هل تصبح "جوهر شبكات النقل"؟ قطارات أوروبا الليلية تعود إلى الحياة بـ"مستقبل واعد"

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد أن أُوقفت الكثير من خطوط القطارات الليلية في أوروبا، إلا أنها بدأت تعود إلى الحياة في جميع أنحاء القارة. ففي ديسبمر/ كانون الأول، تعاونت 4 شركات وطنية للسكك الحديدية للإعلان عن طرق جديدة بين 13 مدينة أوروبية.

العودة إلى المسار الصحيح

بقيادة شركة "ÖBB" النمساوية، وبالاشتراك مع شركة "Deutsche Bahn" الألمانية و"SNCF" الفرنسية والسكك الحديدية الفيدرالية السويسرية، سيشهد التعاون 4 مسارات ليلية جديدة، على مدى السنوات الأربع المقبلة. 

وبحلول ديسبمبر/ كانون الأول 2021، ستكون خطوط فيينا-ميونخ-باريس وزيورخ-كولونيا-أمستردام جاهزة للعمل.

وبعد عامين، ستطلق خطوط فيينا/ برلين إلى بروكسل/ باريس. 

وفي ديسبمر/ كانون الأول 2024، سيبدأ تشغيل القطارات الليلية بين زيورخ وبرشلونة.

تقول مونيشا راجيش، مؤلفة كتاب "حول العالم في 80 قطاراً"، إنها "طرق جيدة.. 4 طرق تربط 13 مدينة، هذا سيجعل الأمور أسهل على الناس".

تقول راجيش إنها تود أن ترى قطاراً ليلياً على "الطريق الرئيسي" من باريس إلى روما، لكنها تعتقد أن مستقبل القطارات الليلية في القارة وردية.

وأضافت: "إنها رائعة لأنها توفر عليك دفع ثمن الفندق".

ولطالما استمتع أندرو مارتن، وهو صاحب كتاب "Night Trains: The Rise and Fall of the Sleeper"، برحلاته حول أوروبا في عام 2015، واصفاً إياها بـ"تجربة لا تنسى".

وأضاف: "تخلوا عن الكثير منهم في فرنسا وألمانيا، وكانت الرحلات الجوية الاقتصادية تقضي على السفر بالسكك الحديدية لمسافات طويلة، لكن كانت هناك مؤشرات إيجابية أيضاً.. كل شخص تحدثت إليه قال إنها لن تختفي تماماً إلى الأبد". 

يقول نيكولاس فوريان، وهو جزء من الشبكة الأوروبية "باك أون تراك"، إن القطارات واجهت "منافسة شديدة من شركات الطيران منخفضة التكلفة، والسيارات، والحافلات، وتطوير القطارات عالية السرعة"، مع تقليص وقت الرحلة الإجمالي وانخفاض الحاجة إلى خدمة ليلية.

وأوضح: "كان هناك نقص في الاستثمار، ولم يتم بناء قطارات جديدة منذ سنوات. أهملت الحكومات هذا الجزء من قطاع السكك الحديدية، وكانت القطارات تقترب من الحد الأدنى للعمر، ما أدى إلى إغلاق العديد من الخطوط".

وأضاف: "نحن الآن في مرحلة حرجة، وإذا أردنا إطلاق خدمات جديدة، فنحن بحاجة إلى الاستثمار فيها".

وفي حين أن دولاً عديدة، مثل ألمانيا وفرنسا، قد تخلت عن خطوطها بهدوء، رأت شركة "ÖBB" النمساوية مستقبلاً، وقررت إعادة إنشاء العديد من الخطوط المهجورة لشركة دويتشه بان، بما في ذلك ميونخ إلى روما، ومن برلين إلى هامبورغ.

في السكك الحديدية النمساوية، تشكل القطارات الليلية اليوم حوالي 20٪ من حركة السكك الحديدية لمسافات طويلة، على حد قول مارك سميث، صاحب موقع "The Man in Seat 61".

وأضاف: "العثور على الركاب ليس مشكلة، وأصبح جذب الناس أكثر سهولة مع ضجرهم من تجربة الطيران، ويريدون خفض بصمتهم الكربونية".

واليوم، يوجه الأوروبيون انتباههم نحو شبكة القارة عالية السرعة وواسعة النطاق، حيث قالت راجيش إن خطوط القطارات أفضل بكثير من الطيران حول أوروبا. 

وأضافت: "رغم أن القطارات ليست محايدة للكربون، إلا أنها أفضل بكثير من الطيران".

وفي ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، يمكنك تطبيق التباعد الاجتماعي بشكل أسهل في القطارات، كما يمكنك حجز مقصورة كاملة لنفسك عند السفر ليلاً. 

ويقول فوريان: "ربما يكون التعافي بعد كوفيد-19 أمراً صعباً على الطائرات، لذلك ستأخذ القطارات الليلية حصة أفضل في السوق". 

وتشجع الجغرافيا الأوروبية على استخدام القطارات الليلية، بحسب قول فوريان، الذي يشير إلى أن نصف الرحلات المغادرة من فرنسا هي إما داخلية أو متجهة إلى دولة مجاورة.

إذاً، ما هو مستقبل القطارات الليلية في أوروبا؟ كان من الجنون قول ذلك حتى قبل خمس سنوات، لكن اليوم، يبدو المستقبل مشرقاً.

على سبيل المثال، تخطط الحكومة الفرنسية لإعادة خطوط باريس-نيس، وباريس-لورد-تارب، التي توقفت سابقاً في عام 2022.

الهدف هو جعل "السفر بالسكك الحديدية بديلاً مقنعاً للرحلات الجوية داخل أوروبا وساعات السفر الطويلة على الطريق السريع"، وفقاً لأندرياس شوير، وزير النقل الألماني، في بيان.

وقال بيدرو نونو سانتوس، وزير البنية التحتية والإسكان البرتغالي: "أعتقد أن السكك الحديدية ستكون جوهر شبكات النقل في المستقبل".