دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ما رأيك بالخضوع لتجربة لن تعطيك سوى السكينة بين كهوف كانت عبارة عن مساكن للإنسان القديم منذ آلاف الأعوام في السعودية؟ ولفعل ذلك، ما عليك إلا قيادة سيارتك إلى أعلى طريق جبلي ومتعرج، والمرور عبر نفق طبيعي يوصلك إلى عتبة "منتجع الكهوف" في جبل شدا الأسفل.
وفي البداية، لم يكن مالك منتجع الكهوف، ناصر محمد الشدوي، يهدف إلى تشييد مقصد سياحي بين هذه الكهوف الطبيعية.
ومع ذلك، يُعد المنتجع الآن وجهة ريفية تجذب الأشخاص من حول المملكة، وخارجها أيضاً.
ويقع المنتجع في جبل شدا الأسفل في محافظة المخواة بمنطقة الباحة.
مساكن طبيعية نحتتها الطبيعة
وفي حديثه عن منتجع الكهوف، قال الشدوي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنها "مزرعة وكهوف قديمة ولدنا وترعرعنا فيها، وعاش فيها الآباء والأجداد منذ زمن بعيد جداً".
وفد من قطاعات #السياحة والمستثمرين يزورون #منتجع_الكهوف بجبل #شدا_الاسفل اطلعوا خلال الزيارة على الفرص الاستثمارية في اطار استراتيجية #التنمية_السياحية في المنطقة وكيفية تمويل هذه المشاريع وتسويق المنطقة للسياح . #روح_السعودية @VisitSaudiAR https://t.co/Nxg39mPJul
ولم يكن الشدوي، وهو كاتب صحفي وباحث تاريخي، يهدف إلى تشييد مقصد سياحي، إذ أنه بدأ في ترميم المشروع، وإصلاح المزارع فيه، ونحت الكهوف الطبيعية لجعله أوسع حتى تكون مساحة خاصة به وبعائلته.
وعندها، بدأ الأشخاص يتحدثون عن المساحة التي "أيقظها" الشدوي من سبات استمر لأعوام حسب تعبيره، وذلك بعد أن هجر جميع سكان الجبل تقريباً منازلهم ومزارعهم بسبب تحديات العيش فيها، مثل وعورة الطريق المؤدي إليها، وعدم وجود الخدمات الضرورية مثل شبكات المياه، والكهرباء.
وساهم انتشار صور ومقاطع فيديو للمنتجع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من شهرة المكان، وأشار الشدوي إلى أنه أصبح "مزاراً سياحياً يصنف ضمن السياحة الريفية، ويأتي إليه الناس من المملكة، والخليج، ومن مختلف بلاد العالم".
مغارات عجيبة وكهوف واسعة
ويُعد جبل شدا الأسفل أحد أجمل المعالم السياحية في المملكة، فهو يتميز بتشكيل جيولوجي فريد بفضل الكهوف والمغارات المنقوشة برسوم وكتابات ثمودية تعود إلى 3 آلاف عام، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
ويحتضن الجبل تجويات واسعة تكونت بفضل عوامل التعرية عبر ملايين الأعوام، واتخذها الإنسان القديم مسكناً له، بحسب ما كتبته الوكالة.
وقال الشدوي: "ما يميز المنتجع مقارنةً بغيره من الأماكن السياحية الأخرى هو الطبيعة الفريدة.. والهدوء، وبعده عن كل الملوثات السمعية والبصرية".
وتُعد طبيعة المكان وإطلالته من الجوانب المفضلة للزوار.
ويُطل المنتجع على بعض قرى الجبل، وعلى سهول تهامة، والبحر الأحمر، وفقاً لما ذكره الشدوي.
وإلى جانب الاسترخاء والتأمل، يمكن للزوار أيضاً ممارسة رياضة التسلق، والتنزه، وزيارة الأماكن الأثرية التي تحتضن الكتابات الثمودية المنتشرة في الكهوف.
ومن ناحية الطعام، يستطيع الزوار الاستمتاع بأطايب شعبية وشهيرة جنوب المملكة، مثل السمن، والعسل البلدي، والمرق، والمرقوق.
الطريق إلى الأعلى
وللوصول إلى المنتجع، تبدأ الرحلة من مدينة المخواة، والتي تبعد عن مدينة الباحة 45 كيلومتراً، وفقاً لما ذكره الشدوي.
وتُعد الرحلة إلى المنتجع مغامرة بحد ذاتها، إذ يصعد خلالها المرء بسيارته عبر طريق جبلي مُعبّد يتميز بتعرجات مثيرة بين صخور غرانيتية في غاية الروعة، "مما يضفي على القيادة عبرها نوع من المغامرة".
وفي ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، توقف المنتجع عن استقبال الزوار، وهو يُستخدم حالياً كحجر صحي مفتوح لعائلة الشدوي.
وقال الشدوي: "لم نشعر فيه بالملل ولا بالحجر".