دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- نظراً لأن البلدان التي تعتمد على السياحة تطالب بشهادات تطعيم ضد "كوفيد-19" للمساعدة في فتح حدودها، فقد أثيرت مخاوف بشأن ما إذا كانت جوازات سفر التطعيم يمكن أن تكون مثيرة للانقسام، أو المخاطر، أو مجرد خطأ واضح.
وقد رفعت بعض الوجهات، بما في ذلك سيشيل، وقبرص، ورومانيا، بالفعل متطلبات الحجر الصحي للزوار الذين لديهم القدرة على إثبات تلقيهم اللقاح ضد "كوفيد-19"، بينما انفتحت دول أخرى، مثل أيسلندا والمجر، على الأشخاص الذين تعافوا من مرض "كوفيد-19".
ويثير ذلك احتمالية أن يكون إثبات التطعيم بمثابة "التذكرة الذهبية" لإعادة تشغيل السفر، ويبدو أنه بشرى سارة للأشخاص الراغبين في حجز عطلاتهم الصيفية بعد أشهر من الإغلاق، لا سيما مع ازدياد سرعة توزيع اللقاحات.
ويمكن فتح المطاعم، والحانات، ودور السينما، وغيرها من مرافق الترفيه والتسلية التي تسبب إغلاقها خلال العام الماضي في تأرجح الكثيرين على حافة الخراب المالي.
وتحاول شركات التكنولوجيا مثل IBM أيضاً الدخول في هذا العمل، وتطوير تطبيقات الهواتف الذكية أو المحافظ الرقمية التي يمكن للأفراد من خلالها حمل تفاصيل فحوصات "كوفيد-19" واللقاحات.
وهذا الأسبوع، دعا زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إلى التبني العالمي لجوازات سفر التطعيم كجزء من إجراءات أوسع، التي قال إنها ضرورية لإعادة الحركة من حول العالم مرة أخرى.
وقال بولوليكاشفيلي في اجتماع للجنة أزمة السياحة العالمية التابعة لمنظمة السياحة العالمية في مدريد إن "طرح اللقاحات يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن عودة السياحة لا يمكنها أن تنتظر"، مضيفاً أنه "يجب أن تكون اللقاحات جزءاً من نهج منسق أوسع يشمل شهادات وتصاريح السفر الآمن عبر الحدود".
"أولوية أساسية"
ولكن مفهوم جوازات سفر المناعة لا يزال محل نزاع عميق، ويمكن لأي شخص يعتمد عليه في عطلة الصيف لعام 2021 أن يُصاب بخيبة أمل.
وبينما أن هناك حجة قوية مفادها أن وثائق التطعيم المعترف بها عالمياً يمكن أن تساعد في إعادة فتح الحدود حول العالم، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن الحماية التي توفرها بالفعل، وكيف يمكن إساءة استخدامها، وماذا يعني ذلك لأولئك الذين ما زالوا ينتظرون اللقاح.
وتدور الأسئلة أيضاً حول ما إذا كانت ستصبح هذه الوثائق إلزامية للسفر، وكيف سيتم مشاركة البيانات الشخصية بأمان.
ودفعت الدعوات من قبل العديد من الدول الأوروبية لإطلاق شهادة تطعيم معترف بها دولياً هذا الأسبوع الاتحاد الأوروبي إلى مناقشة الإجراء، حتى مع استمرار موجات "كوفيد-19" القاتلة في تدمير القارة.
وكتب رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في وقت سابق من شهر يناير /كانون الثاني الجاري مؤكداً أن الحاجة إلى مثل هذه الوثائق المقبولة عالمياً، كانت "أولوية أساسية لنا جميعاً".
وقال ميتسوتاكيس: "في حين أننا لن نجعل التطعيم إلزامياً أو شرطاً أساسياً للسفر، يجب أن يكون الأشخاص الذين تم تطعيمهم أحراراً في السفر"، مضيفاً: "سيوفر ذلك حافزاً إيجابياً لضمان تشجيع المواطنين على الخضوع للتطعيم، وهو السبيل الوحيد لضمان العودة إلى الحياة الطبيعية".
