متحور كورونا الجديد يدق ناقوس الخطر.. هل تعود القيود على السفر الدولي؟

سياحة
نشر
12 دقيقة قراءة
متحور كورونا الجديد يدق ناقوس الخطر.. ماذا عن السفر الدولي؟
Credit: Boris Roessler/picture alliance/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحركت وجهات السفر الرئيسية بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا لمنع الرحلات الجوية من الدول الأفريقية بعد اكتشاف متحور "أوميكرون"، مرددًة استجابات الطوارئ السابقة التي أدت إلى تجميدٍ عالميٍ للسفر.

وتعني السرعة التي تم خلالها فرض القيود الجديدة، بعد ساعات فقط من إعلان السلطات الصحية في جنوب إفريقيا عن اكتشاف المتحور، أن المسافرين وجدوا أنفسهم عالقين دون سابق إنذار.

واحتُجز مئات المسافرين من جنوب إفريقيا لساعات في مطار شيفول بأمستردام يوم الجمعة، وانتهى الأمر بالعشرات إلى الحجر الصحي بالفندق.

وجاء ذلك بعد أن فرضت هولندا قيودًا جديدة على السفر وسط مخاوف من حدوث طفرة عدوانية لفيروس كورونا المستجد.

قال متحدث باسم المطار إن رحلتين تقلان ما بين 400 و600 راكب من جنوب إفريقيا، واحدة من كيب تاون والأخرى من جوهانسبرج، هبطتا في وقت متأخر من صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي في شيفول.

قالت السلطات الصحية الهولندية في وقت لاحق إن 61 من الركاب ثبتت إصابتهم بالفيروس، رغم أنه لم يتم تحديد ما إذا كانوا مصابين بمتحور "أوميكرون".

واكتشفت السلالة الجديدة حتى الآن في جنوب إفريقيا وبوتسوانا، ولدى اثنين من المسافرين يخضعان الآن للحجر الصحي في هونغ كونغ، كما تم الإبلاغ عن حالة إصابة واحدة في كل من بلجيكا وإسرائيل.

وقالت عدة دول أوروبية أخرى، بما في ذلك ألمانيا وجمهورية التشيك، إنها تحقق في الحالات المشتبه فيها.

ووافقت دول الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على فرض قيود مؤقتة على السفر إلى الاتحاد الأوروبي من جنوب إفريقيا بسبب متحور فيروس كورونا الجديد.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إريك مامر، إن الدول المعنية هي كل من بوتسوانا، وإسواتيني، وليسوتو، وموزمبيق، وناميبيا، وجنوب إفريقيا، وزيمبابوي.

وقال مسؤولون إداريون لـ CNN إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيقيد السفر من جنوب إفريقيا، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وناميبيا، وليسوتو، وإسواتيني، وموزمبيق، ومالاوي اعتبارًا من يوم الاثنين.

وقال بايدن للصحافة إنه "قرر أننا سنكون حذرين" بشأن المتحور.

قال وزير الصحة الكندي جان إيف دوكلوس في مؤتمر صحفي، الجمعة، إن كندا "ستحظر دخول الرعايا الأجانب الذين سافروا عبر جنوب إفريقيا خلال الأيام الـ 14 الماضية" بسبب متحور أوميكرون.

وأشار دوكلوس إلى أي أن شخص سافر عبر جنوب إفريقيا خلال الـ 14 يومًا الماضية يجب أن يخضع لفحص كوفيد-19 والحجر الصحي حتى يحصل على نتيجة فحص سلبية.

وقال إن هذه الدول تشمل جنوب إفريقيا، وموزمبيق، وبوتسوانا، وناميبيا، وزيمبابوي، وليسوتو، وإسواتيني.

وتفرض كل من المملكة العربية السعودية، ومصر، ودبي، والبحرين، والأردن، وتركيا، والمملكة المتحدة، واليابان، والبرازيل، وتايلاند، وسنغافورة قيودًا على الرحلات الجوية والمسافرين من دول جنوب إفريقيا في ضوء المتحور الجديد من فيروس كورونا.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة أنها صنفت المتحور الذي رُصد حديثًا، ويرمز له بـB.1.1.529 ، على أنه متحور مثير للقلق، ويطلق عليه اسم "أوميكرون".

