دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بسبب الغموض الذي يُحيط بها، لطالما جذبت الثقوب السوداء اهتمام العديد من الأشخاص، سواءً كانوا خبراء في المجال العلمي، أو أشخاصاً عاديين.
ومن المؤكد أن فكرة السفر عبر الثقوب السوداء خطرت على بالك بعض المرات، ولكن، هل هي ممكنة يا ترى؟ إليك ما يعتقده هذا الخبير.
تم الاستهزاء بها في البداية
وفي البداية، تم الاستهزاء بالثقوب السوداء، كما أنها اعتُبرت مجرد خيال نظري بحت في مجال الفيزياء.
ولكن، سرعان ما أصبحت الثقوب السوداء محور العلوم، وأثارت حماس الجمهور أيضاً، وذلك بمجرد ما أن بدأت الملاحظات والقياسات الفلكية في الكشف عن وجودها، وأهميتها لجميع الهياكل في كوننا، بحسب ما ذكره الأستاذ المساعد في الفيزياء في كلية "جرينيل" بالولايات المتحدة، ليو رودريغيز، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وتتواجد أنواع عديدة من الثقوب السوداء، ويمكنها أن تكون مشحونة، ومتحللة، بينما تشتمل بعضها على مقومات التمدد والانكماش الكوني.
ومع ذلك، عند النظر إلى السماء ليلاً، فسنتمكن غالباً من رؤية نوعاً واحداً، أي الثقوب السوداء الدوارة.
ثقوب تتحول إلى "سباغيتي"
ويخضع الكون لقوانين محددة تتعلق بحفظ الطاقة، والكتلة، والزخم، وهي "تقيد قابلية السفر بأمان عبر ثقب أسود بشكل كبير"، بحسب ما قاله رودريغيز، والذي يركز على دراسة الثقوب السوداء بشكل أساسي.
وبالقرب من أفق الثقب الأسود، سيكون الجانب الذي يمثل أكبر تحدي يتمثل بقوى المد والجزر التفاضلية.
وقال رودريغيز: "ستكون للثقوب السوداء بالحجم الصغير، أو الثقوب السوداء النجمية قوى مد وجزر كبيرة هائلة!".
ويعني ذلك أن الشخص الذي يسقط في ثقبٍ أسود بأقدامه أولاً سيختبر فرقاً كبيراً بشكل كبير في الجاذبية بين الثقب الأسود ورأسه، بالمقارنة مع قدميه.
وقال رودريغيز إن "ذلك قد يتسبب في تمدّد الشخص ليتخذ شكل المعكرونة الطويلة"، وذلك في إشارة إلى ما يُعرف بـ"حادثة السباغيتي" (spaghettification).
وإلى جانب ذلك، تكون معظم الثقوب السوداء قريبة من النجوم، ومواد أخرى، ويعني ذلك أنها تتغذى على تلك المواد، وقد تشكل المادة المتراكمة قرصاً تراكمياً شديد الحرارة.
وتتسم المنطقة المجاورة للثقب الأسود بكونها متقلبة للغاية، وهي على الأرجح غير ملائمة لتواجد البشر.
هل نستطيع التواصل مع شخص سافر عبر ثقب أسود؟
وحتى إذا نجح شخصٌ ما في السفر عبر ثقبٍ أسود، من المحتمل أننا لن نعلم ذلك.
ويُعرَّف الثقب الأسود بأنه منطقة في "الزمكان" (الزمان المكاني) أصبحت فيها قوة الجاذبية كبيرة لدرجة أن الضوء لا يستطيع الإفلات منها.
وعند الأخذ بعين الاعتبار اعتماد جميع وسائلنا للاتصال الفلكي عن بعد على شكل من أشكال الضوء (موجات الراديو في الغالب)، ستكون قدرتنا على التواصل مع أي شخص وراء أفق الثقب الأسود بلا جدوى.
ومن أجل نجاة الإنسان عند السفر عبر ثقبٍ أسود، سنحتاج إلى نظرية مصاغة بالكامل لكيفية تضمين الجاذبية بالكامل على المقياس الكمي، بحسب ما قاله رودريغيز، وسيتطلب ذلك فهم البشر للجاذبية الكمية بشكل شامل.
وإلى جانب ذلك، سنحتاج أيضاً إلى تحديد ثقب أسود كبير بما يكفي بشكل يسمح بالتخفيف من قوى المد والجزر بالقرب من الأفق، وبشكل يُمكننا من أن نكون معزولين من المادة المتراكمة.