دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يرّحب جناح التنقل "ألف" بزوار إكسبو 2020 دبي عند أحد المداخل الرئيسية الثلاثة للمعرض. ومن الخارج، يتمتع الجناح بهيكل رشيق مثير للإعجاب بحد ذاته، إلا أنه يخفي بداخله مشهدًا أكثر روعة، أي ثلاث شخصيات عملاقة من المستكشفين التاريخيين، والتي تُعرض بتفاصيل واقعية من أنامل فريق المؤثرات الخاصة الذي عمل على سلسلة أفلام "سيد الخواتم" الشهيرة.
ويُعد جناح التنقل من بين ثلاثة أجنحة رئيسية في الحدث، إلى جانب جناحي الفرص والاستدامة.
ومعًا تشكل الأجنحة الثلاثة معالم مرئية لأحدث إصدار من معرض إكسبو الدولي، وهو معرض عالمي يستضيف أيضًا أجنحة فردية من 192 دولة، وسيستمر لمدة 6 أشهر حتى نهاية مارس/ آذار 2022.
ويتيمز جناح التنقل "ألف"، الذي صُمم بواسطة شركة الهندسة المعمارية البريطانية "فوستر وشركاه"، بشكل مضلع ومنحني يهدف إلى استحضار الحركة.
وفي الداخل، ترتبط ثلاث صالات عرض رئيسية بنواة مركزية تستضيف أكبر مصعد للركاب في العالم، بسعة 160 شخصًا (يسمح بدخول 38 شخصًا في آن واحد لأسباب التباعد الاجتماعي).
ربما يكون أكثر ما يلفت النظر هو المعرض المخصص لتكريم سينمائي تفاعلي خاص بتاريخ التنقل البشري، والمصمم والمبني بواسطة "Weta Workshop" النيوزيلندية، وهي شركة مؤثرات خاصة فازت بخمس جوائز أوسكار وعملت على أفلام مثل "أفاتار"، و"سيد الخواتم"، وسلسلة أفلام "الهوبيت" الثلاثية.
ويقول ريتشارد تايلور، المؤسس المشارك لشركة "Weta Workshop": "لقد حاولنا القيام بسرد غامر على نطاق هائل".
ويوضح تايلور :"تُعد قصة التنقل قصة فريدة للغاية، لأن الناس (يفكرون) على الفور في المركبات والتكنولوجيا والخيول وما إلى ذلك، ولكن التنقل هو موضوع متنوع بشكل لا يصدق يتنوع عبر التكنولوجيا، والصوت المنطوق، والقدرة على التواصل. والآن، بالطبع، النجوم ذاتها التي أهتدينا بها هي النجوم التي نصل إليها. لذا فهي تمتد عبر البشرية بأسرها".
ويتمثل عامل الجذب الرئيسي داخل المعرض في التماثيل العملاقة لثلاث شخصيات عربية رئيسية في تاريخ الاستكشاف هم العالم أبو عبيد الله البكري، والرحالة ابن بطوطة، والملاح ابن ماجد، والتي كان من الممكن أن يزيد طولها عن 50 قدمًا، أي نحو 15 متر، في حالة الوقوف (وصممت التماثيل في حالة الجلوس حتى تتسع داخل المبنى).
ويقول تايلور: "لعب هؤلاء الثلاثة أدوارًا مهمة في تطوير التكنولوجيا والمعرفة في المنطقة، ثم مشاركة ذلك مع الناس".
وتم إنشاء الشخصيات الثلاثة على هيئة عمالقة لخلق إحساس بالرهبة والحجم، حسبما ذكره تايلور، بحيث عندما ينتقل الزوار حول هذه التماثيل، فإنهم يحصلون على تجربة شبيهة بالأفلام تقريبًا.
وصُنعت ملابس كل تمثال من حوالي ميل واحد من القماش (1609.34 متر)، وكان لابد من وضع الملابس على هذه التماثيل باستخدام الرافعات، بالإضافة إلى حفر حوالي 20 ألف ثقب فردي في وجوه الثماثيل لإدخال شعر اللحية.
ويرافق التماثيل نقش بارز، وهو نوع من أشكال المنحوتات الضحلة ذات الجذور في العصور القديمة، يبلغ طوله 170 قدمًا ويحتوي على أكثر من 200 شخصية بشرية و100 حيوان وما يزيد عن 100 مركبة، ويؤرخ هذا النقش تاريخ التنقل من القبائل القديمة إلى المركبات الحديثة.
ويأمل تيلور أن يستمتع الزوار بهؤلاء العمالقة.
ويضيف تيلور أنه يمكن رؤية هذه التماثيل كما هي بالطريقة التي بُنيت بها، ليس من خلال العدسة الفنية لشخص آخر، ما يُعد أمرًا ممتعًا ومثيرًا للغاية بالنسبة إلى الفنانين والفنيين الذين بنوا هذه العناصر في ورشة العمل".