دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم من أن اسم عائلته يشبه اسم العاصمة الإيطالية الشهيرة روما، لم يرغب البريطاني فيليكس روم يومًا بالاستقرار في المناطق الحضرية.
وتدرّب روم في مدينة سالزبوري الإنجليزية كمصور، وحصل في النهاية على الوظيفة التي يحلم بها، أي مصور لدى مجموعة من معسكرات السفاري في شرق أفريقيا.
وبسبب جائحة فيروس كورونا، أُجبر روم على البقاء في كينيا.
ورغم من أن إحدى مهام عمله كانت الانضمام إلى الضيوف خلال رحلات السفاري للمساعدة في توثيق تجاربهم، إلا أن روم وجد نفسه وحيدًا في كينيا، ما أتاح له نوعًا مختلفًا من الفرص، أي التقاط صورًا حميمة للحيوانات البرية بعيدًا عن أعين السياح.
وصل روم إلى كينيا في مارس/آذار الماضي، وخطط للبقاء في محمية ماساي مارا الوطنية لمدة ثلاثة أشهر قبل الانتقال إلى وجهته التالية، ولكن مع تزايد صعوبة السفر في كينيا وفي جميع أنحاء أفريقيا وسط الجائحة المستمرة، وجد نفسه عالقًا في مكانه.
وتخضع كينيا بأكملها حاليًا لحظر تجول بين الساعة 10 مساءً حتى 4 صباحًا، ويُعد الالتزام بوضع الكمامات مطلوبًا في الأماكن العامة، كما تُحظر التجمعات الكبيرة حتى إشعار آخر.
وتسببت إرشادات الوقاية من جائحة فيروس كورونا في تدهور السياحة في مارا، وهي في العادة واحدة من أشهر الوجهات ضمن قائمة أمنيات السفر حول العالم.
وأوضح روم أن نقص السياح كان ملحوظًا بشكل كبير، إذ قال: "عندما كنت أقود سيارتي، لم أكن أرى أي سيارة أخرى على الطريق، وكان الأمر يستمر لفترة حوالي خمسة أسابيع".
ولكن ذلك أتاح له حرية البحث عميقاً وعدم الانشغال بكمية الصور التي يلتقطها كل يوم.
وبالنسبة للمسافر في رحلة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، يُعد هذا بمثابة مصدر قلق كبير. وكلما زاد عدد الصور التي تلتقطها في فترة زمنية قصيرة، زاد احتمال حصولك على بعض الصور الرائعة.
ولكن، تمتع روم بالقدرة على التنقل وانتظار اللقطة المثالية.
وقال روم: "غالبًا ما أستيقظ في حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحًا، ثم أخرج الساعة السادسة قبل شروق الشمس مباشرة، ثم أبقى في الخارج حتى الساعة التاسعة أو العاشرة أحيانًا، ثم أعود لتناول وجبة الفطورK وأقوم بتعديل الصور، وتدوين ما يجري".
وبالإضافة إلى التقاط الصور، يشارك روم تجاربه عبر قناته على موقع "يوتيوب"، بالإضافة إلى القصص عبر حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحسابات مجموعة الضيافة التي يعمل لديها.
وتُستخدم صور روم في إعلانات مجموعة الضيافة، كما يُسمح له ببيع نسخ مطبوعة منها عبر موقعه الإلكتروني، ويحتفظ بالملكية النهائية.
ولدى روم القدرة على قضاء ثماني أو تسع ساعات في اليوم بمفرده في الأدغال، بدون أي أجهزة رقمية، ولا يحمل معه أي شيء سوى آلة التصوير خاصته.
ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالانتظار بصبر للحصول على صورة جميلة، فقد حصل روم أيضًا على فرصة نادرة ليكون وحيدًا مع أفكاره.
وتمثل أحد مشاريعه الكبيرة بتوثيق مجموعة من الأسود، تُعرف باسم "Marsh Pride"، والتي اشتهرت من خلال سلسلة وثائقية عن الطبيعة بعنوان "Big Cat Diary" عُرضت على قناة "بي بي سي".
وبمجرد أن يتمكن السياح من العودة، سيبقى روم في مهمته التي يتناوبها مع مصور آخر.
ويفضل العديد من المسافرين انضمام روم إليهم خلال الرحلات والنزهات الأخرى، حتى يتمكنوا من التركيز على الاستمتاع بالتجربة، وفي الوقت ذاته الحصول على صور رائعة لمشاركتها بعد ذلك.
وأعادت كل من كينيا ورواندا، حيث توجد معسكرات السفاري التي يعمل بها روم، فتح حدودهما أمام بعض السياح.
وفيما يلي بعض اقتراحات روم لالتقاط صورًا رائعة للحياة البرية:
- اعتمد على لغة العيون، إذ أن مجرد التقاط صورة لحيوان ليس بالأمر الفذ بحد ذاته
ويمكن أن تتحول الصورة من جيدة إلى رائعة عندما يتواصل الحيوان بالعين مع الكاميرا. ويرى روم أن العيون هي التي تعزز بالفعل الشعور بالانخراط في الصورة.
- لا تفرط في الاعتماد على عدسة التكبير
بالتأكيد، اللقطات المقربة رائعة، ولكن يمكن لإظهار الخلفية أن يؤدي إلى تمييز صورك عن تلك التي تم التقاطها في حديقة حيوان أو محمية طبيعية.
- ليس عليك دائمًا التقاط الصور كل ثانية
وقال روم: "إذا حصلت على صورة واحدة رائعة لأسد، فسيؤدي ذلك إلى استرجاع الذكريات لجميع الأوقات الأخرى التي كنت تشاهده فيها".