وخلال أواخر صيف 2020، فتحت بعض الحدود داخل الاتحاد الأوروبي أمام السياح.
وهناك مخاوف من أنه بدون السماح بحرية الحركة في عام 2021، يمكن أن يكون التأثير الاقتصادي كارثياً.
وقد قوبلت مثل هذه المناشدات بحذر من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين، وأثناء مناقشة القضية في بروكسل يوم الخميس، اتفقوا على الحاجة إلى التعاون عبر الحدود بشأن شهادات اللقاح، ولكنهم يشعرون بالقلق من أن استخدامها لتمكين السفر قد يؤدي إلى معاملة الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح كمواطنين من الدرجة الثانية.
وقد يؤدي ذلك إلى سيناريوهات تتطلب فيها المطاعم أو الحانات إثباتاً للتطعيم من العملاء، أو منع شركات السفر لمن لم يتلقوا اللقاح من الوصول إلى خدماتها.
المجهول حول اللقاحات
ويمكن رؤية ذلك بالفعل، حيث تصر شركات الطيران مثل "كانتاس" الأسترالية وشركات مثل "Saga Cruises" في المملكة المتحدة، على أنه سيتم السماح للركاب الذين حصلوا على التطعيم فقط القيام برحلات دولية.
ومن جانبها، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الخميس، إلى أن هناك مخاوف بشأن المجهول حول اللقاحات، وعلى سبيل المثال ما إذا كان الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح لا يزال لديهم القدرة على حمل ونقل عدوى فيروس كورونا، ومدة الحماية التي يوفرها.
وأضافت فون دير لاين: "ثم يُطرح السؤال السياسي، وهو كيف تتأكد من احترامك لحقوق أولئك الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى اللقاح، وما هي البدائل التي تطرحها لمن لديهم أسباب مشروعة لعدم الحصول على اللقاح؟".
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها بشأن الموازنة بين الحاجة إلى إعادة فتح الحدود والإنصاف في السماح لمن حصلوا على اللقاح بالسفر من حول العالم، بينما يستمر الآخرون في تحمل الإغلاق وخطر الإصابة بالعدوى.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي إنه كان يشكك بشأن تأثير الانقسام، الذي قد تحدثه جوازات السفر للأشخاص الذين تلقوا اللقاح.
وأوضح غيبريسوس في اجتماع للجنة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية أن قضيتين ملحتين تحتاجان إلى اهتمام خاص، الأولى هي الظهور الأخير لسلالات جديدة من فيروس "سارس-كوف-2"، والثانية هي الاستخدام المحتمل لشهادات التطعيم والفحصوات للسفر الدولي.
وأضاف غيبريسوس أن هناك موضوع واحد يربط بين القضيتين وهو التضامن، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن نعطي الأولوية لمجموعات أو دول معينة أو نعاقبها.
"من السابق لأوانه" الحجز للسفر
ومثل هذه التفاوتات، كانت بالفعل سمة من سمات قيود السفر الحالية.
وكانت المنتجعات الحصرية في جزر المالديف، على سبيل المثال، مفتوحة للجميع لعدة أشهر.
ولكن، حتى مع استمرار الجدل حول كيفية تنفيذ شهادة المناعة، والتحكم فيها وتطبيقها، إن وجدت، قد تبقى المشكلة محل نقاش للأشخاص الذين يأملون في التخطيط لقضاء عطلة صيف 2021.
وفي المملكة المتحدة، وهي أول دولة تبدأ حملة التطعيم ضد "كوفيد-19" ، تستمر معدلات العدوى في الارتفاع على الرغم من القيود المعززة المفروضة منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول، مما دفع المسؤولين الحكوميين للتحذير من أن الإجازات الدولية لا تزال غير مؤكدة هذا الصيف.
وقال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، يوم الإثنين ، إنه "من السابق لأوانه" الحجز للسفر قبل سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو الوقت الذي يجب أن يتم فيه تطعيم غالبية السكان.
ونصح هانكوك مواطني المملكة المتحدة بالتخطيط، بدلاً من ذلك، لقضاء إجازة في البلاد.