رفات طفل مدفون قبل 41000 عام قد تكشف لغز قديم عن إنسان نياندرتال

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل يعد دفن الموتى ممارسة ينفرد بها الإنسان العاقل؟ أم هل وضع البشر الأوائل، مثل إنسان نياندرتال، أحبائهم تحت الأرض للرقود في سلام؟

وقد كان ذلك موضوع نقاش طويل الأمد بين علماء الآثار. أما الآن، فيمكن للأدلة على السلوك الجنائزي أن تلقي الضوء على القدرات المعرفية، والعادات الاجتماعية لإنسان نياندرتال وما إذا كانوا، مثل البشر المعاصرين، لديهم القدرة على التفكير الرمزي.

رفات طفل مدفون قبل 41000 عام قد تكشف لغز قديم عن إنسان نياندرتال
باحث من المتحف الأثري الوطني في فرنسا يفحص مواد من الحفريات من موقع حفر "La Ferrassie" في جنوب غرب فرنساCredit: ANTOINE BALZEAU/CNRS/MNHN

وتم اكتشاف العشرات من الهياكل العظمية المدفونة لإنسان نياندرتال في أوروبا وأجزاء من آسيا على مدار 150 عاماً.

ومع ذلك، تم العثور على أكثر الهياكل المحفوظة جيداً في بداية القرن العشرين ولم يتم التنقيب عنها باستخدام الأساليب الحديثة، ما أدى إلى الشك حول ما إذا كانت ممارسة الدفن متعمدة عند إنسان نياندرتال.

ويقدم تحليل جديد لهيكل عظمي يبلغ من العمر 41،000 عام لطفل نياندرتال، عُثر عليه في كهف فرنسي في السبعينيات، دليلاً جديداً على أن أشباه البشر في العصر الحجري دفنوا موتاهم عمداً.

وأعاد باحثون فرنسيون وإسبان فحص الرفات باستخدام أساليب حديثة عالية التقنية، وأعادوا حفر موقع التنقيب الأصلي "La Ferrassie"، جنوب غرب فرنسا، وراجعوا الدفاتر والمذكرات الميدانية من التنقيب الأصلي.

وتوصل الباحثون إلى أنه تم وضع جثة طفل إنسان نياندرتال يبلغ من العمر عامين عن عمد، في حفرة محفورة في الرواسب المحيطة.

ولفت الباحثون إلى أن عدم وجود علامات من الحيوانات آكلة اللحوم التي ربما حاولت البحث عن جثة مكشوفة، وحقيقة أن العظام كانت غير مبعثرة نسبياً مع القليل من التشويه تشير إلى أن الجثة دفنت بسرعة، كما أن البقايا محفوظة جيداً، عند مقارنتها ببقايا الحيوانات الموجودة في طبقة الأرض ذاتها، على الرغم من أنها تعود لطفل.

وتشير وضعية الهيكل العظمي أيضاً إلى أن الطفل وُضع هناك عن قصد. إذ أن رأسه مرفوع أعلى من بقية الجسم رغم ميلان الأرض.

وقالت الدراسة إن "أصل الممارسات الجنائزية تتمتع بآثار مهمة على ظهور ما يسمى بالقدرات والسلوك المعرفي الحديث".

وتوفر هذه النتائج الجديدة رؤى مهمة للنقاش حول التسلسل الزمني لاختفاء إنسان نياندرتال، والقدرة السلوكية، بما في ذلك التعبير الثقافي والرمزي، لهؤلاء البشر، بحسب الدراسة.

وكشف الباحثون من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، وجامعة إقليم الباسك في إسبانيا عن 47 عظمة جديدة تنتمي إلى الهيكل العظمي للطفل، والتي لم يتم التعرف عليها من قبل.

ووجد الباحثون قطعة واحدة من العظام مؤرخة بالكربون عمرها 41،000 عام.

وأكد الباحثون أن العظمة تنتمي إلى إنسان نياندرتال من خلال تحليل الحمض النووي الموجود في عضيات الخلايا البشرية (المتقدرات).

وكان الطفل واحداً من ثماني مجموعات من بقايا الهيكل العظمي التي تم العثور عليها في الموقع.

وقال فريق الباحثين إنه يجب تطبيق المعايير التحليلية الحالية على بقايا الهياكل العظمية الأخرى في موقع "La Ferrassie"، لتقييم ما إذا كانت مدفونة أيضاً.

ونُشر البحث في مجلة "Scientific Reports" في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.