وفي حين تم اكتشاف عشرات الإصابات فقط حتى الآن، فإن الأخبار حول المتحور الجديد من فيروس كورونا، الذي يحتوي على حوالي ضعف كمية الطفرات مثل متحور "دلتا"، تثير بالفعل مخاوف حول العالم.

وحذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الجمعة، من حظر السفر، مؤكدًا أن مثل هذه القيود "ليست حلًا طويل الأجل" عندما يتعلق الأمر بإدارة متحورات فيروس كورونا.

وقال المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي ويلي والش في بيان "الحكومات تستجيب لمخاطر متحور فيروس كورونا الجديد في وضع الطوارئ مما يسبب الخوف بين الجمهور المسافر".

وأضاف والش: "في أسرع وقت ممكن، يجب أن نستخدم تجربة العامين الماضيين للانتقال إلى نهج منسق قائم على البيانات ييبحث عن بدائل آمنة لإغلاق الحدود والحجر الصحي".

مخاوف السياحة

بدأت سلسلة الإغلاقات في وقت متأخر من الخميس، حيث أعلنت المملكة المتحدة أنها ستعلق مؤقتًا الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا، وناميبيا، وزيمبابوي، وبوتسوانا، وليسوتو، وإيسواتيني، حيث وصف وزير الصحة ساجيد جافيد المتحور الجديد بأنه "أسوأ سلالة على الإطلاق" من الفيروس.

ودفعت هذه الخطوة حكومة جنوب إفريقيا إلى إصدار بيان تصف قرار المملكة المتحدة بأنه "متسرع"، وأعربت عن قلقها بشأن الضرر الذي قد يسببه "لكل من صناعات السياحة والشركات في كلا البلدين".

في الساعات التي تلت ذلك، شددت اليابان الضوابط الحدودية للمسافرين من الدول الست ذاته، حيث فرضت الحجر الصحي لمدة 10 أيام بدءًا من الساعة 12 صباحًا بتاريخ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني.

في غضون ذلك، خططت ألمانيا لإعلان جنوب إفريقيا "منطقة تحور للفيروس" اعتبارًا من ليلة الجمعة، مما يعني أن شركات الطيران قد تدخل فقط من البلاد لإعادة المواطنين الألمان.

وأعلنت دول الاتحاد الأوروبي الشقيقة، النمسا وفرنسا وإيطاليا وهولندا ومالطا، عن حظر دخول وشيك لجميع المسافرين الذين دخلوا كل من جنوب إفريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وناميبيا، وإسواتيني، خلال الأسبوعين الماضيين.

ولا ينطبق حظر الدخول على الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر هولندية ومواطني الاتحاد الأوروبي وسكان منطقة شنغن وطاقم الطوارئ الطبية وموظفي شركات الطيران والأشخاص الذين يسافرون في ظروف استثنائية، مثل حالات الطوارئ العائلية.

وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إن "الانتشار السريع" للمتحور في جنوب إفريقيا "يعني أنه من المحتمل أن يكون معديًا أو شديد العدوى"، مما يبرر موقف فرنسا الاحترازي.

وبعد أن أبلغت بلجيكا عن إصابة مسافر وصل مؤخرًا من مصر حاملًا الفيروس B.1.1.529، قالت فرنسا إنها "تعزز" السيطرة على حدودها مع بلجيكا.

واختارت سنغافورة حظر دخول جميع غير المقيمين من بوتسوانا، وإسواتيني، وليسوتو، وموزمبيق، وناميبيا، وجنوب إفريقيا، وزيمبابوي، بينما سيُطلب من المواطنين والمقيمين الدائمين العائدين من أي من هذه البلدان تقديم إشعار البقاء في المنزل لمدة 10 أيام، اتخذت ماليزيا والفلبين خطوات مماثلة.

وقالت شركة طيران الإمارات، نقلاً عن مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا، إن دبي ستقيد المسافرين القادمين من الدول الأفريقية السبع ذاتها أو العابرين منها اعتبارًا من يوم الاثنين وحتى إشعار آخر.

وجاء في بيان طيران الإمارات أن رحلات الركاب الصادرة من دبي إلى الدول المدرجة مسموح بها.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، الجمعة، تعليقًا مؤقتًا للرحلات الجوية من وإلى جنوب إفريقيا، وناميبيا، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وليسوتو وإيسواتيني، وحثت المواطنين والمقيمين على تجنب السفر إلى المنطقة حتى إشعار آخر.

