دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من السلطعون مع الفلفل، إلى الدجاج مع الرز، تُعد أسواق الباعة المتجولين في الهواء الطلق من الأماكن التي يجب زيارتها في سنغافورة. ولكن، قد يفوت المسافرين الذين يستكشفون مشهد الطعام المحلي الزاهي للبلاد تناول طبق مميز، وهو "روجاك"، المعروف أيضاً بسلطة سنغافورة.
ويكن السنغافوريين حباً شديداً، يكاد يكون هوساً، بهذا الطبق الذي يختلف تماماً عن السلطات الخضراء المعروفة.
وتُترجم كلمة "روجاك" إلى "مختلط" في لغة الملاي، وهي عبارة عن سلطة تقليدية من الفواكه والخضراوات يمكن العثور عليها في سنغافورة، وماليزيا، وإندونيسيا.
وفي سنغافورة، يعود ماضيها إلى وقت كانت تباع فيه من عربات الباعة المتجولين، والدراجات في شوارع المدن.
وفي أرخبيل الملايو، تتضمن هذه السلطة المتواضعة عادةً على الأناناس، والـ"جيكاما" (اللفت الصيني)، ومعجون الروبيان، والتمر الهندي.
وفي سنغافورة، تتضمن سلطة "روجاك" على مزيج من الفواكه الاستوائية مثل الأناناس، وخضار نيئة ومسلوقة مثل السبانخ المائية، وبراعم الفاصوليا، والخيار.
وتُخلط جميع المكونات في وعاء عملاق، وتعلو السلطة فطائر العجين المقلية "يوتياو"، والـ"توفو" المحمص، ورشة من الفول السوداني المطحون، وزهرة الزنجبيل.
وبالنسبة للكثيرين، أهم ما يميز السلطة هو صلصتها القوية، وهي عبارة عن مزيج من معجون الروبيان، والسكر، والتمر الهندي، وعصير الليمون، ومعجون الفلفل.
وتعطي الصلصة الطبق مذاقه اللاذع، والحامض، والحلو مع كل قضمة.
أصول سلطة "كوجاك"
ورغم تناولها بشكل واسع، إلا أن أصول سلطة "روجاك" المحددة مبهمة.
ولكن بالنسبة إلى رئيس طهاة مطعم "كين"، داميان دي سيلفا، فإن ارتباطها بإندونيسيا واضح جداً، وشرح قائلاً: "في الواقع، تواجدت روجاك في مقاطعات مختلفة في إندونيسيا لمئات الأعوام".
وتُعد سلطة "روجاك" السنغافورية مزيجاً من مختلف التأثيرات، ومنها الماليزية، والصينية، والبيرانكانية.
وهي تشتمل على الروبيان، وفطائر العجين، التي تمثل التأثير الصيني.
وتمثل زهرة الزنجبيل، والفلفل، والتمر الهندي التأثير الماليزي والبيراناكاني.
وأضاف دي سيلفا أن المكونات كانت مختلفة دائماً، وهي تعتمد على موسم الفاكهة.
رفع مستوى هذه السلطة السنغافورية
ونظراً لشعبيته بين السكان المحليين، وجد هذا الطبق منزلاً جديداً في أماكن أكثر فخامة بشكل متزايد، وبين قوائم طعام الطهاة.
وعلى سبيل المثال، قدم مطعم "Odette" الحائز على 3 نجوم "ميشلان"، والذي احتل المرتبة الأولى في قائمة أفضل مطاعم آسيا لعامين متتاليين، طبق "Promenade a Singapour" في قائمة التذوق الفرنسية الخاصة بهم في عام 2019.
ويتضمن هذا الطبق الذي يحضره الطاهي جوليان روير 5 خضراوات يافعة، و10 زهور مختلفة، بما في ذلك زهرة البازلاء، وزهرة الثوم، إضافة إلى 10 مكونات مختلفة مثل الفول السوداني، وزهور الزنجبيل المخللة، وزيت الزيتون.
وحتى بغياب عجين الروبيان اللاذع، ينجح المطعم في تقديم طبق بإمكان المحليون التعرف عليه بلا شك.
وفي مطعم "Labyrinth" الحائز على نجمة "ميشلان"، تتضمن قائمة التذوق التي تُدعى "Homage to My Singapore" للطاهي هان لي غوانغ على سلطة "روجاك" تسلط الضوء على 10 أنواع مختلفة من النباتات المحلية.
وتتضمن السلطة سبانخ "أوكيناوا"، ولسان الثور الهندي.
ومع أن طبق "روجاك" احتفظ بمكانته باعتباره السلطة المحلية الوحيدة المعروفة للسنغافوريين، إلا أن طبق "كيرابو" انضم إليه في المطاعم مؤخراً.
ووصفت صحيفة "The Star" الطبق بأنه "سلطة محلية استوائية مصنوعة من الخضار والأعشاب، ومتبلة بصلصة السامبال النارية، وجوز الهند، والليمون".
وفي مطعم "كين"، أضاف دي سيلفا طبق "كيرابو إيكان جورينغ" مؤخراً ضمن المقبلات.
ورغم وجود أنواع مختلفة من طبق "كيرابو"، إلا أننا لا نسمع عنها بسبب اختفاء العديد من المكونات التي تتكون منها السلطة، مثل أزهار البابايا، وفقاً لما ذكره دي سيلفا.
وبمرور الوقت، يأمل دي سيلفا أن تزدهر هذه النباتات "المنسية" مرة أخرى بمساعدة المزارعين المحليين.