من العصر الحديدي.. اكتشاف آثار لمذبحة يعود تاريخها لآلاف السنين بشمال إسبانيا

سياحة
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الآثار أدلة على مذبحة تعود للعصر الحديدي، التي وقف بها الزمن لآلاف السنين، حتى كَشفت عنها أعمال التنقيب.

ودُمرت بلدة "لاهويا" القديمة في إقليم الباسك بشمال إسبانيا، التي اكتُشفت عام 1935 وتم التنقيب عنها لأول مرة في عام 1973، في هجوم عنيف بين عامي 350 و200 قبل الميلاد.

اكتشاف آثار لمذبحة تعود للعصر الحديدي
أظهر تحليل الهياكل العظمية أن بعض ضحايا الهجوم قد تُركوا حيث سقطوا في الشوارع.Credit: FERNANDEZ-CRESPO ET AL./LLANOS/ANTIQUITY PUBLICATIONS LTD

ولم تتم إعادة احتلال المنطقة مطلقاً، وبقي من ماتوا خلال الهجوم حيث سقطوا، حتى تم التنقيب عن البلدة التاريخية.

وعلى أمل معرفة المزيد عن الهجوم، قام باحثون من جامعة أكسفورد وفريق من علماء الآثار من المملكة المتحدة وإسبانيا بدراسة 13 هيكلاً عظمياً عثر عليها من الموقع، في أول تحليل تفصيلي لهذه البقايا البشرية.

وكان من بين القتلى رجال، ونساء، وأطفال.

وقالت تيريزا فرنانديز كريسبو، التي قادت البحث، إن هناك رفات تعود لرجل "تعرض لإصابات متعددة في الجبهة، مما يشير إلى أنه كان يواجه مهاجمه".

وأضافت كريسبو أنه "تم قطع رأس هذا الشخص ولكن الجمجمة لم يتم العثور عليها"، مشيرةً إلى أنها ربما أخذت كغنيمة حرب.

وبحسب الدراسة، التي نشرت يوم الخميس، في دورية "Antiquity"، فقد عثر على رفات رجلٍ آخر طعن من الخلف، فيما عثر على رفات رجل وامرأة قطع ذراعيهما.

مع ذلك، قال الباحثون إنه لا يوجد دليل على عودة الناس إلى البلدة لدفن الموتى أو جمع متعلقاتهم.

وأظهر تحليل بعض الهياكل العظمية أنها تُركت في مبان محترقة، بينما تُرك بعضها حيث سقطت في الشوارع.

وأوضح الباحثون في بيان أنه يمكن استنتاج أن هدف المهاجمين كان تدمير بلدة "لاهويا" بشكل شامل، مضيفين أن دافع الهجوم ربما كان موقع "لاهويا"، الذي كان يعد موقعاً استراتيجياً بين منطقة كانتابريان، المنطقة الواقعة على الساحل الأطلسي لإسبانيا، والبحر الأبيض المتوسط والهضبة الداخلية لإسبانيا.

ويعتقد الخبراء أن المستوطنة كانت مركزاً للأنشطة الاجتماعية، والتجارية، والسياسية.

وأشار الباحثون إلى أن بلدة "لاهويا" هي الموقع الأيبيري الوحيد في العصر الحديدي الذي قد يرجع سبب تدميره إلى المجتمعات المحلية، مضيفين أن النتائج تظهر أن الحروب واسعة النطاق ربما كانت تحدث بالفعل في إسبانيا خلال العصر الحديدي.

والجدير بالذكر أن الهجوم على المستوطنة، المحروسة بجدران دفاعية، سبق وصول الرومان، الذين غالباً ما يُلامون على تصعيد الصراع في المنطقة.

وأضافت فيرنانديز كريسبو أن التحليل الجديد لبقايا الهياكل العظمية البشرية من لاهويا "يذكرنا بقوة أن ماضي ما قبل التاريخ لم ينعم دائماً بالسلام كما يُعتقد في بعض الأحيان".