دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعيداً عن الأضواء الصناعية التي تتوهج من المدن، وثق المصور العماني، علي الكندي، روائع السماء من محمية خلابة تقع في جبال الحجر الغربي، في سلطنة عُمان.
وتُعتبر محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم الأولى من نوعها في الجزيرة العربية، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لوزارة الإعلام - سلطنة عُمان، وتهدف المحمية لحماية السماء من آثار التلوث الضوئي الناتج عن الاستخدام المتزايد للأضواء الخارجية.
ويمكنك أخذ لمحة على ما يمكنك رؤيته في هذه المحمية من خلال أعمال الكندي الشغوف في التصوير الفلكي، والتصوير الليلي.
عيناك تلسكوب إلى الكون
وتتمثل مميزات محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم بقدرة المرء فيها على التمعن في جمال الكون بعينيه.
ولدى حديثه عن تجربته في المحمية، أكّد الكندي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "جمال المكان يكمن في رؤيتك له بعينيك. وعيناك عبارة عن تلسكوب لهذا الكون".
وفي البداية، اهتم الكندي في توثيق مختلف المشاهد في السلطنة، حتى قرر التركيز على مجال التصوير الفلكي في نهاية عام 2019، بسبب شغفه فيه.
ونتج عن توجهه مجموعة من الصور الساحرة التي وثقها في المحمية.
ووثق الكندي مقاطع بتقنية "الفاصل الزمني"، أو الـ"time lapse"، استغرق تصويرها بين ساعتين إلى 4 ساعات تقريباً.
وتُظهر تلك المقاطع مجرة درب التبانة التي نعيش فيها، بينما أظهرت الصور التي وثقها الملامح الطبيعية للمكان أمام خلفية زاهية من النقاط المتوهجة.
وتُبيّن أعماله "جمال المحمية، وروعة أشجار العلعلان"، بحسب ما قاله.
وأشارت الوزارة إلى أن المحمية تحتوي على أكبر تجمع لغابات أشجار العلعلان السليمة في أعالي الجبال، وهي تُعد من الأنواع المهددة بالانقراض.
طبيعة جبلية
ووثق المصور المحمية في مجموعة من الزيارات المتكرّرة كانت معظمها في عام 2021.
وتقع المحمية في جبال الحجر الغربي بين محافظات الداخلية، والظاهرة، وجنوب الباطنة، وهي تقع في السلسلة الأعلى لجبال الحجر، حيث تعتبر جزءاً من جبال الحجر الرسوبية، والتي تتكون من قمم صخرية، وأودية عميقة، وجروف صخرية شديدة الانحدار.
وبسبب طبيعة المحمية الجبلية، ستكون الرحلة إليها وعرة، ولذلك، أشار المصور إلى أن الزوار سيحتاجون إلى سيارة دفع رباعي.
وبحكم قيود فيروس "كوفيد-19" التي خضعت لها البلاد، واجه المصور عدّة تحديات، ومنها تفويت عدد من الأحداث الفلكية التي تظهر في فترة معينة ومحدودة.
وقبل زيارته إلى المحمية، واجهت المصور تحديات بسبب حالة الطقس أيضاً، إذ قال: "أحياناً كنت أذهب لأماكن كان فيها الكثير من الغبار.. وفي بعض الأحيان، توجهت لأماكن كان التلوث الضوئي فيها كبيراً. ولذلك، كانت المحمية من أفضل الأماكن من ناحية استقرار الجو".
وقد يكون ذلك بفضل ارتفاع المحمية، بحسب ما ذكره الكندي، إذ تقع على ارتفاع يتراوح بين 1،300 إلى 3 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر.