دبي الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تهيمن على جناح الاستدامة، الذي يُعد المحور الأخضر لإكسبو 2020 دبي، مظلٌة فولاذية بعرض 440 قدمًا تستضيف أكثر من 1000 لوح شمسي، مما يجعله أحد أكثر التصاميم المعمارية لفتًا للانتباه في هذا الحدث.
ويعد جناح الاستدامة واحدًا من أكثر الأماكن إثارة للإعجاب من الناحية التكنولوجية، إذ لديه القدرة على إنتاج الطاقة والمياه الخاصة به.
يقول أندرو والي، رئيس مجلس إدارة مكتب غريمشو أركيتكتس الكائن في المملكة المتحدة، الذي صمم الجناح "شعرنا أنه إذا كان بإمكانك تشغيل مبنى صافي صفري الطاقة في واحدة من أكثر المناخات تحديًا في العالم، فمن المؤكد أنه يمكن القيام بذلك في أي مكان في العالم".
واضاف: "كانت هذه فرصة حقيقية لدبي لاستخدام هذه الساحة العالمية ونأمل أن تلهم ملايين الزوار".
يمكن للمبنى أن يولد ما يصل إلى 4 جيجاوات ساعة من الكهرباء سنويًا - وهو ما يكفي لتشغيل حوالي 370 منزلًا متوسطًا - من الألواح الكهروضوئية الموجودة على المظلة ومن مئات أخرى مثبتة على 18 "شجرة طاقة" منتشرة حول الجناح.
ويشرح والي أنها مصنوعة من ألياف الكربون المركبة، وهي مادة تستخدم عادةً في صناعة الطيران واليخوت عالية الأداء".
ولتحسين الكفاءة، تحتوي كل شجرة على محور آلي يسمح لها بتتبع الشمس طوال اليوم، حسبما ذكره والي.
تُستخدم الطاقة المُنتجة لتشغيل أنظمة التبريد، فضلاً عن تجميع المياه وإعادة تدويرها.
وتجمع مياه الأمطار والندى عبر المظلة الرئيسية ومجموعة من "أشجار المياه"، والتي توفر الظل أثناء النهار وتجمع المياه في الليل من خلال الاستفادة من الانخفاض الحاد في درجة الحرارة والتكثيف الناتج.
وفي الموقع، يتم تنقية المياه الرمادية وإعادة تدويرها، بينما يتم تنظيف المياه السوداء (من مياه الصرف الصحي) باستخدام أحواض القصب، وهي أنظمة ترشيح طبيعية تعتمد على النباتات المائية.
وللحفاظ على برودة مساحة المعرض، تم تشييد المبنى جزئيًا تحت الأرض.
ويقول والي: "لقد استخدمنا موقعنا كعازل طبيعي، عن طريق إنشاء معظم مساحة المعرض تحت الأرض".
أما المساحة المتبقية tتقع تحت سقف طبيعي معزول للغاية، والتي تلفها جدران حجرية ثقيلة مبنية من الصخور المستصلحة، ويوفر كل ذلك درعًا قويًا من العناصر الخارجية.
مستوحى من الأشجار
القبة المدهشة مستوحاة من شجرة غاف الصحراء، الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
يوضح والي: "إنها تحصد ضوء الشمس بجلدها الكهروضوئي وتظليل كل شيء أدناها، وتوجه النسيم إلى الفناء الغارق".
ويبلغ ارتفاع المبنى 70 مترًا لتمكين المظلة من الامتداد فوق الجناح، لكن الهيكل الشبكي خفيف الوزن يضمن أن الهيكل فعال للغاية، ويستخدم نسبة عالية جدًا من الفولاذ المعاد تدويره".
كما أن أشجار الطاقة والمياه مستوحاة من الطبيعة، وقد صممت على غرار شجرة دم الأخوين الشهيرة على جزيرة سقطرى، وموطنها اليمن والمعروفة بمظلة تمنع التبخر - والتي تعد بمثابة تكيف طبيعي مع الظروف القاحلة في المنطقة.
وأطلق على المبنى اسم تيرا - على اسم كوكبنا - ومثل مباني المعرض الأخرى، سيتم إعادة توظيفه بشكل دائم بعد انتهاء الحدث.
ويشرح والي: "تم تصميم الجناح بالفعل مع وضع وظيفته طويلة المدى في الاعتبار - مركز علمي (للأطفال) عام مخصص لمستقبل مستدام ومرن لكوكبنا ثم قمنا بتكييفه لتجربة إكسبو التي تستمر ستة أشهر، للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة للغاية في الصيف".
وفي الداخل، تقدم مساحة قدرها 64000 قدم مربع من المعارض للزوار رحلة عبر غابات الأرض والمحيطات، وتضعهم في مواجهة رموز الهوس البشري بالنزعة الاستهلاكية، المؤطرة كمساهم في أزمة المناخ.
ويهدف المعرض الذي أنشئ بشكل مشترك من قبل Thinc Design ومقرها نيويورك ومؤسسة Eden التعليمية الخيرية في المملكة المتحدة، إلى تحويل الزوار إلى وكلاء للتغيير.
وتشمل المعالم البارزة مجسم لسمكة أبو الشص العملاقة بفمها المختنق بالتلوث البلاستيكي، وتجربة تفاعلية تسأل الزوار عن الممتلكات التي قد ينقذونها في حال حدوث فيضان أو نشوب حريق في المنزل، للتأكيد على أهمية الأسرة والمجتمع مقابل السلع الاستهلاكية.
ويصف والي التجربة بأنها "مليئة بالتحديات"، إلا أنها تجربة يقدرها الزوار.
ويضيف: "كانت ردود أفعال الزوار إيجابية للغاية، ولكن الأهم من ذلك، آمل أن تجعلهم يتساءلون حول العالم من حولهم - والتحديات المباشرة التي نواجهها".
ومن جهته، يشير جون بول، مدير الجناح في إكسبو 2020 دبي، إلى أن "تيرا" يدور حول إظهار كيف يمكن للبشرية أن تعيش في وئام مع الطبيعة.
ويضف بول: "يمثل المبنى ذاته مصدر إلهام، كاستعارة، لكيفية المضي قدمًا بطرق جميلة، وفعالة أيضًا، ولمس موارد الأرض برفق، إنه موجود لإلهام الناس لإجراء محادثات حول المستقبل - وأنا أعلم أنه سينجح".