دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لدى بداية هذا القرن، كان بإمكانك الوصول إلى المطار قبل 20 دقيقة من موعد رحلتك الداخلية في الولايات المتحدة، والمشي إلى بوابتك. وقد يمر شريكك عبر نقطة الأمن لتوديعك. وقد لا تحتضن حقيبة يدك بطاقة هوية تحمل صورتك، ولكن، كان من الممكن أن تحتوي على الشفرات، والسوائل.
وفي عام 2001، كان شون أوكيف، وهو أستاذ في جامعة "سيراكيوز"، والرئيس السابق لشركة الطيران والدفاع "إيرباص"، يعمل كنائب مدير مكتب الإدارة والميزانية في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش.
وقال أوكيف لـCNN: "في البيت الأبيض، كنت عضواً في فريق أمن المجلس القومي".
وكان أوكيف وفريقه قد أُحيطوا علماً بتنظيم القاعدة، والتهديد الذي يشكله، ومع ذلك، "لم يمنحنا خيالنا ببساطة القدرة على التفكير بأن شيئاً مثل ذلك ( أحداث 11 سبتمبر) يمكن أن يحدث".
وفي صباح 11 سبتمبر/أيلول من عام 2001، تمكن فريق من 19 خاطفاً ركوب 4 رحلات داخلية مختلفة شمال شرق الولايات المتحدة في سلسلة من الهجمات الإرهابية المنسقة التي أودت بحياة 3 آلاف شخص.
وتغير الطيران في أمريكا وبقية العالم عن سابق عهده.
"حدث شيء ما للتو في مدينة نيويورك"
وكان أوكيف في الجناح الغربي للبيت الأبيض مع نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، ديك تشيني، عند وصول الخبر، وكانا يشاهدان CNN على شاشة التلفاز.
وأشار أوكيف إلى أن الهاتف رنّ، واتصل موظف الاستقبال الخاص بتشيني عبر الخط الساخن، قائلاً:"حدث شيء ما للتو في مدينة نيويورك".
ومثل ملايين الأشخاص حول العالم الذين رأوا المشاهد ذاتها بشكل مباشر بعد ضرب الطائرة الأولى البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، افترض أوكيف وفريقه أنهم كانوا يشهدون حادثاً مروعاً يخص إدارة الطيران الفيدرالية، ووزارة النقل.
ولكن، عندما اصطدمت الطائرة الثانية بالبرج الجنوبي بعد 17 دقيقة، قال أوكيف: "كانت تلك هي اللحظة التي وفرت دليلاً حقيقياً على أن هذا كان أكثر من مجرد حادث".
وبدأت حكومة الولايات المتحدة على الفور بالعمل على البيان الأمني الذي اعتُمد بتاريخ 19 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2001، باعتباره قانون أمن الطيران والنقل.
وذكر أوكيف أن تلك الهجمة التي دُبرت من خلال ثلاث رحلات مختلفة في ثلاثة أماكن مختلفة أظهرت مدى ضعف الولايات المتحدة، مضيفاً أنها "كانت صفعة حقيقية على الوجه".
عمليات التحقق من الهوية
وتمكن بعض خاطفي الطائرات بتاريخ 11 سبتمبر/أيلول من الصعود على متن الرحلات الجوية دون تحديد هوياتهم بشكل مناسب.
وبعد الهجمات، احتاج جميع الركاب الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق إلى بطاقة هوية سارية المفعول صادرة عن الحكومة من أجل السفر، حتى للرحلات الداخلية.
ويمكن للمطارات التحقق من هوية الركاب أو الموظفين في أي وقت للتأكد من مطابقتها التفاصيل الموجودة على بطاقة الصعود إلى الطائرة.
وطُورّ ما نعرفه اليوم باسم قائمة حظر الطيران (No Fly List)، وهي مجموعة فرعية من قاعدة بيانات فحص الإرهابيين تشير إلى الأشخاص الممنوعين من ركوب الطائرات التجارية للسفر إلى الولايات المتحدة، وخارجها، وداخلها، استجابةً لأحداث 11 سبتمبر/أيلول.
وأصبحت البلدان حول العالم أكثر صرامة في عمليات التحقق من الهوية، والفحص الأمني، ونُسَخها الخاصة من قائمة حظر الطيران.
إنشاء إدارة أمن النقل
وكانت عمليات الفحص بمطارات الولايات المتحدة مجزّأة، وقامت بها شركات أمن خاصة يتم تعيينها من قبل شركات الطيران، أو المطارات.
وكجزء من قانون الأمن الجديد، كُشف النقاب عن إدارة أمن النقل "TSA" في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2001.
وتولت الإدارة جميع العمليات الأمنية لسلطة الطيران الفيدرالية، وشركات الطيران، والمطارات الأمريكية.
التفتيش الأمني
وبحسب ما ورد، كان بعض الخاطفين في 11 سبتمبر/أيلول يحملون قواطع صناديق، وسكاكين صغيرة تمكنوا من تمريرها عبر الأمن.
وبظل الإجراءات الجديدة من قبل إدارة أمن المواصلات، لم تعد أسلحة محتملة مثل الشفرات، والمقصات، وإبر الحياكة مسموحة على متن الطائرات، وتم تدريب عمال المطارات بشكل أفضل للكشف عن الأسلحة، أو المتفجرات.
وبحلول نهاية عام 2002، أوفت الإدارة بتفويض رئيسي من قانون أمن الطيران والنقل عن طريق نشر أنظمة الكشف عن المتفجرات على الصعيد الوطني.
وفي الأعوام التالية، غيرّت هجمات إرهابية أخرى ما يمكن حمله على متن الطائرات، وما لا يمكن حمله.
وعلى سبيل المثال، أدت مؤامرة تم إحباطها لإشعال متفجرات سائلة على رحلات جوية متعددة عبر المحيط الأطلسي في أغسطس/آب من 2006 إلى فرض القيود الموجودة اليوم على السوائل، والمواد الهلامية، والبخاخات في الأمتعة المحمولة.
السلامة على متن الطائرة
وأشار أوكيف إلى أن الدخول إلى قمرة القيادة على متن طائرة أمريكية تحلق في المجال الجوي الأمريكي كان بسهولة عبور الأبواب التي تستخدمها للوصول إلى المرحاض.
وأصبحت قمرات القيادة المضادة للرصاص والمغلقة أمراً معيارياً على طائرات الركاب التجارية في غضون عامين من أحداث 11 سبتمبر/أيلول.
ويرى القبطان على متن الطائرات الخاصة، ونجم وسائل التواصل الاجتماعي، رايمون كوهين، أن عدم إمكانية الوصول إلى قمرة القيادة زاد من سحر الطيران، وفقاً لما قاله لـCNN في يوليو/تموز.