في غضون ذلك، أعلن الأردن أن أي أردني يصل إحدى تلك الدول بينها جنوب إفريقيا سيضطر إلى الخضوع للحجر الصحي الحكومي لمدة 14 يومًا، وفقًا لتقرير صادر عن قناة المملكة الأردنية الفضائية يوم الجمعة.

وبحسب قناة المملكة نقلاً عن وزارة الداخلية في البلاد لن يسمح بدخول المسافرين الأجانب من جنوب إفريقيا وليسوتو وزيمبابوي وموزمبيق وناميبيا وإسواتيني وبوتسوانا، إلا إذا أمضوا 14 يومًا خارج تلك البلدان في بلد ثالث، وستدخل تلك الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ يوم الأحد.

وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة على تويتر إن تركيا أصدرت حظر سفر من خمس دول أفريقية - وهي بوتسوانا، وجنوب إفريقيا، وموزمبيق، وناميبيا، وزيمبابوي - اعتبارًا من مساء الجمعة.

ومن جهتها، أوقفت مصر الرحلات الجوية المباشرة من وإلى جنوب إفريقيا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن متحور قد صُنّف على أنه "متحور مثير للقلق".

وحظرت أستراليا دخول المواطنين الأجانب الذين سافروا إلى دول جنوب إفريقيا التسع خلال الأيام الـ 14 الماضية، وقالت الحكومة إنه سيتم السماح للمواطنين الأستراليين بالعودة إلى وطنهم، لكن سيتعين عليهم الخضوع للحجر الصحي لمدة 14 يومًا عند الوصول.

وأعلنت روسيا أنه اعتبارًا من منتصف ليل الأحد، ستقيد دخول المواطنين الأجانب من جنوب إفريقيا، وبوتسوانا، وليسوتو، وناميبيا، وزيمبابوي، وموزمبيق، ومدغشقر، وإسواتيني، وتنزانيا، وهونغ كونغ، وكذلك للمواطنين الأجانب الذين تواجدوا في هذه المناطق خلال الأيام العشرة الماضية.

وأدت التطورات إلى تكهنات بأن القيود الصارمة على السفر التي فرضت في بداية الجائحة قد تكون في طريقها للعودة.

وقالت المجموعة التجارية التي تمثل شركات الطيران الأمريكية الكبرى إن لديها "العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها" حول قيود السفر التي تفرضها إدارة بايدن.

وقال كارتر يانغ المتحدث باسم الخطوط الجوية الأمريكية "ما زلنا على اتصال مع الحكومة الأمريكية حيث لا تزال التفاصيل غير معروفة في الوقت الحالي وهناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها".

وأضاف يانغ: "وسط هذا الوضع سريع التطور، من المهم أن تكون قرارات حكومة الولايات المتحدة بشأن قيود ومتطلبات السفر الدولي نابعة من العلم".

العودة إلى القيود؟

وقال روري بولاند، محرر السفر في مجلة "Which" لـCNN :"هناك شعور بأن السفر أصبح أكثر صعوبة مرة أخرى - وذلك على خلفية الكثير من الناس الذين لا يشعرون بالثقة في السفر بالفعل."

وقال خبراء منظمة الصحة العالمية إنه بينما لا يزال من السابق لأوانه قياس نوع التأثير الذي ستحدثه الطفرة، يجب على الأشخاص البدء في اتخاذ الاحتياطات الآن لتقليل فرص تعرضهم لها.

وقالت ماريا فان كيركوف، المسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة كوفيد-19، في مقطع فيديو نُشر على تويتر: إن الأمر سيستغرق من الباحثين بضعة أسابيع لفهم ما يعنيه [المتحور الجديدة]، ولكن يلزم اتخاذ إجراء في هذه الأثناء.

وتابعت كيركوف: "يحتاج كل شخص إلى فهم أنه كلما زاد انتشار هذا الفيروس، زادت فرص تغير الفيروس، وسنشهد المزيد من الطفرات".

وأضافت: "كل شخص له دور في تقليل انتقال العدوى، بالإضافة إلى حماية نفسك من الأمراض الشديدة والموت، لذا احصل على التطعيم عندما تستطيع، وتأكد من حصولك على جرعاتك كاملة، وتأكد من اتخاذ خطوات لتقليل تعرضك ومنع نفسك من نقل هذا الفيروس إلى شخص آخر."