دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تم الكشف عن نظرة ثاقبة حول كيفية عيش الرومان المقيمين على الساحل الجنوبي الشرقي الإنجليزي من خلال عمليات تنقيبية في مدرج تاريخي، حيث تجمّع آلاف الأشخاص لمشاهدة قتال المصارعين، وصيد الحيوانات البرية، وعمليات الإعدام.
اكتشف علماء الآثار من منظمة التراث الإنجليزي، الذين يعملون في ريتشبورو بمقاطعة كينت، وجود خلية زنزانة داخل المدرج، وهي تعرف باسم "كارسر".
ومن المحتمل أنها احتجزت المصارعين والمجرمين والحيوانات البرية قبل إطلاقهم في الساحة لمواجهة مصيرهم المروع.
تم اكتشاف المدرج للمرة الأولى أثناء التنقيب الفيكتوري للموقع في 1849. وفي الوقت الحالي، أصبحت تفاصيل ما تم استخدامه من أجله واضحة.
وقالت منظمة التراث الإنجليزي، في بيان، إنه "وفر لسكان المدينة مكانًا للعروض العامة والترفيهية".
وقال بول باتيسون، مؤرخ العقارات البارز في منظمة التراث الإنجليزي، في البيان: "الاكتشافات التي حققناها أثناء التنقيب في ريتشبورو مذهلة ومؤثرة، وتغير بشكل كبير مفهومنا لهيكل المدرج".
وتشير الحفريات أيضًا إلى أن الرومان الذين يعيشون في ريتشبورو ربما كانوا يهتمون بالحيوانات الأليفة، كما يتضح من الاكتشاف "المثير" للهيكل العظمي شبه الكامل لقطة رومانية، مدفونة عمداً في منطقة مستوطنة محلية خارج المدرج.
أطلق على القطة اسم Maxipus من قبل منظمة التراث الإنجليزي، وهي مؤسسة خيرية تهتم بمئات الآثار والمباني والمواقع التاريخية في إنجلترا.
واكتشف علماء الآثار الذين عملوا في الموقع أيضًا عملات معدنية وعظام حيوانات مذبوحة وشظايا فخارية وزخارف شخصية تظهر أن مستوطنة ريتشبورو الرومانية كانت مأهولة من قبل المدنيين حتى نهاية القرن الرابع الميلادي، وهي الفترة الرومانية بأكملها في بريطانيا.
وقال باتيسون لشبكة CNN، إن ريتشبورو كانت واحدة من أكثر المستوطنات الرومانية تميزًا وتنوعًا في بريطانيا.
وكشفت الحفريات عن الألغاز التي يجب على الفريق حلها، بما في ذلك منطقتان مستطيلتان شديدتا الاحتراق، تم وصفهما بـ"اللون الأحمر البرتقالي اللامع"، ويُعتقد أنهما بقايا هياكل رومانية وقفت على العشب الخارجي للمدرج.
وفي حين أن الدور الذي كانت ستؤديه هذه الهياكل في المستوطنة ليس واضحًا، إلا أن منظمة التراث الإنجليزي قالت إن "تدميرها بالنيران يجب أن يكون دراماتيكيًا، رغم أن السبب يبقى غير معروف".
ومن المقرر إجراء تجديد كبير للمتحف في موقع ريتشبورو، في وقت لاحق من هذا العام، وسيعاد فتحه للجمهور في صيف 2022.