دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا تنتهي مغامرات الغوص في أعماق البحر الأحمر في مصر، والذي يُعد من أفضل 10 وجهات للغوص في العالم.
وبالإضافة إلى الحياة البحرية المذهلة، يستطيع محبو الغوص استكشاف حطام السفن الغارقة في أعماق البحر الأحمر.
ومنذ القدم، كان البحر الأحمر ممراً مائياً دولياً مهماً، إذ تعود أول رحلة تجارية مسجلة في البحر الأحمر إلى العام 1493 قبل الميلاد، وفقاً لموقع غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية في مصر.
ورغم من الحادث المأساوي خلفها، إلا أن حطام عبارة "سالم إكسبريس"، يُعد من بين أهم مواقع الغوص المثيرة في قاع البحر الأحمر.
ويعود تاريخ الحادث المأساوي إلى ديسمبر/ كانون الأول من عام 1991، أي منذ 30 عاماً، عندما غادرت العبارة "سالم إكسبريس" ميناء جدة متجهةً إلى مصر، بحسب موقع غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية في مصر.
وأثناء الرحلة، تدهورت الأحوال الجوية ومع هبوط الليل اشتدت الرياح الهوجاء. ورغم من هذه الظروف لم يعدل قبطان العبارة عن رأيه بالمرور من مسار مختصر.
وارتطمت "سالم إكسبريس" بمجموعة الشعاب المرجانية "هيندمان"، ما أدى إلى انفتاح بوابة مقدمة السفينة واندفاع المياه لتُغرق مكان تخزين السيارات، ولم يكن هناك وقت لإخلاء العبارة، وخلال 20 دقيقة فقط كانت "سالم إكسبريس" في أعماق البحر الأحمر، تستقر على عمق 32 متراً على جانبها الأيمن.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد 470 شخصاً أرواحهم خلال هذه المأساة التي حدثت سريعاً، حتى أن طاقم السفينة لم يتمكن من إنزال قوارب النجاة، ويجدر بالذكر أن 180 شخصاً كتب لهم النجاة خلال الحادث المأساوي.
ولسنوات عديدة، كانت المصورة والغواصة الإيطالية ريناتا روميو ترغب في الغوص للبحث على حطام السفينة الغارقة، إذ أنها كانت تشعر بالفضول فيما ستراه بأم عينيها، بعد سماع قصص من أصدقائها ومعرفة الجدل حول العدد الحقيقي لضحايا المأساة الإنسانية.
وبصفتها غواصة متمرسة، كان من السهل على ريناتا روميو الغوص للبحث عن حطام عبارة "سالم إكسبريس" في رحلة يومية من الغردقة، حسبما ذكرته لموقع CNN بالعربية.
وتوضح روميو أنها وصلت إلى موقع الغوص مع مجموعة أخرى من الغواصين، حيث تمكنت بسهولة من رؤية الحطام، مشيرةً إلى أن الجزء العلوي من الحطام يبدأ من عمق 12 متراً.
ومن وجهة نظر روميو، تتطلب زيارة موقع حطام عبارة "سالم إكسبريس" أن تعرف قصة السفينة المأساوية، وأن تكون مدركاً لمدى الألم الذي شعر به ركابها، الذين أصبحوا الآن جزءاً من الموقع.
وتقول روميو إن موقع حطام عبارة "سالم إكسبريس" يُعد بمثابة "مقبرة بحرية تستحق الاحترام والرعاية".
وتصف روميو الانطباع القوي الذي تركته زيارة موقع الحطام في نفسها قائلة: "شعرت بالغموض والوحدة والحزن، وذهبت أفكاري إلى العديد من الأرواح الضائعة واليائسة، لدرجة أنني شعرت أنني ما زلت أحيي ذلك المكان، وأحب أن أصدق أنهم وجدوا السلام في مكان هادئ في أعماق البحر".
ونظراً لأنها أتيحت لها فرصة القيام بجولة غوص واحدة فقط إلى الموقع، تقول روميو إنها ركزت اهتمامها على توثيق الجزء الخارجي من الحطام، وقد وثقت عدسة روميرو الهيكل المهيب للسفينة وبعض ما تبقى من حمولتها، مثل عدد قليل من قوارب النجاة غير المستخدمة التي يمكن رؤيتها في الجانب الأيمن من قاع البحر، ونمو بعض الحياة البحرية مثل الشعاب المرجانية على جسم السفينة.
ومن بين التحديات التي واجهتها روميو في توثيق حطام "سالم إكسبريس" في قاع البحر الأحمر، فإن عامل الوقت المحدود كان إحداها، إذ كانت ترغب في البقاء لفترة أطول من أجل التوثيق، إلا أنه كان عليها الأخذ في الاعتبار إمدادات الهواء المتوفرة لديها.
وتوضح أن وقت الغوص لعب أيضاً دوراً مهماً في الإضاءة، وهو عنصر أساسي في التصوير الفوتوغرافي، حيث واجهت صعوبة في تصوير بعض المشاهد مقابل ضوء منتصف النهار القوي.
وتضيف روميو أنه سيكون من الضروري القيام ببعض جولات الغوص على الأقل لتتمكن من سرد التاريخ المأساوي والمعقد لهذا الموقع من خلال التصوير تحت الماء، مؤكدةً رغبتها في العودة إلى هذا الموقع مرة أخرى.
الغوص في حطام "سالم إكسبريس"
وبينما يُسمح للغواصين بزيارة موقع حطام "سالم إكسبريس" بحسب موقع غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية في مصر، إلا أنه لا يُسمح لهم بدخول جسم العبارة، وتتمتع هذه المركبة بحالة سليمة تماماً، وترقد في قاع البحر الأحمر على جانبها الأيمن.
ويضم سطح مقدمة العبارة العديد من صفوف النوافذ المربعة، وفوق قمرة القيادة يوجد صاري قصير وخلفه روافع قوارب النجاة في الجانبين. ولم تفتح أياً من هذه الروافع، بينما لم تعد القوارب عند الجزء الأعلى الأيسر من السفينة موجودة.
ويبلغ عمق الميسرة بين 10 و 12 متراً لمعظم طول السفينة، وذلك لأن هناك درج طويل يتضمن العديد من الأبواب.
وتتواجد مدخنتان توأمتان وسط السفينة والعديد من قوارب النجاة في قاع البحر، وفوق السطح الخلفي يوجد إطار خفيف، رُكبت ألواح من البلاستيك المموج فوقه لتوفير الحماية من أشعة الشمس. وتتواجد في المؤخرة مروحتان ضخمتان ودفة واحدة.