دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الآثار أكبر مصنع نبيذ في العالم يعود إلى العصر البيزنطي في بلدة يافني الإسرائيلية، وذلك بعد عملية تنقيب استمرت لمدة عامين.
واستُخدم المجمع الذي يبلغ عمره 1500 عام لإنتاج النبيذ بكميات تجارية ضخمة، حيث قدّر مديرو الحفريات أنه تم تسويق حوالي مليوني لتر كل عام.
ويفتخر الموقع بخمس معاصر للنبيذ وأربعة مستودعات كبيرة حيث كان يتم تعتيق النبيذ، وتسويقه، وتخزينه، فيما يُعرف بالأمفورة، وهي جرة من الصلصال تتميز بقبضتين، وعنق طويل أضيق من جسم الجرة.
وكانت الإمبراطورية البيزنطية موجودة بين عامي 330 ميلادي و1453 ميلادي، وأصبحت واحدة من الحضارات الرائدة في العالم.
ومن جانبه، أوضح عالم الآثار والمدير المشارك في عملية التنقيب، جون سيليجمان، لـ CNN، الثلاثاء، أن الأمر الذي يدعو للاهتمام، يتمثل في الحجم الهائل للإنتاج هنا، مضيفًا أن "التصميم المعقد للعمارة والعملية الصناعية"، جاء كمفاجأة.
وأكد سيليجمان أن عملية التنقيب، التي قادتها سلطة الآثار الإسرائيلية، تُعد واحدة من - إن لم تكن - الأكبر في البلاد، حيث يعمل حوالي 300 موظف خمسة أيام في الأسبوع.
وقال مديرو عمليات التنقيب إن الموقع كان على الأرجح منطقة الإنتاج الرئيسية لنبيذ "غزة وعسقلان"، العلامة التجارية الشهيرة في العالم القديم.
وأشاروا إلى أن توزيع النبيذ كان يتم من غزة وعسقلان إلى جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط، كمنتج تجاري.
وأضاف سيليجمان أن العديد من المصادر القديمة قالت إنه من نوع "النبيذ الأبيض الفاتح"، موضحًا: "لقد كان منتجًا مرموقًا نال إعجاب العديد من [أعضاء] الطبقة الأرستقراطية خلال تلك الفترة".
وتابع: "على سبيل المثال، نعلم أنه تم الحفاظ عليه أثناء تتويج جاستن الثاني عام 566 على مائدته أثناء وليمة التتويج ... وهذا يعطي فكرة عن أهمية ذلك، سواء من الناحية الذوقية ولكن أيضًا من الناحية الاقتصادي للمنطقة".
وعُثر على بعض القوارير المعروفة باسم "جرار غزة" سليمة إلى جانب مئات الآلاف من بقايا القطع الفخارية في الموقع، كما عُثر على معاصر نبيذ فارسية نادرة، وتُعد أقدم من المجمع ذاته، ويبلغ عمرها حوالي 2300 عام.
ونظرًا لأن عملية إنتاج النبيذ بأكملها كانت تتم يدويًا، فقد تم سحق العنب بالقدمين لاستخراج سائله على أرضية المداس، والتي تقع بجوار المقصورات حيث تم تخمير النبيذ.
وتم الانتهاء من عملية التنقيب كجزء من مبادرة سلطة الأراضي الإسرائيلية لتطوير بلدة يافني.
وتمت دعوة الجمهور للقيام بجولة في الموقع قبل إغلاقه خلال موسم الأمطار.
وتخطط السلطات في نهاية المطاف للحفاظ على المجمع وفتحه للجمهور كجزء من حديقة أثرية.