراء أزمة المناخ الحديثة.

وتمكن الفريق من تحديد التعديلات الجينية، التي سمحت لطيور البطريق بالنمو في البيئات الصعبة. على سبيل المثال، تطورت جيناتهم لتنظيم درجة حرارة الجسم بشكل أفضل، مما سمح لهم بالعيش في درجات حرارة تحت الصفر في القطب الجنوبي، وفي مناخات استوائية أكثر دفئاً.

لكن استغرقت خطوات التطور هذه ملايين السنين، وهو الوقت الذي لا تملكه طيور البطريق الآن، حيث يتضاءل عددها.

واختفت تقريباً ثاني أكبر مستعمرة للبطريق الإمبراطوري في العالم، حيث غرق الآلاف من صغار البطريق الإمبراطوري في أنتاركتيكا، عندما تدمر الجليد البحري بسبب العواصف في عام 2016.

انخفضت بعض مستعمرات طيور البطريق في القطب الجنوبي بنسبة تزيد عن 75٪ على مدى الخمسين عامًا الماضية ، نتيجة لتغير المناخ إلى حد كبير.

وفي جزر غالاباغوس، يتناقص عدد طيور البطريق مع حدوث ظاهرة النينو، وهي ظاهرة مناخية تشهد ارتفاع درجة حرارة شرق المحيط الهادي، بشكل متكرر وبشدة أكبر. 

وفي أفريقيا، تتسبب ارتفاع درجة حرارة المياه قبالة الساحل الجنوبي أيضاً في انخفاض أعداد طيور البطريق بشكل كبير.

نشر