شاهد.. سفينة تحمل سفينة أخرى وتسحبها على ظهرها في البحر

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
شاهد.. سفينة تحمل سفينة أخرى على ظهرها في البحر
00:57
شاهد.. سفينة تحمل سفينة أخرى على ظهرها في البحر

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتطلّب بعض "عمالقة البحر" (السفن الضخمة) والتي يفوق حجمها حجم السفن السياحية المعاصرة، مساعدة في بعض الأحيان، حتى تتمكن من الوصول إلى المرفأ (شاهد الفيديو أعلاه).

لذا، ما العمل عندما تعجز إحدى "عمالقة البحر" هذه عن مواصلة الإبحار بقوة دفعها الخاص؟ عندها تطلب مساعدة من حاملة سفن، أو تحديدًا، من سفينة نقل ثقيلة شبه مغمورة، مثل "بوكا فانغارد" (Boka Vanguard).

وتُعتبر "بوكا فانغارد" التي بُنيت عام 2012، بطول يبلغ 275 مترًا، أطول سفينة من نوعها معدّة حتى تنقل منصات النفط والغاز البحرية الكبيرة. ولكن، يتمّ استدعاؤها أحيانًا لنقل سفن أخرى، على غرار ما حدث مع سفينة الرحلات البحرية "كرنفال فيستا" (Carnival Vista) قبل بدء انتشار جائحة فيروس كورونا.

وتحتل "كرنفال فيستا" المرتبة الثانية من حيث الحجم في أسطول "كرنفال"، مع قدرة استيعابية لـ4000 راكب، وطاقم يتألف من 1500 شخص. وألمّ بها عطل في تموز/يوليو 2019، في مياه البحر الكاريبي، واحتاجت إلى من يُنجدها لتصل إلى شاطئ آمن.

ولم تُدرج الرافعات الضخمة، ضمن لائحة الحلول المحتملة لرفع سفينة تزن 133500 طن من الماء (أكبر الرافعات في العالم حملت نحو 20000 طن)، حين تستدعي الضرورة، وذلك أن مقاربة "بوكا فانغارد" لرفع "كرنفال فيستا" وحملها مختلفة على هذا المستوى.

الغرق..الرفع.. ثم الغرق للتعويم

وتحتوي هذه السفينة غير المألوفة في الظاهر، على سطح مركزي مسطّح ومفتوح، فارغ كليًّا، تنتصب على جوانبه خمسة أبراج، يضم الأعلى بينها والأكبر حجمًا، غرف جسر التحكم والطاقم البحري.

ويخفي مظهر السفينة الخارجي برنامجًا معقدًا من خزانات الصابورة التي تسمح بأن تُغمر السفينة مع بقاء سطحها بأبراجه الخمسة عائمًا فوق الماء. وعندها، يمكن أن تنزلق أنواعًا عديدة من بضائع الشحن البحري، بينها السفن الكاملة، على سطحها ليتم بعدها تثبيتها كما يجب. وتُسمى هذه العملية بـ"التعويم".

وما أن يُحكم ضبط وتثبيت الحمولة تُفرّغ خزانات الصابورة من المياه، فتطفو "بوكا فانغارد" مجدّدًا رافعة الحمولة معها إلى الأعلى. وبعدما تستأنف مسارها مثل أي سفينة أخرى. وعند وصولها إلى الميناء المقصود، تطبّق الآلية السابقة بطريقة معاكسة، ما يُعرف بمرحلة "التعويم".

وقال ميشيل سيج، المدير العام للهندسة العالمية في الشركة الهولندية "Boskalis" التي تمتلك "بوكا فانغارد": "نحن نطبّق ببساطة مبدأ أرخميدس لرفع بعض بضائع الشحن الضخمة". مضيفًا أنّ قانون أرخميدس وقصّة "أوريكا" مفادها أن "الجسم المغمور كلياً أو جزئياً في سائل لا يذوب فيه ولا يتفاعل معه، يدفع الجسم بقوة، وهذه القوة تساوي وزن السائل الذي يحركه الجسم عند غمره".

صناعة النفط والغاز

وكانت سفينتان هما ""Transshelf" و"Treasure" تعودان لشركة "Boskalis" قد ساهمتا في نقل مدمّرتين أمريكيتين من طراز "Arleigh Burke Class"، بعدما تضرّرتا جراء حادثَي تصادم مُنفصلَين مع سفن تجارية في المياه الآسيوية، عام 2017.

ومثال على ذلك، كان هناك حاجة لاستدعاء "بوكا فانغارد" بعد تعطّل نظام الدفع في سفينة الرحلات البحرية "كرنفال فيستا"، وعدم توافر الرصيف الجاف الوحيد في المنطقة، ما تطلب ايجاد حلًا سريعًا.

وأوضح سيج: "تمّ استدعاؤنا في مهلة قصيرة، غير أنّنا تمكنّا من إرسال سفينة بسرعة، وصلت إلى البحر الكاريبي بعد انطلاقها بأسبوعين من أوروبا، واستغرقنا أسبوعًا آخر للاهتمام بجميع الترتيبات اللازمة. بعدها نُفّذت عملية رفع السفينة إلى سطح بوكا فانغارد بسلاسة، لتُنقل السفينة السياحية بأمان إلى مرفأ فريبورت في جزر الباهاما. وبقي جزء من طاقم السفينة معنا".