من مضيفة طيران إلى قبطانة..كيف حققت بريطانية حلمها بالسماء؟

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما عُرض على جوردان ميلانو هازراتي وظيفة مضيفة طيران على متن خطوط "فيرجن أتلانتيك" البريطانية، كان ذلك بمثابة حلم تحقق بالنسبة إليها.

وانتقلت هازراتي، التي كانت تعمل سابقًا كمضيفة طيران لشركة "جيت تو" بمسقط رأسها في مدينة مانشستر البريطانية، إلى مطار هيثرو بلندن في فبراير/ شباط 2020، لتتولى وظيفة أحلامها.

وقالت هازراتي: "كان ذلك بمثابة حلم بالنسبة لي، ما زلت لا أصدق ما حدث"، موضحة: "كنت على متن الطائرة التي وصلت إلى مطار هيثرو خلال رحلتي الأولى، ولن أنسى أبدًا هذا المنظر لشروق الشمس، وأشعر بأنني محظوظة جدًا لأنني تمكنت من القيام بذلك".

وبعد مرور ثمانية أشهر، أصبحت واحدة من ضحايا الأزمة التي ضربت قطاع الطيران، ولكنها استخدمت الجائحة كفرصة للحصول على الوظيفة التي طالما أرادتها حقًا، أي وظيفة قبطانة طائرة.

مدرج إلى السماء

تعرفوا إلى المضيفة التي استغلت أزمة الجائحة لتتدرب كقائدة طائرة
فقدت جوردان ميلانو هازراتي وظيفتها بعد ثمانية أشهر كمضيفة طيران لدى خطوط فيرجن أتلانتيك.Credit: Courtesy Jordan Hazrati

ولا تتذكر هازراتي لحظة واحدة قررت خلالها أنها تريد الطيران. وفي الواقع، بدأت حياتها المهنية وهي تفعل شيئًا مختلفًا تمامًا، لقد كانت راقصة تؤدي أدوارًا في المسرحيات الموسيقية.

وقالت: "لطالما كنت منجذبة للطيران، ولكنني لم أرغب في الاعتراف بذلك خوفًا من التكلفة الباهظة لتعلم تلك المهنة".

ويشكلّ تعلّم الطيران "عقبة كبيرة"، على حد قولها، لأولئك الذين لا ينتمون إلى خلفية ثرية.

لذلك، عندما ضربت جائحة فيروس كورونا، وبينما كان الآخرون يدّخرون أموالهم، فعلت هازراتي العكس، وقرّرت ضخ كل الأموال التي كانت لديها لتحقيق حلمها بأن تصبح قبطانة طائرة.

تعرفوا إلى المضيفة التي استغلت أزمة الجائحة لتتدرب كقائدة طائرة
لطالما تمنت هازراتي أن تصبح قائدة طائرةCredit: Courtesy Jordan Hazrati

ومنذ أن بدأت تدريبها في مارس/ آذار 2021، أنفقت هازراتي 14،000 جنيه إسترليني، أي 19،200 دولار، ولكن هذا يمثل جزءًا صغيرًا من المبلغ النهائي.

وسيستغرق التأهل ما يصل إلى ثلاث سنوات، بينما تتراوح الكلفة بين 50 ألف و60 ألف جنيه إسترليني، (أي بين 69 ألفًا و82 ألف دولار)، وهذه الكلفة الأدنى قيمة بحسب ما أشارت إليه هازراتي، إذ تكلّف بعض الدورات ضعف ذلك.

وحصلت هازراتي أيضًا على منحة دراسية من "The Air League"، وهي منظمة طيران بريطانية غير ربحية، للمساعدة في إكمال تدريبها على رخصة طيار خاص.

ومنذ أن فقدت وظيفتها، تنقلت هازراتي بين 7 وظائف، وتعمل حاليًا كاختصاصية في العوامل البشرية لدى شركة طيران أخرى.

وتحلّق هازراتي في السماء كل أسبوع وتعمل من أجل تحقيق هدفها المنشود، إذ تقول: "أنا أستفيد من كل ثانية إلى أقصى حد".

التحليق بشكل منفرد

تعرفوا إلى المضيفة التي استغلت أزمة الجائحة لتتدرب كقائدة طائرة
أنفقت هازراتي مدخرات العمر في سبيل التدرّب لتحقيق حلمها بأن تكون قبطانة طائرةCredit: Courtesy Jordan Hazrati

إذا، ما الذي تحصل عليه من الطيران؟

وتصف هازراتي شعور الطيران بأنه "الأفضل في العالم"، إذ يثير الشعور بالحماس في داخلها، مضيفًة أن الطيران هو من أكثر المشاعر التي لا تصدق، وغير الواقعية، والفريدة من نوعها.

ويبدو شعور الامتنان والفرح واضحًا في الصور التي تنشرها عبر حسابها الخاص على موقع "انستغرام".

واليوم، تتمع هازراتي بالقدرة على القيام برحلات جوية فردية، وتعترف أنها تشعر  بالضعف هناك بمفردها.

ومع ذلك، تشير هازراتي إلى أنها تعشق التحدي، إذ يتطلب كل ما أوتيت به من قدرات ذهنية، موضحة أن "التدريب الذي تقوم به على الأرض، من دراسة الخرائط والرسوم البيانية، يُثمر في السماء".

تعرفوا إلى المضيفة التي استغلت أزمة الجائحة لتتدرب كقائدة طائرة
تقول هازراتي إن الطيران يعد "أفضل شعور في العالم".Credit: Courtesy Jordan Hazrati

وبينما ينظر البعض إلى الطيارين على أنهم يتمتعون بمكانة أرفع مقارنة بأفراد طاقم الطائرة، إلا أن هازراتي تُوضح: "نحن نرى قيمة بعضنا البعض، ولكن في بعض مجالات الصناعة يتواجد هذا التسلسل الهرمي، إذ يتم التعامل مع الطيارين بشكل أكثر احترافية، ويُنظر إلى أفراد طاقم الطائرة على أنهم خدمة عملاء". 

وتأمل هازراتي أن ماضيها كمضيفة سيضعها في مكانة جيدة، لتولي مهمة قيادة الطائرة في المستقبل، معلقة: "آمل أن أستطيع سد الفجوة بين مقصورة القيادة وطاقم الضيافة، وهذا حاجز يجب إزالته".

نشر