دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في عصر لم يعد فيه الطعام الصيني غريبًا عن الزوار الدوليين، هناك مجال طهي واحد لم يحظ بعد باهتمام كبير على مستوى العالم، أي الخَبْز.
وتهدف كريستينا تشو، التي نشرت كتاب "Mooncakes and Milk Bread: Sweet & Savoury Recipes Inspired by Chinese Bakeries"، إلى تغيير ذلك من خلال تقديم مجموعة نادرة من الوصفات المستوحاة من المخابز والمقاهي الصينية الأمريكية التي زارتها خلال فترة طفولتها.
وبعد أن تخرجت في مجال الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، غيرت تشو مهنتها إلى الخَبْز قبل بضع سنوات، عندما لم تجد الرضا في نطاق عملها.
وفي النهاية، أسست مدونة خاصة بها، تعرف باسم "Eat Cho Food".
وانتقل أجداد تشو من هونغ كونغ إلى مدينة كليفلاند في أواخر الستينيات. ومن بين الذكريات التي لا تفارق تشو هي رحلاتها إلى المخابز الصينية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث كانت تتناول "تارت البيض".
وبذلك، قررت تشو أن تخصص كتابًا للطبخ تعرض فيه المخبوزات الموجودة تقليديًا في المخابز الأمريكية الصينية.
وتقول شو: "نشأت المخابز الصينية في هونغ كونغ، وتأثرت بشدة بالثقافة البريطانية، ولهذا السبب تجد الكثير من الكاسترد، والكعك الإسفنجي، والمعجنات القشرية"، لافتة إلى أن "الخبازين قاموا على مر السنين بتكييف الوصفات والنكهات لجذب المزيد من الآسيويين الذين يقدرون الوصفات التي لا تكون حلوة للغاية".
وبالإضافة إلى وصفات الطعام، يتضمن كتاب تشو أيضًا قصصًا عن المخابز الأمريكية الصينية الشهيرة في جميع أنحاء أمريكا، مثل مخابز "فاي دا" في مدينة نيويورك، و"المخابز الشرقية" في سان فرانسيسكو، ومخبز "فينيكس" في لوس أنجلوس.
وقالت تشو: "الخَبْز الصيني هو جانب من جوانب الثقافة الصينية والآسيوية التي لم يتم الحديث عنها حقًا، وأشعر بالامتنان لإتاحة الفرصة لي لاستكشافه"، مضيفة أن "المخابز الصينية هي أكثر من مجرد مكان لشراء الكعكة المفضلة لديك، إذ يعتبر الكثير من الناس أن هذه المخابز هي مراكز مجتمعية تربطهم بالعودة إلى منازلهم وتراثهم".
ولدى سؤالها عما يجعل المخبوزات الصينية فريدة من نوعها، ذكرت تشو خبز الحليب، قائلة: "أول شيء أفكر فيه هو الملمس الناعم للغاية للكعك المخبوز".
وأضافت: "تستخدم غالبية المخبوزات في المخابز الصينية عجينة خبز الحليب، وهي عبارة عن عجينة غنية بالزبدة، والبيض، والحليب".
ويركز كتاب تشو بشكل أساسي على المخبوزات ذات الطراز الكانتوني مثل كعك الكوكتيل و"تارت البيض"، ولكنه يغطي أيضًا وصفات من مناطق أخرى.
وقالت مؤلفة الكتاب: "أردت أيضًا أن أبين أن هناك الكثير من التنوع والتأثيرات الثقافية في الخَبْز الصيني"، موضحة: "اعتمادًا على المخبز وأي جزء من الصين ينتمي إليه الخبازون، فإنك قد تجد المزيد من الخبز المسطح أو الكعك المطهو على البخار، والمحشو بمكونات مالحة".
كعك القمر
ويُعد كعك القمر من بين الحلويات الأخرى التي تم ذكرها في عنوان كتاب تشو، فهو بمثابة مثال رائع على كيفية تطور المخبوزات الصينية واحتضانها لثقافات مختلفة.
وتتمتع كل منطقة بالصين بأسلوبها الخاص في تقديم هذا الطبق. واليوم، يمكن حشو كعك القمر بكل شيء، بدءًا من البوظة إلى الكاسترد، حتى أن بعضهم يقدمه مع لحم البقر.
وقالت تشو: "بالنسبة لي، يمكن أن تكون كعكة القمر بأي شكل، ولكنها مليئة بحشوة لذيذة، ويتم صنعها لتُشاركها مع أحبائك".
وفي النهاية، تأمل تشو في تعريف الناس على الخَبْز، رغم عدم ذهابهم إلى المخابز الصينية.
وأكدت: "بالنسبة إلى القراء الذين زاورا هذه المخابز والمقاهي خلال نشأتهم، آمل أن تغمرهم مشاعر الحنين والراحة في جميع صفحات الكتاب.. ما زلت أقول إن هذا هو كتاب الطبخ الذي كنت أتمنى أن أحصل عليه خلال نشأتي".