دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند التخطيط لرحلة ممتعة، تتمثل واحدة من أهم الخطوات عادةً في اختيار رفيق الدرب المناسب، سواءً كان ذلك الشخص من عائلتك، أو من دائرة أصدقائك. ولكن أثناء استكشافه للعالم، يجذب هذا الرحال الألماني الأنظار بسبب رفيقته غير الاعتيادية، أي قطته الوفية "موجلي".
وكان الرحالة مارتن كلاوكا يعمل كعميل لوجيستي بدوام كامل، وكموظف لتوصيل البيتزا في بعض الأحيان لتوفير المال لتمويل نفقات سفره.
ورغم أنها لم تكن حياةً سيئة، إلا أنها كانت مُرهِقة.
وقال كلاوكا، الذي يتواجد في الهند حالياً، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كان السبيل الوحيد للخروج هو القيام بتغيير جذري".
مغامرة العمر
وبدأ فصل جديد من حياة كلاوكا عندما ترك كل شيء في عام 2017 ليبدأ مغامرة العمر، والتي سافر خلالها في رحلة عبر القارات بدراجته النارية من ألمانيا، حتى وصل إلى دبي بعد حوالي 3 أشهر ونصف.
وليس الألماني، الذي يبلغ من العمر 35 عاماً، وحيداً في مغامراته، إذ ترافقه قطته "موجلي" التي عثر عليها خلال أمسية باردة بالمغرب في مارس/آذار من عام 2017.
وكانت "موجلي" صغيرة وتعاني من سوء التغذية، وأشار بعض السكان إلى أن والدتها توفيت في حادثة سيارة.
وقال كلاوكا: "رغم أن السكان المحليين سخروا مني، إلا أنني حملتها بقية المساء.. وكان منحها فرصة في الحياة، أو تركها تموت في الشوارع الباردة أمراً عائداً إليّ".
ومنذ ذلك الحين، احتلت القطة البيضاء والسوداء مكانة دائمة في الحقيبة المضادة للماء الخاصة بها في دراجته النارية.
ورغم أنها كانت خائفة من المركبة في البداية، إلا أنها اعتادت عليها، وأكّد كلاوكا أن ذلك "كان بداية صداقة رائعة".
مشهد غير عادي
وحتى الآن، سافر الثنائي إلى 17 دولة معاً بالدراجة النارية.
ويرى كلاوكا أن أفضل جزء في وجود "موجلي" بجانبه هو شعوره بأنه في المنزل أينما ذهب.
وتختلف ردود أفعال الأشخاص تجاههما، إذ قال الألماني: "معظم الأشخاص يشعرون بالحماس لرؤية شيء خارج عن المألوف، ويحب الأطفال موجلي بشكل خاص!".
وصادف كلاوكا أغلبية محبي القطط عندما كانوا في تركيا.
وليست تجربة الألماني خالية من الصعاب، وتتضمن التحديات الفريدة التي يواجهها مع قطته عبور الحدود، والعثور على مسكن، والتعامل مع حرارة الجو، وإعطاء قطته الحرية الكافية، وفقدانها، ثم العثور عليها، والمزيد.
ولكن، لم يتساءل الألماني قط عمّا إذا كان الجهد الذي يبذله من أجل "موغلي" يستحق العناء، إذ أنه يحبها بشدة.
وصادف الرحال الكثير من التجارب الاستثنائية أثناء سفره، منها كرم الضيافة، والعبور في مواقع ساحرة مثل جبال الهيمالايا.
وقال كلاوكا: "ذات مرة، حاول نمر انتزاع موجلي من حافة النافذة".
رحلة مستمرة
ولا تزال رحلة الثنائي مستمرة حتى الآن، وبعد المكوث في دبي لـ6 أشهر، توجه الاثنان إلى إيران من خلال عبّارة، وتحركا إلى باكستان، وهما حالياً بقرية صغيرة في أوتاراخند بالهند.
ورغم أن جائحة "كوفيد-19" أوقفت رحلتهما، إلا أنها منحتهما استراحة هما في أمس الحاجة إليها.
ولا يُخفى أن الجائحة غيرت الكثير، إذ قال كلاوكا: "أصبح الأشخاص الذين كانوا يتمتعون بكرم الضيافة سابقاً يخافون مني"، موضحًا: "من الصعب التخطيط لأي خطوة تالية، وفي كل مرة أفعل فيها شيئاً، يحدث أمر غير متوقع. ولكن الخطة العامة لم تتغير، وأرغب بالعودة إلى ألمانيا عبر روسيا!".
وفي حال إرخاء القيود وافتتاح الحدود، سيكون السفر صعباً بسبب شدة الحرارة في سهول الهند، وباكستان، وإيران.
وقد يكمل الإثنان رحلتهما في عام 2022، في حال تمكنا من البقاء في الهند حتى ذلك الوقت.