دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كائنات البحر ليست الوحيدة التي تتوهج في الظلام، إذ تتمتع بعض الفطريات بتلك الخاصية أيضاً، وهو أمر وثقه المصور الألماني الأسترالي، يورجن فرويند.
وشكّل المشهد الذي وثقه فرويند في أستراليا واحداً من الصور التي "تلقت إشادة كبيرة" في مسابقة مصور الحياة البرية لعام 2021.
توهج خفيف في الظلام
والتقط فرويند، الذي يعيش في أستراليا مع زوجته ستيلا، صورة ساحرة لفطر الأشباح (Omphalotus nidiformis) بعد هطول الأمطار الموسمية بالقرب من منزله في ولاية كوينزلاند بأستراليا.
وتزدخر الغابات بالفطريات عندما تكون الأمطار الموسمية في أقوى مراحلها في فبراير/شباط، بحسب ما ذكره فرويند في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ومن تجاربه، كان فرويند على علم بظهور فطر الأشباح في بعض المناطق، وشجعه ذلك على خوض رحلة للبحث عنها.
ومع معداته، انطلق المصور باتجاه مسارات المشي في الغابة مساءً، وكان يتوقف بين حين وآخر، ويطفئ المصابيح، بحثاً عن أي شيء يتوهج.
وأكّد فرويند أنها عبارة عن توهج أخضر خافت. ولا يمكنك رؤيته عندما يكون المصباح يعمل. ويجب أن يكون المكان مظلماً".
ويمكن لبعض هذه الفطريات أن تكون صغيرة جداً، ولكن لحسن حظه، تميزت الفطريات بحجمها الكبير عند زيارته للغابة.
وأشار فرويند إلى أن هذه الفطريات تعيش لحوالي 3 أيام فقط، ولذلك، لا يكمن التحدي في صعوبة البحث عنها فقط، بل ضيق الوقت أيضاً، إذ قال المصور: "يجب أن نتمتع بالسرعة، ونصوّر على الفور".
وفي بعض الأحيان، يعود المصور أدراجه بدون العثور على هذه الفطريات.
ولتوثيق هذه الفطريات، استخدم فرويند تقنية التصوير بالتعرض الطويل (long exposure)، كما أنه قام بتثبيت كاميرته على حامل ثلاثي القوائم.
مشهد "غير مألوف"
وشكّل مشهد هذه الفطريات واحداً من الصور التي "تلقت إشادة كبيرة" في مسابقة مصور الحياة البرية لعام 2021.
ويتواجد فطر "Omphalotus nidiformis" بشكل أساسي في أستراليا، وهو يستخدم تقنية الوهج البيولوجي التي طورتها بعض الكائنات الحية لتوليد الطاقة على شكل ضوء من خلال تفاعل كيميائي.
وطوال حياته، كانت الطبيعة محور تركيز فرويند عندما يأتي الأمر للتصوير الفوتوغرافي، واستكشف المصور مجالات عدة، منها التصوير المُصغُر لتوثيق الحشرات، والتصوير تحت الماء، إلى جانب التصوير الجوّي.
وحصل فرويند على أول كاميرا قدّمها له شقيقه، عندما بلغ الـ18 من عمره.
وقد يتوقع المرء أن حب الستيني للطبيعة أتى من نشأته في منطقة تُحيط بها الطبيعة، ولكن، أكد فرويند أن الأمر كان العكس تماماً.
وكان المصور يعيش في مدينة دورتموند التي اعتُبرت "واحدة من المراكز الصناعية في ألمانيا في ذلك الوقت"، وفقاً لما قاله.
ولذلك، أشار فرويند إلى أن التصوير الفوتوغرافي للطبيعة جاء "كمهرب من التحول الصناعي".