دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعد السفر وسط جائحة كورونا اختياراً شخصياً لمن هم على استعداد لتحمل بعض المخاطر.
وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، "يزيد السفر من فرصتك في الإصابة بفيروس كوفيد-19 وانتشاره. ويعد البقاء في المنزل هو أفضل طريقة لحماية نفسك والآخرين من كوفيد-19."
وقبل "كوفيد-19"، كانت كلوديا غلينا، المقيمة في ساو باولو، تخطط لرحلاتها العائلية التي تشمل زوجها وطفليهما في جميع أنحاء البرازيل وحول العالم.
وتقول غلينا: "اعتدت الدخول على الإنترنت وحجز الفنادق ورحلات الطيران لأن ذلك بدا أسهل طريق يمكن اتباعه".
ثم ظهرت جائحة فيروس كورونا.
وبينما كانت عائلة غلينا منفتحة على السفر، كانت صحتهم وسلامتهم على رأس أولوياتهم.
ومن أجل الطمأنينة ولإيجاد أفضل الخيارات، لجأت العائلة، لأول مرة، إلى إحدى وكلاء السفر.
وبعد شهور من الإغلاق وعدم السفر، كانت العائلة في أمس الحاجة إلى ملاذ على مسافة قريبة بالسيارة من المنزل، ولكن غلينا لم تكن متأكدة إلى أين تذهب.
ولم تكن غلينا تعرف ما هي المنشآت التي أعيد فتحها، وما إذ كانت تستقبل الضيوف، وكان لديها أسئلة متعددة حول بروتوكولات السلامة والصحة الخاصة بهم.
وتوضح غلينا أنه رغم خبرتها المسبقة في التخطيط للرحلات، إلا أنها لم تستطع الحصول على المعلومات التي كانت تبحث عنها عبر الإنترنت".
"شعرنا بالأمان"
وتصف غلينا التجربة بأنها أفضل مما توقعت، إذ قدمت لهم وكيلة السفر، لاريسا كاماجي إجزنباوم، قائمةً بالمنتجعات المناسبة للعائلات، والتي زارتها الأخيرة شخصياً خلال الأسابيع القليلة الماضية.
واختارت غلينا منتجع "Tauá Resort Atibaia"، الذي يقع على بعد ساعة من ساو باولو، وقضت العائلة خمسة أيام مليئة بالمرح في الاستمتاع بالمنتزهات المائية والمسابح المتعددة المتوفرة في مكان الإقامة.
وفاجأت إجزنباوم عائلة غلينا بهدية ترحيب عبارة عن صورة عائلية مؤطرة، كما سجلت لهم ترقية لغرفتهم.
وتقول غلينا: "قام المنتجع بعمل رائع في مراعاة التباعد الاجتماعي، وشعرنا بالأمان"، مضيفةً "لم أكن لأشعر بالراحة في الذهاب بدون خبرة لاريسا، والآن لا أستطيع أن أتخيل السفر مرة أخرى بدون مساعدتها."
وعائلة غلينا ليست الوحيدة التي اعتمدت على وكيل سفر للمرة الأولى من أجل التخطيط لرحلتها، إذ أبلغت بعض شبكات ووكالات السفر الدولية عن ارتفاع في عدد العملاء الذين لم يستخدموا وكلاء السفر من قبل منذ بداية الجائحة.
وفي أعقاب "كوفيد-19"، يعتمد المسافرون المحتملون على وكلاء السفر للحصول على المزيد من المعلوات عن الفنادق، وفتح الحدود، وقواعد الحجر الصحي.
ارتفاع في عدد العملاء لأول مرة
من المؤكد أن وكلاء السفر، مثل بقية صناعة السفر، قد تعرضوا لضربة خطيرة خلال الأشهر العديدة الماضية.
وبحسب الجمعية الأمريكية لمستشاري السفر، فقد تباطأ العمل بشكل كبير منذ مارس/ آذار حيث شهدت معظم الوكالات في الولايات المتحدة انخفاضاً بنسبة 75% في الدخل في عام 2020 مقارنة بالعام الماضي.
علاوة على ذلك، كان لدى الولايات المتحدة أكثر من 150 ألف وكيل سفر قبل الجائحة. ومنذ ذلك الحين ، قام نحو 60% من وكالات السفر بتسريح نصف موظفيها على الأقل بشكل مؤقت.
ومع ذلك، على الرغم من الانخفاض في الأعمال التجارية بشكل عام، يبدو أن الاستفسارات من قبل مستخدمي وكالات السفر للمرة الأولى في ارتفاع.
وغالبية هذه الاستفسارات هي إحالات من عملاء حاليين، وفقاً لرؤساء شبكات السفر الكبيرة وكذلك المستشارين الأفراد.
وعلى سبيل المثال، يقول أليكس شارب، الرئيس والمدير التنفيذي لشبكة "Signature Travel Network"، التي تضم أكثر من 8،000 مستشار دولياً، إن الشبكة شهدت زيادة بنسبة 20% في العملاء الجدد منذ العام الماضي.
ويوضح شارب أنهم "بالطبع مهتمون بإرشادات الصحة والسلامة الخاصة بالمنشأت، ولكنهم يرغبون أيضاً في معرفة كيفية استجابة بعض الفنادق ومنظمي الرحلات السياحية للعملاء منذ الجائحة".
الإبحار في "عالم السفر الجديد"
تشهد مجموعة "Travel Leaders Group"، وهي شبكة تضم أكثر من 45،000 مستشار سفر على مستوى العالم، ارتفاعاً في عدد العملاء الجدد، أي أكثر مما كانت عليه قبل الجائحة، وفقًا لما صرح به رئيس المجموعة، جون لوفيل.
ويوضح لوفيل أن أهم استفسارات تصلهم هي من أشخاص لم يلجأوا لوكلاء السفر من قبل ولكنهم يعتقدون أنهم بحاجة إليهم الآن لمساعدتهم على الإبحار في عالم السفر الجديد".
وتقول إجزنباوم، مستشارة السفر التي تتخذ من البرازيل مقراً لها، إنها استقطبت 15 عميلاً جديداً منذ يونيو/حزيران الماضي، أي عند استئناف السفر من جديد.
وتشير إجزنباون إلى أنها عادةً إذا حصلت على 6 عملاء جدد خلال العام، فإن ذلك يعد كثيراً، لذا فإن 15 عميلاً جديداً في غضون بضعة أشهر يعد أمراً رائعاً.
ومثل عائلة غلينا من ساو باولو، يقول بعض المسافرين الذين بدأوا العمل مع مستشاري السفر مؤخراً أنهم سيقومون بحجز جميع رحلاتهم من خلالهم من الآن فصاعداً.
ماري غرينان، التي تعيش في غالواي، أيرلندا، حصلت على المساعدة من قبل سيوبهان بيرن ليرات، صاحبة وكالة السفر "Adams & Butler"، لقضاء إجازة متعددة الأسابيع إلى الولايات المتحدة في الصيف المقبل.
وتقول غرينان: "حاولت التخطيط لذلك بمفردي، ولكنني أرغب في زيارة العديد من الأماكن المختلفة وأواجه صعوبة في الخوض في جميع الوجهات الممكنة".
وعلى الرغم من أن جرينان كانت متشككة في البداية وافترضت أنها ستدفع أكثر باستخدام وكيل للسفر، إلا أنها فوجئت بمعرفة أن الرحلة ستكون أقل تكلفة بشكل عام.