دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تتخيل شعور القفز بالمظلة من ارتفاع 14،000 قدم، بالطبع يتطلب الأمر الكثير من الجرأة، إلا أن هذه الرياضية المحترفة تقوم بحركات استعراضية مثيرة خلال القفز الحر فوق نخلة جميرا الشهيرة في دبي.
وفي مقطع فيديو مثير للإعجاب، يمكن مشاهدة الرياضية المحترفة البولندية، ماجا كوتشينسكا، وهي تقفز من طائرة "سكاي دايف دبي" المخصصة لرياضة القفز المظلي، وتستعرض بمهارة حركاتٍ راقصة فوق جزيرة نخلة جميرا.
وتعد نخلة جميرا، التي بنيت من مجموعة من الأرخبيلات الاصطناعية على شكل شجرة النخيل، واحدة من أبرز المعالم السياحية في دبي، وفقاً لموقع "زوروا دبي".
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، تقول ماجا كوتشينسكا، إن تجربة القفز المظلي الحر في دبي تختلف تماماً عن أي مكان آخر مارست فيه هذه الرياضة من قبل.
وتوضح كوتشينسكا التي تبلغ من العمر 20 عاماً، أنه عادةً ما تكون المواقع المخصصة لهبوط ممارسي القفز المظلي بعيدةً عن المدن، حيث قد يكون من الخطير للغاية الهبوط بجوار ناطحات السحاب.
وترى كوتشينسكا أن "هذا ما يجعل تجربة سكاي دايف دبي فريدةً من نوعها كلياً"، إذ توفر مناظر ناطحات السحاب الشاهقة، ومياه البحر إلى جانب جزيرة نخلة جميرا من صنع الإنسان.
وخلال تجربة القفز المظلي الحر فوق نخلة جميرا، يمكنك مشاهدة معالم سياحية أخرى بارزة في دبي، مثل برج خليفة على الجانب الآخر، وفقاً لما ذكرته كوتشينسكا.
وتصف كوتشينسكا تجربة القفز المظلي الحر فوق نخلة جميرا في دبي لأول مرة قائلة: "شعرت بالذهول من مدى جنون المنظر من الأعلى"، مؤكدةً أن هذا المنظور يختلف تماماً عن زيارة المعلم السياحي البارز على الأرض.
وتشرح الرياضية المحترفة أن القفز بالمظلات لا يمنحك شعور السقوط إلا إذا قمت بالقفز من جسم ثابت مثل طائرة الهليكوبتر، موضحةً أنه عند القفز من الطائرة، فأنت تتحرك بالفعل وبذلك يمكنك الشعور بضغط الرياح على الفور. وتضيف أن الأمر يشبه إبراز يدك من نافذة سيارة متحركة.
وعادةً ما تُنفّذ رياضة القفز بالمظلات من على ارتفاع 14000 قدم، أي نحو 4 كيلومترات، فوق سطح الأرض، مما يسمح بسقوط حر لمدة تتراوح بين دقيقة وثلاث دقائق من الطيران المظلي، بحسب ما ذكرته كوتشينسكا.
وتلفت كوتشينسكا إلى أنه من الممكن القفز من ارتفاع أعلى، ولكن تجاوز ارتفاع 16،000 قدم يتطلب توفر أنابيب أكسجين على متن الطائرة، بينما لا تحتاج مسافة السقوط الحر القصيرة إلى ذلك.
ولا تعتبر كوتشينسكا أنها تغلبت على مخاوفها من أجل ممارسة هذه الرياضة التي تمارسها منذ ثلاث أعوام، قائلة: "لن أقول إنني تغلبت على مخاوفي لأنني لم أكن أخشى القفز بالمظلات في الأساس، هناك أشياء أخرى أخشى منها مثل الحشرات، ولكنني لا أخشى المرتفعات".
ولطالما كانت ممارسة القفز المظلي فكرة طبيعية ومثيرة بالنسبة إلى كوتشينسكا، إذ كانت تشاهد والدها يمارس رياضة القفز بالمظلات لفترة طويلة.
وعن كيفية قيامها بالحركات الاستعراضية الراقصة خلال القفز بالمظلة، تشير كوتشينسكا إلى أنه مع التدريب، يمكن تعلم القفز بالمظلات بوضعيات مختلفة.
أما عن الظروف التي تتيح فرصة القيام بحركات راقصة بعد القفز من الطائرة، توضح كوتشينسكا أنه كلما زادت مساحة سطح الجسم في مواجهة الرياح، كلما كان السقوط أبطأ، بينما كلما قلت مساحة سطح الجسم، كلما ازدادت السرعة، ما يعني أنه إذ كان وضع جسمك غير متساوٍ فإنك تنجرف مع الرياح في اتجاهاتٍ مختلفة أو تدور.
ومع الممارسة، ترى كوتشينسكا أنه بمجرد إتقان هذه الوضعيات الأساسية وهي أولاً كيفية التحليق على البطن، ثم على الظهر، ثم في وضعية جلوس منتصبة ثم الاتجاه إلى أسفل، عندها يتمكن الأشخاص من التحرك بطريقة تشبه الطيران أو الرقص، بحسب ما ذكرته.
كما تشرح كوتشينسكا أن الخدعة البصرية، التي تجعلك تتوهم أن الشخص الذي يقفز من المظلة يصعد في الهواء بدلاً من أن ينزل، سببها الاختلافات النسبية في السرعة بين الشخص الذي يقوم بأداء القفز من الطائرة والآخر الذي يوثق بالكاميرا.