دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "عندما يفكر الإنسان في شكل الصحراء، فإننا نتخيل حتمًا رمالها وكثبانها، ولكن تلك الموجودة في أم باب تقدم صورة مختلفة عن الصحاري".. هذا ما قاله المصور الهندي، باسل نور الدين، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية، عن مقلع الطين في أم باب بقطر.
وتقع المنطقة على بعد 80 كيلومترًا من العاصمة القطرية، الدوحة، التي عادة ما تكون مزدحمة للغاية. وعندما ذهب باسل إلى أم باب، شعر أنه كان بعيدًا عن كل ما يعرفه، وأن الوقت لا يزال ثابتًا.
وتُعد أم باب فريدة من نوعها إلى درجة أنك ستشعر أن هذه الوجهة موجودة خارج البلاد.
نبذة عن مقلع الطين في أم باب
وقبل عام 1965، كانت أم باب تُشبه المواقع الطبيعية الأخرى، التي عادة ما تكون مسطحة وصخرية، حتى بدأت شركة قطر الوطنية للإسمنت عملياتها في المنطقة، بحسب ما أوضحه المرشد السياحي، سهام حليم.
وقال حليم إن شركة الإسمنت قد اختارت هذه الأرض بسبب وجود الحجر الجيري والطين. ليس ذلك فحسب، وإنما بسبب سهولة الوصول إليها أيضًا من الطريق الرئيسي السريع.
وعندما بدأت شركة الإسمنت عملها في مقلع الطين، قام العاملون بحفر الحجر الجيري والطين حول الأشجار.
وبذلك، ستجد أبراجًا طينية يترواح طولها بين 5 و10 أمتار، مع وجود أشجار منعزلة على قممها، تُعرف باسم السدرة والغاف.
وبحسب ما ذكره حساب "Visit Qatar" الرسمي عبر موقع "إنستغرام"، فإن شجرة السدرة تُعد أيقونة للتراث القطري، وهي أيضًا بمثابة رمز للراحة والصمود لقدرتها الهائلة على التحمل، والصبر وتجاوز كل التحديات في البيئة الصحراوية القاسية.
وأوضح حليم أنه يمكن أن تعيش أشجار السدرة بشكل خاص طوال فصل الصيف دون قطرة ماء واحدة، ولكن مع وجود رطوبة في الهواء.
ولدى العودة إلى زمن لم تتواجد فيه السيارات المكيفة، بل فقط الإبل، فإن هذه الأشجار كانت توفر المأوى والأكسجين للبدويين خلال النهار.
وقال المرشد السياحي: "أفهم سبب عدم قيام المنقبين بقطع الأشجار، عندما بدأوا بالحفريات لأنهم كانوا يتعاطفون كثيرًا مع هذه الأشجار ويحترمونها.. لقد بذلوا قصارى جهدهم لحماية الأشجار التي تقف على قمم التلال الطينية، مثل الماس المرصع على التاج".
ويُعد شاطئ أم باب قريبًا من المنطقة، ويشتهر بكونه مقصدًا مناسبًا للاسترخاء ومشاهدة غروب الشمس. ليس ذلك فحسب، وإنما يحتضن بعض أشجار النخيل التي تنمو بشكل طبيعي على الشاطئ، ما يجذب العديد من محبي الطبيعة.
ولا يعلم كثيرون بوجود هذا المكان في أم باب، وعادة ما يزور الموقع الأشخاص الذين يبحثون عن نوع مختلف من مغامرات المركبات على الطرق الوعرة.
وقال غازي نور الدين، وهو مصور فوتوغرافي آخر للمنطقة، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "تظهر التلال الصغيرة ذات الأشجار المفردة أوجه تشابه مع غراند كانيون في الولايات المتحدة الأمريكية".
ورغم أنها دولة صغيرة، إلا أن هناك العديد من الأماكن في قطر التي لم يسمع بها السكان والمواطنون. ويستطيع غازي أن يشجع الناس على زيارة العديد من المواقع الطبيعية المختلفة من خلال حبه للتصوير الفوتوغرافي.
ويندهش الناس عادة من وجود مثل هذا المكان في قطر، ويستفسروا عن كيفية الذهاب إلى هناك.
وينصح باسل جميع الأشخاص بزيارة أم باب، ولكن ربما ليس خلال فصل الصيف، لأن الحرارة تكون مرتفعة للغاية عادة. وستحتاج حتمًا إلى سيارة دفع رباعي حتى تستطيع استكشاف هذه الوجهة.