وسط تفشي كورونا.. خطوط جوية عالمية دون ركاب أو شحن وتطير في اتجاه واحد فقط

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يدير الفريق في "Jet Test and Transport" شركة طيران عالمية، لكن الطائرات تسافر في رحلة باتجاه واحد، دون وجود أي ركاب على متنها أو حتى حمولة.

ويعد الفريق خبيراً في الرحلات الجوية، ونقل الطائرات الفارغة حول العالم.

في زمن كوفيد-19، ومع توقف الخطوط الجوية، يعتبر المؤسس المشارك، ستيف جيوردانو، وشركاؤه الطيارون من أكثر الرجال انشغالاً في السماء.

تم تأجير حوالي نصف أسطول العالم المكون من أكثر من 20 ألف طائرة تجارية لشركات الطيران. وفي نهاية عقد الإيجار متعدد السنوات، قد تقرر شركة الطيران تجديد العقد أو إعادة الطائرة إلى مؤجرها.

وهنا يأتي دور شركة "Jet Test and Transport".

يقول جيوردانو لـCNN Travel: "عندما تعاد الطائرة في نهاية عقد الإيجار، نقوم بنقلها إما للعميل التالي، أو إلى التخزين أو الصيانة".

بدأت شركة "Jet Test" عملياتها في عام 2006، رغم أن جيوردانو قد بدأ في نقل الطائرات قبل ذلك بعامين.

يقوم جيوردانو وفريقه برحلات تجريبية على الطائرات التي تعود إلى الخدمة بعد الصيانة أو التعديل، بما في ذلك الطائرات التي بدأت حياتها كطائرات ركاب وتم تحويلها لنقل البضائع أو مكافحة الحرائق أو تفريق الانسكابات النفطية.

كبيرة أو صغيرة، نحن نطير بهم جميعاً!

ربما يقضي طيارو الخطوط الجوية سنوات في قيادة نوع واحد من الطائرات، لكن طياري "Jet Test" يستمتعون بقيادة عدد كبير من الطائرات المختلفة.

يمتلك جيوردانو حوالي 18,500 ساعة تجريبية، أي ما يعادل أكثر من عامين في الجو، كما يقضي نصف وقته في طائرة "ماكدونل دوغلاس إم دي-80".

يقول: "عندما تقضي 9 آلاف ساعة على نوع واحد، فالأمر يصبح راسخاً في عقلك.. أعرف موقع كل مفتاح في الطائرة بأعين مغمضة".

تفشي الوباء

في حين لم يتم الإعلان عن فيروس كورونا كجائحة حتى مارس/ آذار، كان جيوردانو قد قام برحلات جوية في آسيا بحلول الأيام الأولى من عام 2020، وكان "على دراية جيدة بكوفيد-19".

ومع محاولة الدول إبطاء انتشار الفيروس، فُرضت قيود السفر الدولية في فبراير/ شباط، وأغلقت شركة "Jet Test" حتى أبريل/ نيسان.

ومع الانخفاض الهائل في قطاع السفر الجوي بسبب الوباء، حولت المطارات في جميع أنحاء العالم المدرجات غير المستخدمة وممرات التاكسي إلى أماكن انتظار مؤقتة للطائرات المتوقفة عن العمل.

وقال جيوردانو: "منذ ذلك الحين، كان الجزء الأكبر من العمل الذي نقوم به هو أخذ الطائرات التي كانت في مرافق تخزين قصير الأجل ونقلها إلى مرافق تخزين طويلة الأجل".

مكان في الشمس

في الصحراء القاحلة في أريزونا، بالقرب من توسان، تدير شركة "Ascent Aviation" واحدة من أكبر مرافق تخزين الطائرات وصيانتها بالعالم.

تعتبر الظروف المناخية الجافة والحارة في المنطقة مثالية للحفاظ على الطائرات المتوقفة في حالة جيدة.

يقول سكوت باتلر، كبير المسؤولين التجاريين في "Ascent Aviation": "نشهد طائرات من جميع القارات الست، من عملاء متعددين، جميعهم تقريباً يتجه إلى مرافق التخزين طويلة الأجل.. تصل ما بين 5 و8 طائرات أسبوعياً إلى مرافق التخزين دون مغادرة العديد منها".

مع قيام شركات الطيران بإيقاف آلاف الطائرات غير الضرورية، تضيق المساحة في ساحات الانتظار الصحراوية. وبحسب باتلر، تصل سعة مرافق التخزين العالمية إلى حوالي 75٪.

ورغم تأثير كوفيد-19 على موظفي الخطوط الجوية، تحمل شركة "Ascent" أخباراً مبشرة للعاملين الذين تم إرسالهم في إجازة.

يوضح باتلر: "كان علينا زيادة عدد الموظفين بنسبة 30٪، وإضافة المزيد من وظائف ميكانيكي الطائرات إلى المنطقة والصناعة".

ربما تشهد شركة "Ascent" نمواً مرتبطاً بكوفيد-19، لكن هلاك السفر الجوي الدولي إلى جانب سياسات وإجراءات كورونا الخاصة بكل بلد، كان له تأثير كبير على عمليات "Jet Test".

يقول جيوردانو: "يقضي العاملون ثلاث إلى أربع ساعات يومياً في تحديث مخطط يحتوي على كل بلد نذهب إليه، وكل القيود، وجميع المطالب، وتلك الأشياء تتغير بشكل يومي".

ربما تكون فوضى، لكن هذا العمل المعتاد لشركة "Jet Test".