دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في حي جريتر كايلاش الثاني الراقي بجنوب دلهي، بشارع تصطف على جانبيه المقاهي والمطاعم، تقع "أفضل" حانة في الهند.
وتعد حانة "Sidecar" في طليعة مشهد حانة مشروبات الكوكتيل المتنامي في الهند، وقد صنفت في المرتبة 91 على قائمة أفضل حانة في العالم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي الحانة الوحيدة التي تم اختيارها من الهند لتكون على القائمة، حتى قبل أن تكمل عامها الثاني.
وشاركت ميناكشي سينغ، التي تحضر المشروبات الكحولية، في تأسيس الحانة مع شريك تجاري ونادل مخضرم يانغدوب لاما.
ولكن عندما بدأت سينغ في إقامة حفلات خاصة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أثناء دراستها لإدارة الفنادق، كان من غير القانوني في الواقع أن تقوم النساء بتحضير المشروبات الكحولية في الهند.
وتشرح سينغ قائلة: "كان هناك قانون بريطاني قديم ينص على أن المرأة لا تستطيع تقديم المشروبات الكحولية".
وبينما تم إلغاء القانون الوطني في عام 2007، تضع كل ولاية من ولايات الهند البالغ عددها 29 قوانينها الخاصة بالمشروبات الكحولية.
وبالنسبة إلى دلهي، لم يتم إلغاء القانون رسمياً حتى عام 2010.
ولكن سينغ اكتشفت شغفها بعالم المشروبات الكحولية.
والتقت سينغ بلاما، وهو صانع مشروبات كحولية معروف بالفعل، وفي عام 2003، وبصفته مرشداً لها، فقد ساعد سينغ في اتخاذ خطواتها نحو تقديم المشروبات الكحولية، بحسب ما قالته.
ومع احتمالات محدودة في تقديم خدمة المشروبات الكحولية، تابعت سينغ العمل التسويقي في صناعة تلك المشروبات بدلاً من ذلك، وقضت عدة أعوام مع عمالقة المشروبات الروحية أمثال شركة "Diageo" و"Pernod Ricard"، ولكن فكرة إدارة الحانة الخاصة بها ظلت قائمة.
وفي عام 2012، أصبحت الفكرة حقيقة واقعة.
وافتتح لاما وسينغ أول حانة لهما، "Cocktails and Dreams Speakeasy"، في غوروغرام، وهي مدينة تقع جنوب غرب دلهي تشتهر بشركاتها الناشئة التقنية والمالية.
وكان الزبائن الأوائل حائرين بسبب تقديم مشروبات الكوكتيل الكحولية مع موسيقى الجاز، وهي أجواء تختلف كثيراً عن تجربة النوادي الليلة الأكثر شيوعاً في الهند في ذلك الوقت، بحسبما تقوله سينغ. ولكن هذه كانت مجرد الخطوة الأولى نحو إنشاء أفضل حانة في الهند.
تغيير مشهد الحانة
في عام 2012، كان مشهد الحانة في الهند لا يزال على أعتاب التغيير، وفقاً لما يقوله فيكرام أشانتا، الرئيس التنفيذي لشركة "Tulleeho" للتدريب على صنع المشروبات والاستشارات والمؤسس المشارك لجوائز "Best Bars" في الهند.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، كان هناك "جيل جديد من المستهلكين" يبحث عن تجارب الحانات "العالمية" في مدن مثل نيويورك، ولندن، وسنغافورة، وهونغ كونغ، حسبما ذكره أشانتا.
وقد أدى ذلك إلى ظهور اتجاه جديد للحانات التي يديرها أشخاص لديهم شغف بالصناعة، والذين "يمكنهم تقديم دعمهم الكامل من حيث قوائم المشروبات"، بدلاً من رجال الأعمال أو المستثمرين الذين يتطلعون إلى الأرباح في المقام الأول.
ويشير أشانتا إلى أن الهند ليس لديها "الثقافة النقية" فيما يتعلق بالمشروبات الكحولية، لذلك غالباً ما يتم الجمع بين الحانات والمطاعم، ويتم وضع الطعام في مساواة مع مشروبات الكوكتيلات.
"ولكن بالنسبة إلى Sidecar، فإن الحانة تأخذ مكانةً بارزة بالتأكيد"، بحسب ما ذكره أشانتا.
وجنباً إلى جنب مع فريق تقديم المشروبات الكحولية بقيادة خبير عالمي المستوى مثل لاما، وخبيرة في القطاع مثل سينغ، تجعل من حانة "Sidecar" وصفة رابحة.
وصفة للنجاح
كان ذلك الموقع المركزي في دلهي والحشد الذي أراده لاما وسينغ، ولكنهما لم يكونا قادرين على تحمل تكاليف، عندما افتتحا حانة "Speakeasy" في عام 2012، ولكن نجاح "Speakeasy" وسمعتها المتزايدة سمحت لهما بجمع الأموال من أجل افتتاح "حانة أحلامهما".
وفي غضون عام من افتتاحها، حصلت حانة "Sidecar" على ثلاث جوائز في حفل توزيع جوائز "Best Bar" الافتتاحي في الهند في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، بما في ذلك أفضل حانة في الهند.
وتقول سينغ: "لقد بذلنا قصارى جهدنا مع حانة Sidecar".
وتذكرنا التصميمات الداخلية للحانة بمكتبة قديمة، أو غرفة لعب البلياردو، مع رفوف مليئة بزجاجات المشروبات الكحولية.
وتحتوي قائمة المشروبات على العديد من مشروبات الكوكتيلات الكحولية الكلاسيكية، مع لمسة هندية فريدة من نوعها، وعلى سبيل المثال، هناك مشروب كوكتيل "الجن" الكحولي مع المياه بالبرتقال والشاي المدخن بخشب الصنوبر من جبال الهيمالايا.