دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد مرور حوالي 5 آلاف عام على بناء معلم "ستونهنج"، حدد علماء الآثار أخيراً الموقع الذي جاءت منه الأحجار الزرقاء، التي تشكل جزءاً من النصب التذكاري المهيب في المملكة المتحدة، وكيفية اكتشافها.
وفي عام 2019، كشف الباحثون أن الأحجار جاءت من مقلع قديم، يقع على الجانب الشمالي من تلال بريسلي، في غرب ويلز، ما يعني أن الأحجار الزرقاء الضخمة البالغ عددها 43 حجراً قد نُقلت لمسافة تصل إلى 150 ميلاً.
واليوم، يعتقد علماء الآثار أن بعض الأحجار الزرقاء قد شكلت في البداية دائرة حجرية أخرى، بالقرب من مكان المقلع نفسه، ليتم تفكيكها وإعادة بنائها كجزء من معلم "ستونهنج" في سهل سالزبوري.
ووفقاً لبحث جديد نُشر في مجلة "أنتيكويتي"، تبيّن أن هناك صلة بين معلم "ستونهنج" والدائرة الحجرية التي تعرف باسم "واون ماون".
وتشير الأقطار المتطابقة لمعلم "واون ماون" والخندق المحيط بـ"ستونهنج"، التي تبلغ 110 أمتار، إلى أنه تم إحضار جزء على الأقل من الدائرة من موقعها في ويلز إلى سهل سالزبوري.
ويذكر أن الموقعين متراصفان على مسار الانقلاب الصيفي.
وأوضحت المجلة أن أحد الأحجار الزرقاء في معلم "ستونهنج" تملك شكلاً غير عادياً، بحيث تتطابق مع أحد الحفر المتبقية في "واون ماون".
ويتألف معلم "ستونهنج" من أحجار سارسن كبيرة وأحجار زرقاء متراصة وصغيرة.
واليوم ستجد حوالي 43 حجراً أزرقاً في معلم "ستونهنج"، رغم أن العديد منها لا يزال مدفوناً تحت العشب.
ويقود الأستاذ في كلية لندن الجامعية، مايك باركر بيرسون، هذا المشروع البحثي، الذي يُعرف باسم "ستونز أوف ستونهنج".
وقال البيان إن اكتشاف دائرة "واون ماون" الحجرية قد حدث بعد محاولات عديدة. ويذكر أنه لم يظهر في الموقع سوى 4 أحجار.
وفي عام 2010، كان يعتقد أنها جزء من دائرة حجرية، ولكن الدراسات الجيوفيزيائية الأولية لم تكن حاسمة، وقرر الفريق تسليط تركيزهم على مكان آخر.
وفي عام 2017، عثرت عملية الحفر التجريبية في الموقع على حفرتين حجريتين فارغتين، لكن عمليات المسح بالرادار الأرضي لم تكن ناجحة. ولم يكن هناك خيار أمام الفريق سوى الحفر.
وكشفت أعمال التنقيب في عام 2018 عن حفر حجرية، مبينة أن الأحجار الأربعة المتبقية كانت جزءاً من دائرة سابقة.
ويكشف التأريخ العلمي للفحم والرواسب المأخوذة من الحفر أن دائرة "واون ماون" قد شيدت حوالي 3400 قبل الميلاد، بحسب ما جاء في الدراسة.
وأشار البحث إلى احتمالية نقل الحجارة مع هجرة الناس من ويلز، حيث يُعتقد أن الأشخاص الأوائل الذين دُفنوا في "ستونهنج"، قد عاشوا سابقاً في تلك المنطقة.
وقال باركر بيرسون في بيان صحفي: "أظن أن واون ماون لم تكن الدائرة الحجرية الوحيدة التي ساهمت في بناء ستونهنج.. ربما يوجد المزيد ببريسيلي في انتظار العثور عليها. من يدري؟ شخص ما سيكون محظوظاً بما يكفي للعثور عليها".