دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أثناء السفر على طول الطرق السريعة في أوروبا، قطعت عربة التخييم (الكرافان) المسماة "ستيلا فيتا" مسافة تبلغ نحو 2،000 كيلومتر (1،242 ميلًا) دون التوقف للحصول على الوقود أو الشحن.
ويتميز الكارافان، الذي يُوصف بأنه "منزل مكتفٍ ذاتيًا على عجلات"، بألواح شمسية مثبتة على سطحه، ويتم تشغيل العربة بواسطة طاقة الشمس وحدها، وهي مجهزة بالكامل بأساسيات المعيشة بما في ذلك سرير مزدوج، وأريكة، ومنطقة مطبخ، مع حمام مزود بمغسلة، وحجرة استحمام، ومرحاض.
ويمكن أن تتسع العربة لشخصين، حيث يمكنهما القيادة وطهي وجبة الفطور ومشاهدة التلفاز باستخدام بطارية السيارة المشحونة بالطاقة الشمسية فقط، وفقًا لمبتكريها، وهم 22 طالبًا في جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا في هولندا.
ويقول تيجن تير هورست، البالغ من العمر 21 عامًا، وهو عضو في فريق "Solar Team Eindhoven 2021"، الذي صنع السيارة، بتمويل من الرعاة، إن "الهدف الرئيسي هو إلهام الناس، والسوق، والمجتمع لتسريع الانتقال نحو مستقبل أكثر استدامة".
ويضيف: "ما نحاول القيام به هو أن نظهر للناس وللشركات ما هو ممكن بالفعل".
وبدأ الفريق مرحلة العصف الذهني للمشروع في سبتمبر/ أيلول الماضي وتوصلوا إلى فكرة "ستيلا فيتا" في غضون شهرين.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 حتى مارس/ آذار من هذا العام، قام الفريق بتصميم عربة الكارافان، بهدف جعلها ديناميكية هوائيًا، وخفيفة الوزن قدر الإمكان مع الحفاظ على شكلها الخارجي.
وبحلول يوليو/ تموز الماضي، اكتملت مرحلة البناء، وبدأ الفريق في اختبار العربة على الطريق.
وحصلت العربة على ترخيص للاستخدام على الطرق العامة في بداية سبتمبر/ أيلول، وبدأت جولتها الأوروبية في وقت لاحق من ذلك الشهر.
وبعد الانطلاق من مدينة أيندهوفن الهولندية، أنهى الفريق رحلته في جزيرة طريفة، التي تقع في أقصى جنوب إسبانيا، بتاريخ 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وهي رحلة طولها 3،000 كيلومتر (1،860 ميل).
وأدت المشكلات الفنية في بداية الجولة إلى ضرورة نقل العربة في البداية باستخدام مقطورة. ومع ذلك، بمجرد حلها، تمكنت من قطع مسافة تبلغ نحو 2،000 كيلومتر.
ويقول هورست إنها "عربة ذات مظهر خاص جدًا، لذا عندما تقودها، على سبيل المثال، في باريس أو في مدينة أخرى، هناك من يلوحون لها ويلتقطون الصور".
ويضيف أنه "لأمر رائع أن نرى ما حققناه في عام واحد، ونتطلع حقًا إلى إلهام المزيد من الأشخاص".
مستقبل مستدام
ويمكن للعربة أن تقطع مسافة تصل إلى 600 كيلومتر (373 ميلاً) باستخدام بطاريتها التي تبلغ 60 كيلو واط في الساعة عندما تكون مشحونة بالكامل، حتى في الليل وعندما يكون الجو غائمًا. وفي اليوم الذي تكون فيه الشمس مشرقة طوال الوقت، يزداد مداها بمقدار 130 كيلومترًا إضافيًا (81 ميلاً).
وقاد الفريق نحو 300 كيلومتر (186 ميلاً) بين كل وجهة، بسرعة قصوى تبلغ 120 كيلومترًا (75 ميلاً) في الساعة.
وعندما تكون العربة متوقفة، يمكن أن يرتفع السقف القابل للتمديد لأعلى، للسماح للركاب بالوقوف، وتنزلق الألواح الشمسية الإضافية من الجوانب، مما يضاعف السطح الشمسي من 8.8 متر مربع إلى 17.5 مترًا مربعًا.
وأثناء التوقف، يمكن للركاب أيضًا تتبع استهلاكهم للطاقة باستخدام نظام المعلومات والترفيه المدمج.
ويقول هورست إنها "تخلق وعيًا بالطاقة"، مضيفًا أنه "يمكنك أن ترى مقدار الطاقة الذي يأتي من الشمس، وكمية الطاقة المتوفرة في بطاريتك".
وعربة "ستيلا فيتا" ليست أول مركبة تعمل بالطاقة الشمسية تصنعها الجامعة، إذ صنع فريق "Solar Team Eindhoven 2013" ما أطلق عليه أول سيارة عائلية تعمل بالطاقة الشمسية في العالم، وقد قامت فرق من الطلاب ببناء سيارة عائلية جديدة كل عامين منذ ذلك الحين.
وقرر فريق هذا العام أن "الوقت قد حان لاتخاذ الخطوة التالية في التنقل" من خلال إنشاء مركبة تسمح للناس بالعيش على الطاقة الشمسية.
ويشير هورست إلى أن "السيارات العاملة على الطاقة الشمسية السابقة التي صنعها الفريق كانت تنتج قدرًا كبيرًا من الطاقة حتى أنها تمكنت من تشغيل سيارات كهربائية أخرى. ولهذا السبب توصلنا إلى السؤال: ما الذي سنفعله بالطاقة الإضافية".
وقام خمسة أفراد من خريجي فريق "Solar Team Eindhoven" بتأسيس شركة "Lightyear" في عام 2016، وهي شركة تنتج تجاريًا سيارات عائلية تعمل على الطاقة الشمسية.
ويريد هورست من خلال عربة "ستيلا فيتا" أن يدفع السوق بالمثل إلى الأمام، مضيفًا: "أعتقد أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن لقطاع التنقل الكامل اعتمادها واستخدامها".