دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في اللحظة التي يتم فيها رفع قيود السفر بسبب فيروس كورونا، يعرف بيليج كوهين إلى أين سيتجه بالضبط.
ويقول مدون السفر والمصور والمساعد الإنساني، الذي ولد في إسرائيل، وهو يبلغ من العمر 37 عاماً، إنه يسافر منذ أوائل العشرينيات من عمره، حيث قام بزيارة 150 دولة وقام بتأريخ جميع رحلاته، من أجل مدونة السفر الخاصة به "Lonely Peleg".
وبمجرد ما أن يصبح السفر آمناً مرة أخرى، يتجه كوهين إلى مكان كان قبل بضعة أشهر فقط محظوراً عليه زيارته بشكل تام. والآن، يُتوقع أن يكون أحد أكثر الوجهات إثارة للإسرائيليين في الأشهر المقبلة، أي مدينة دبي.
ومنذ إنشاء إسرائيل عام 1948، تم الاعتراف بالدولة رسمياً من قبل دولتين فقط من أصل 22 دولة، في جامعة الدول العربية، وهما مصر والأردن.
وكان قد منع المسافرين الإسرائليين من زيارة معظم أنحاء العالم العربي، بسبب عدم الاعتراف بجوازات سفرهم.
ولكن، تغير كل ذلك الشهر الماضي، عندما أعلنت إسرائيل ودولة الإمارات عن "اتفاق إبراهيم"، وهو ما يجعل الإمارات ثالث دولة عربية تعترف رسمياً بإسرائيل، ما يُنهي عقوداً من العلاقات الباردة بين البلدين.
وبعد أقل من شهر واحد، كانت قد انضمت البحرين أيضاً إلى "اتفاق إبراهيم".
وأدت كل هذه التحولات السياسية إلى بعث الأمل والتفاؤل في قطاع السياحة بإسرائيل ودول الخليج، والذي تضرّر من فيروس كورونا المستجد.
ويقال إن الرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب ودبي باتت وشيكة، لكن لم يتم الإعلان عن موعد محدد.
ولكن حتى قبل إقلاع الطائرة الأولى، يتوقع محللو القطاع أن يسافر 1.25 مليون سائح جديد بين إسرائيل والخليج في السنوات القليلة المقبلة.
وتعد إسرائيل دولة صغيرة، لا يزيد عدد سكانها عن 9 ملايين مواطن، لكن يقول كوهين إن الجميع يشعر بالحماسة لاستكشاف الخليج.
وعندما يصل كوهين إلى دبي، سيساعده خليفة المزروعي، وهو مدون سفر، في الاطلاع على المكان، حيث شارك الثنائي في بث مباشر، عبر "فيسبوك"، يتمحور حول السفر بين الإمارات وإسرائيل، لصالح وزارة السياحة الإسرائيلية.
وكان الصديقان يتحادثان منذ ظهورهما معاً عبر "فيسبوك"، في 15 سبتمبر/ أيلول.
وقال المزروعي، الذي يعرف بمغامراته في تسلق الجبال واستكشاف الكهوف في جميع أنحاء الإمارات عبر حسابه "UAE_Outdoors"، إنه تفاجأ عند سماعه بـ"اتفاق إبراهيم".
ورغم أنه كان دوماً يتوق السفر إلى إسرائيل والصلاة في الأقصى، إلا أنه شعر أيضاً بالخوف.
وفي اتصال هاتفي، قال: "لم يعتقد العرب قط أنه ستتشكل علاقات بين إسرائيل والإمارات.. لطالما سمعنا أن الإسرائيليين سيئون وخطيرون.. سمعنا ذلك منذ أن كنا أطفالاً".
واليوم، بعد معرفته أنه يستطيع السفر إلى إسرائيل، قرر المزروعي أن يزيل هذه الصورة النمطية في المجتمع الإماراتي.
وبينما حرص على تثقيف نفسه حول التضاريس المتنوعة بإسرائيل، والتحدث مع المدونين الإسرائيليين حول صحاري البلاد وجبالها، شارك المزروعي حماسه لزيارة البلاد مع أتباعه الإماراتيين.
ولا يعد المزروعي هو الوحيد الذي يضع خططاً لوصول الإسرائيليين إلى دبي.
وفي أوائل شهر سبتمبر/ أيلول، تعاونت شركة "Elli's Kosher Kitchen"، التي تعمل بمجال تقديم أطعمة الـ"كوشر"، ويديرها يهودي من جنوب أفريقيا، وهو يشكل جزءاً من الجالية اليهودية الصغيرة بدبي، مع شركة الحبتور للضيافة، لتقديم وجبات معتمدة من "الكوشر" إلى عدد من الفنادق المحلية في دبي، بما في ذلك فندق "هيلتون".
ومن المتوقع أن تعلن شركة "إل عال" للطيران، والتي قامت برحلة تجريبية مع الصحفيين والدبلوماسيين من تل أبيب إلى دبي، في 31 أغسطس/ آب، عن خدمة منتظمة دون توقف قريباً، وفقاً لتقارير إخبارية عديدة عبر وسال الإعلام الإسرائيلية.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، من المتوقع أن تبدأ شركتا طيران، وهما "الاتحاد" و"الإمارات"، في إطلاق رحلات دون توقف بين الإمارات وتل أبيب، بحلول يناير/ كانون الثاني.
وتوصلت أبوظبي وإسرائيل إلى اتفاق بشأن صفقة إنتاج تلفزيوني ومهرجان سينمائي مشترك، والتي سيترتب عليها زيارات عديدة بين البلدين أيضاً.
وقال أمير هاليفي ، وهو المدير العام لوزارة السياحة الإسرائيلية: "اتفاقية السلام تخلق إمكانات هائلة للسياحة بين إسرائيل والإمارات، سواء من حيث السياحة الثنائية أو فتح البلدين لأسواق مستهدفة جديدة".
وحتى أن خيار العبور عبر مدينة دبي يعد بمثابة عالم جديد من الفرص لدى الإسرائيليين، الذي طلب منهم تاريخياً عبور تركيا أو الأردن، إذا أرادوا السفر إلى أي مكان في العالم، من تل أبيب.
وفي مقابلة أجراها مؤخراً مع معهد أبحاث السياسة الخارجية، قال مايكل ستيفنز، وهو محلل السياسة الخارجية وخبير الأمن القومي: "ينظر الإماراتيون إلى إسرائيل على أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تطمح إليها من حيث الكفاءة التكنولوجية والفعالية العسكرية".
وبعد المشاركة في دردشة الفيديو مع كوهين، تفاجأ المزروعي عند معرفته أن العديد من اليهود يشاركون العرب في التقاليد واللغة، بما في ذلك كوهين نفسه، الذي تنحدر عائلته من تونس.
وتواصل معه العديد من الإسرائيليين، الذين شاهدوا محادثة الفيديو، وقاموا بدعوته لاستكشاف الصحراء الإسرائيلية وجبالها، وهو ما يأمل أن يفعله في وقت قريب.
وقال ضاحكاً: "سأكون أول من يطير إلى إسرائيل، ما لم يكن بيليج في طريقه إلى دبي، سأنتظره هنا، لأنني سأقابله وأريه البلاد".