دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عُثر على عظام 5 من الماموث وأدوات حجرية لإنسان نياندرتال في محجر بالقرب من سويندون، الأمر الذي يعطي لمحة كاشفة عن الحياة في بريطانيا خلال العصر الجليدي، قبل 200 ألف عام.
وتعود بقايا الماموث المحفوظة جيدًا إلى حيوانين بالغين، واثنين يافعين، ورضيع.
وعُثر على عظامها بجانب فأس نياندرتال يدوي، وكاشطات صغيرة من حجر الصوان كانت تُستخدم لتنظيف جلود الحيوانات.
هذه البقايا المكتشفة في الموقع محفوظة بشكل جيّد، حتّى أنّ علماء الآثار عثروا أيضاً على بقايا لدببة بنية، وثيران السهوب، وبذور، وحبوب اللقاح، وأجنحة خنافس رقيقة، وقواقع حلزونات المياه العذبة. كلّ هذه الإكتشافات تروي عن بيئة هذا الموقع منذ مئات الآلاف من الأعوام.
إنها فرصة لإلقاء نظرة على الماضي من شأنها مساعدة الباحثين على فهم ظهور إنسان نياندرتال بشكل أفضل، وكيف عاش أسلافنا البشريين القدامى، والمخلوقات العملاقة مثل الماموث، وسط مناخ سريع التغير.
ويُعد موقع الحفر أيضاً محور فيلم وثائقي جديد للسير ديفيد أتينبورو يُدعى "Attenborough and the Mammoth Graveyard"، سيُعرض للمرة الأولى على BBC الخميس.
وانضم أتينبورو، وعالم الأحياء التطوري، وأستاذ البيولوجيا التطورية، والمشاركة العلمية في جامعة "إيست أنجليا" في نورويتش، بين جارود، إلى DigVentures في الموقع لإجراء الحفريات.
وDigVentures عبارة عن فريق من علماء الآثار يشجع المشاركة العامة في الحفريات، والمشاريع البحثية.
ويستمر البحث لمعرفة سبب كون هذا الموقع موطناً للعديد من بقايا الماموث، وما إذا كان قد تم اصطيادها بكثافة، أو نشلها فقط من قبل أسلافنا البدائيين.
ويُقدّر الباحثون أن إنسان نياندرتال استخدم الموقع قبل 210 ألف أو 220 ألف عام، عندما كان لا يزال يعيش في بريطانيا قبل أن تدفعه درجات الحرارة المنخفضة للعصر الجليدي الوشيك إلى مغادرة المكان قبل 200 ألف عام.
إذ لا يوجد دليل حاليًا على البشر الأوائل عاشوا في هذه المنطقة قبل 60 ألف إلى 180 ألف عام.
كما تم العثور على بقايا، بينها أنياب، وعظام ساق، وفقرات، وأضلاع، كانت تنتمي إلى نوع من ماموث السهوب، الذي كان أصغر حجمًا، وذو شعر أقل كثافة من أحفاد الماموث الصوفي.
وبلغ ارتفاع بعض ماموث السهوب 4 أمتار عند الكتف، لكن تُظهر العظام القليلة لتلك الحيوانات التي عثروا عليها كيف تقلص حجم هذه المخلوقات استجابةً للمناخ البارد المتزايد.
وعثر الباحثون عن الحفريات، سالي ونيفيل هولينجورث، على الفأس اليدوي للمرة الأولى، وبعض بقايا الماموث في محجر مقلع سويندون، عام 2017، ثم أجرت DigVentures حفريات في الموقع عامب 2019 و2021.
وقالت سالي هولينجورث في بيان: "كنا نأمل في الأصل العثور على أحفوريات بحرية، فعثرنا على بقايا مهمة للغاية بدلاً من ذلك هي بمثابة إثارة حقيقية"، وأضافت: "الأفضل من ذلك هو رؤية الموقع يتحول إلى تنقيب أثري كبير بقيادة DigVentures، وفيلم وثائقي لـBBC قدّمه ديفيد أتينبورو".
وسيتم تحليل بعض العظام لمعرفة كيف قام إنسان نياندرتال بذبحها، ومعالجتها.
وقالت الشريكة المؤسسة لـDigVentures، ليزا وستكوت ويلكنز، في بيان: "لا يمكن للكلمات أن تعبّر عن المفاجأة التي اعتمرت وجهوهنا عند رؤية ناب عملاق ما برح في الأرض، أو شعور الوقوف في منتصف موقع قد يغيّر رؤيتنا لأقرب أقربائنا من البشر، وللحيوانات الضخمة من العصر الجليدي التي شاركتهم عالمهم".
وسيستمر علماء الآثار في DigVentures في دراسة الموقع والتخطيط لإطلاق مشروع يُدعى PalaeoPixels يدعو المراهقين للمشاركة في البحث معهم مستخدمين بعض المواد.