دبي، الإمارت العربية المتحدة (CNN) -- شهد العالم، مساء يوم الاثنين الماضي، تقارب أكبر كوكبين في نظامنا الشمسي، المشتري وزحل، إلى أقصى حد منذ نحو 400 عام.
وأحدثت ظاهرة تعرف باسم "الاقتران العظيم" تناثراً ساطعاً في سماء الليل، وخلدتها لقطات عديدة مذهلة من جميع أنحاء العالم.
وأطلق على هذه الظاهرة الفلكية اسم "نجمة عيد الميلاد"، ولكن حقيقة أن هذا الظاهرة حدثت قبل أيام من الكريسماس وبالتزامن مع الانقلاب الشتوي هي محض مصادفة زمنية.
وكان أكبر كوكبين في المجموعة الشمسية يفصل بينهما 0.1 درجة فقط، أي حوالي خمس قطر القمر عندما يكون بدراً، وفقاً للجمعية الملكية الفلكية في المملكة المتحدة.
وإذا فاتتك هذه الظاهرة ليلة الاثنين، أو لم تكن السماء صافية حينها في المكان الذي تتواجد فيه، فلا داعي للقلق، إذ يبدو أن الكوكبين يتباعدان ببطء شديد، وسيظلان قريبين من بعضهما خلال الأيام القادمة.
ويتمتع من هم بالقرب من خط الاستواء بأفضل ظروف لمشاهدة الظاهرة الفلكية.
وسيظهر كوكب المشتري أكثر لمعاناً وسيكون مرئياً بسهولة. وفي يوم الاثنين الماضي، تجاوز كوكب المشتري كوكب زحل، وسيظهر الأول الآن فوق زحل الخافت قليلاً.
وفي حين أن أدوات المراقبة قد تظهر الكوكبين، المشتري وزحل، قريبين من بعضهما البعض، إلا أن ذلك محض تأثير بصري، إذ كان يفصل بينهما حوالي 800 مليون كيلومتر يوم الاثنين، على الرغم من أنهما ظهرا بالقرب من بعضهما البعض من منظور الأرض.
حدث نادر بشكل استثنائي
ووفقاً للجمعية الملكية الفلكية، فإن حدوث اقتران بمثل هذا القرب يعد أمراً نادراً، وقد شوهد كوكب المشتري وزحل آخر مرة في مثل هذا القرب في عام 1623.
ووقتها، أي قبل 397 عام، كان الكوكبان قريين من الشمس في السماء، لذلك كان من الصعب مشاهدة الحدث الفلكي.
وأضافت الجمعية في بيان لها أن آخر مرة كان فيها الكوكبين قريباً للغاية ومن السهل رؤيتهما كانت في عام 1226، أي قبل اختراع التلسكوب بوقت طويل.
وإذا فاتتك هذه الظاهرة، وأردت مشاهدة الكوكبين بذات القرب، فلن يحدث حتى 15 مارس/ آذار عام 2080، ثم لن يحدث مرة أخرى إلا بعد عام 2400.
وقال عالم الفلك باتريك هارتيجان، أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في جامعة رايس في هيوستن، إنه كلما اتجهت إلى الشمال كلما قلت المدة التي يمكنك خلالها مشاهدة الاقتران قبل أن تختفي الكواكب تحت الأفق.
وأوضحت الجمعية الفلكية الملكية في المملكة المتحدة إنه من المهم العثور على خط رؤية بدون مبانٍ شاهقة أو أشجار تمنع الرؤية مع انخفاض الكواكب في الجنوب الغربي بعد غروب الشمس.
ومن خلال النظر بالعين المجردة، سيظهر الكوكبين كنقطتي ضوء ساطعتين، بينما ستُظهر المناظير هاتين النقطتين أكبر قليلاً، وقد يتمكن المشاهدون أيضاً من تحديد أكبر أربعة أقمار لكوكب المشتري، وربما أكبر أقمار زحل، الذي يعرف باسم "تيتان".
وباستخدام تلسكوب صغير، سيكون الكوكبان في مجال الرؤية ذاته، وهو حدث نادر للغاية، وستكون أحزمة كوكب المشتري وحلقات زحل مرئية.