دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما كان يحلم الناس برؤية قمة جبل شدا الأعلى، الذي يقع في القطاع التهامي بمنطقة الباحة في المملكة العربية السعودية، حتى قرر المصور السعودي أصيل الشدوي أن يحمل هذه المهمة على عاتقه، ويقدم لهم القمة بين أيديهم من خلال هذه اللقطات (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).
ويتميز جبل شدا الأعلى بتنوع بيئي فريد من نوعه، حيث يتربع على قمة ترتفع أكثر من 2,300 متر عن مستوى سطح البحر، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية (واس).
ويُعد الجبل مسكنًا لعدد من الكائنات الحية النادرة والطيور المهاجرة التي تتغذى من غطائه النباتي الممتد على الجبل.
ويتربع هذا الجبل الشاهق، الذي يُعرف أيضًا بـ"جبل الفصول الأربعة"، على مساحة تزيد عن 68 كيلومتراً.
واكتسب أهمية بالغة بسبب قصصه التي جسدت محاولة الإنسان قديمًا في التكيّف مع ظروف الطبيعة القاسية، ما جعله ينحت من صخوره مسكناً له، ويستصلح أرضه التي تحولت إلى واحات خضراء تنبض بالحياة.
وصعد الشدوي إلى الجبل لغاية واحدة، أي الوصول إلى مصلى ابراهيم، الذي يقف وحيدًا على القمة.
وتتردّد الأسئلة في ذهن الشدوي عن المصلى، الذي جعله فضوليًا حول طريقة بنائه، وكيفية حمل أحجاره إلى القمة.
"مصلى ابراهيم"
وقال المرشد السياحي السعودي، أحمد الجعيد، لموقع CNN بالعربية إن تسميات عديدة أُطلقت على هذا المصلى، حيث قال البعض إنه "أقرب مصلى إلى السماء"، و"أصغر مسجد في العالم"، وغيرها.
ولكن، يبقى الاسم الأساسي للمسجد "مصلى ابراهيم".
واختلفت الأقاويل عن هوية الشخصية "ابراهيم"، التي لا تزال معروفة إلى حد الآن، إذ قال البعض إن الشخصية تُعرف باسم ابراهيم ابن الأدهم، وهو ناسك ومتعبد لا تُعرف أي خلفية عنه، كقبيلته أو جنسيته، لكنه كان مشهورًا بين الناس.
ويتميز هذا المُصلى الحجري بقبلته التي لا تزال تتجه نحو بيت المقدس، كما يظهر من خلال البوصلة، ما يعد دليلًا على أن المُصلى قديم وله تاريخه.
ولم يشاهد المرشد السياحي السعودي هذا المصلى على أرض الواقع، لكنه شرح عن بدايات بناء المساجد عمومًا.
وقال: "يتم البدء ببناء المساجد بما يُسمى بالتحويطة، وهي عبارة عن رص الحجارة والصخور على أطراف هذا المُصلى".
المغامرة
ورغم أن التجربة كانت ممتعة بالنسبة للشدوي، إلا أنها في الواقع شاقة بحسب قوله، ولا ينصح بخوضها دون مساعدة مرشد سياحي.
فما السبب؟
وأوضح الشدوي أن جبل شدا ينقسم إلى جبل شدا الأعلى وجبل شدا الأسفل.
ويُعد جبل شدا الأعلى أكثر ارتفاعًا من جبل شدا الأسفل، حيث يصل ارتفاعه إلى حوالي 1,800 متر.
ويُذكر أن كليهما يرتبطان ببعضهما البعض، ولكن تفصل بينهما الأودية.
وقال المصور السعودي، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "ستكتسب تجربة رائعة عند صعود الجبل، حيث يوجد مسار قديم من أسفل الجبل إلى أعلاه، وكان يستخدمه سكان الجبل قديمًا".
ومن خلال هذا المسار، يستطيع الزائر استكشاف نقوشًا تاريخية تبهر الحاضرين، على حد قوله.
واختار المصور السعودي جبل شدا الأعلى لأن مساره كان ممتدًا إلى النصف، بينما يبقى مسار أعلى الجبل مجهولًا، ولا يعرفه سوى أشخاص معينين.
وفي تجربته الأولى، واجه الشدوي بعض التحديات والصعوبات بسبب جهله بالموقع والمسارات التي يتحتم عليه سلكها.
ولكن، قرّر المصور السعودي أن يعيد التجربة مجددًا، حيث حرص على استشارة مختصين واصطحاب معدات السلامة معه.
وبينما استغرقته التجربة الأولى إجمالي 13 ساعة، تطلبت التجربة الثانية إجمالي 7 ساعات فقط.
وأخيرًا، نجح الشدوي في رصد لقطات أكثر جمالية مقارنة بتجربته الأولى، وقال: "كانت المغامرة ممتعة والمسار بسيط جدًا".
وبمجرد وصوله إلى القمة، نسي المصور السعودي تعبه، منبهرًا بارتفاع المكان وجماليته.