دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حدّد علماء الآثار في النرويج موقع دفن غير مكتشف سابقاً، ويعود إلى شعب "الفايكنج"، حيث يضم قاعة احتفالات ومنزل عبادة وبقايا دفن سفينة.
وتمكن الباحثون من العثور على الاكتشافات، دون الحاجة إلى الحفر في أي أرض، واستخدموا رادار الاختراق الأرضي (GPR) لرؤية ما يوجد تحت سطح الأرض.
ومن بين النتائج التي توصل إليها المعهد النرويجي لأبحاث التراث الثقافي، والتي نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة "Antiquity"، عُثر على موقع دفن سفينة "فايكنج" على تلة جبل في جيلستاد، جنوب شرق النرويج.
وترمز القوارب إلى الممر الآمن إلى الحياة ما بعد الموت، وعادة ما تُمنح لنخبة مجتمع الـ"فايكنج".
وأظهرت البيانات أن سفينة العصر الحديدي يبلغ طولها حوالي 19 متراً، أي 62 قدماً، وهي مدفونة تحت الأرض بعمق يصل ما بين 0.3 متر إلى 1.4 متر، أي من 0.9 قدم إلى 4.6 قدم.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، لارس جوستافسن، وهو باحث في المعهد النرويجي لأبحاث التراث الثقافي: "عندما نجري هذا الأنواع من الاستطلاعات، عادة ما تكون مجرد نقاط رمادية وسوداء وبيضاء، لكن مجموعة البيانات هذه مدهشة للغاية".
وقال لـCNN: "علمنا أن هناك شيء مميز، لكن لم يكن لدينا أي فكرة أنه سيكون مدفن سفينة، وهذا فريد جداً".
وبعد إجراء الاختبارات الأولية، هناك خطط الآن لإجراء حفر بالكامل.
وقال جوستافسن إن التلة تم حفرها سابقاً في القرن التاسع عشر، عندما حرقت الكثير من البقايا الخشبية للسفينة، لأن الناس لم يكونوا على دراية بما كانت عليه، ما يعني أنه لم يتبق الكثير للباحثين لتحليله اليوم.
وقال: "إنها فرصة فريدة، وأمر محزن أنه لم يتبق منها سوى القليل.. ما يتعين علينا القيام به هو استخدام التكنولوجيا الحديثة واستخدامها بعناية شديدة. من خلال القيام بذلك، نأمل أن نتمكن من التقاط شيء من تلك السفينة".
ووجد الباحثون العديد من تلال الدفن تحت الأرض، بما في ذلك السفينة، حيث اُكتُشف إجمالي 13 من التلال، يبلغ عرض بعضها أكثر من 30 متراً، أي 98 قدماً.
واُكتُشفت العديد من المباني باستخدام بيانات الرادار، ما يوفر نظرة ثاقبة على حياة الأشخاص سابقاً. وحدّد الباحثون ما يعتقدون أنه مزرعة، ومنزل عبادة، وقاعة احتفالات.
ووفقاً لجوستافسن، تم تحويل الأرض، التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، إلى "مقبرة ومستوطنة رفيعة المستوى" خلال عصر الـ"فايكنج".
وشهد العصر الحديدي الشمالي المتأخر، الذي استمر من 550 إلى 1050، العديد من الأحداث التاريخية الرئيسية، بما في ذلك سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية وظهور عصر "الفايكنج".
ويأمل الباحثون أن يكشف الموقع عن حقائق جديدة حول هذه الفترة المضطربة.
وجاءت الاكتشافات بعد إجراء مسوحات في عام 2017 لتحديد ما إذا كانت خطط البناء المقترحة ستضر بأي قطع أثرية تحت الأرض.
ويقع تل جيل في جيلستاد، بالمنطقة النرويجية الجنوبية الشرقية من مقاطعة أوستفولد. ويعرف التل بكونه أحد أكبر التلال الجنائزية في العصر الحديدي بالدول الاسكندنافية.