دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على الأرجح أنّك ستتفاجأ حين تعلم أنّ أقل من 10% من جزر الأرخبيل الياباني البالغ عددها 6852 جزيرة، مأهولة. لكن بين الـ400 جزيرة هذه سيكون السيّاح على تماس مع الكنوز الطبيعية، والأصول الثقافية المزدهرة، والمدن الحضرية المترامية الأطراف.
وفي ظل القيود التي يفرضها "كوفيد-19"، أقصى طموح لمعظمنا هو الحلم بزيارة هذه الوجهات السياحية، لكن اطلاعك على 10 من أفضل الجزر اليابانية هو بهدف مساعدتك للتخطيط لرحلتك ما بعد الجائحة.
هوكايدو
يُقال إنّ قلب اليابان ينبض في المناطق الريفية، وتتماثل جزيرة هوكايدو مع هذا القول حيث تنتشر العديد من المنتزهات الوطنية في المناطق النائية للجزيرة، من بحيرات من نوع "كالديرا" في "أكان ماشو"، إلى شيريتوكو المليئة بالدببة التي يحترمها سكان الأينو الأصليون، مرورًا بقرًى صغيرة متناثرة وغابات وأراض رطبة.. كلّها عناصر تجعل واقع رحلتك أجمل ممّا تخيّلت.
ويجذب المناخ الشتوي في الجزيرة، عددًا كبيرًا من الأشخاص، خلال موسم الرياضات الثلجية.
هونشو
إن كانت هوكايدو قلب اليابان فهونشو هي منظمة ضربات هذا القلب المتسارعة. فهي الفقاعة الاقتصادية التي ازدهرت عقب انتهاء الحرب. وتجسّد حقبة المادية والتوسّع الحضري الهائل.
منها يغادر المسافرون طوكيو ويعودون إليها. هي أفضل مكان لحجز إقامتك. في الجزيرة، يمكنك استكشاف معبر شيبويا، أو الثقافات الفرعية في شيموكيتازاوا، أو حي كابوكي-تشو الترفيهي، أو مركز الثقافة الشعبية أكيهابارا، أو مطاعم المدينة الحائزة على نجوم ميشلان، والتي يزيد عددها عن 200 مطعم.
ويبعد جبل فوجي بضعة ساعات عن العاصمة بالقطار، ما يجعله مكاناً مثالياً لهواة المشي نهارًا أو الراغبين في المبيت.
وتحتل مدن رئيسة أخرى مساحات من هونشو في الغرب، ومنها العاصمة السابقة كيوتو، وأوساكا، وهيروشيما.
سادو
وتقع جزيرة سادو، سادس أكبر جزر اليابان من حيث الحجم، قبالة الساحل الشمالي الغربي لهونشو في محافظة نيجاتا.
ورغم إشارة القطع الأثرية الفخارية المحفورة إلى أنّ سادو كانت مأهولة بالسكان منذ فترة جومون، إلا أنّ الجزيرة كانت لفترات طويلة من تاريخها مركزًا للمنفيّين وسجنًا.
وكان الشاعر هوزومي نو أسومي أويو (القرن الثامن) الذي انتقد الإمبراطور آنذاك، جونتوكو لدوره في إثارة الحرب، أحد أشهر المنفيين الذين أرسلوا إلى هذه الجزيرة النائية. وحُرقت رفات الشاعر في ضريح "مانو غوريو"، المفتوح أمام العموم.
كما آوت الجزيرة محكومين داخل سجن "أيكاوا" بين عامي 1954 و1972.
ويمكنك استكشاف هذا المبنى الخشبي المخيف الذي يتناقض مع الخلفية الخصبة المحيطة به.
ناوشيما
وبفضل دفتر شيكات الملياردير سويتشيرو فوكوتاكي، ورؤية المهندس المعماري تاداو أندو في الثمانينيات، انتقلت ناوشيما من أرض ريفية منكوبة إلى متحف فني معاصر في الهواء الطلق خلال أعوام.
وتُعتبر "كابوتشا" (القرع) للفنانة الرائدة في فن الـ"بوب"، يايوي كوساما، إحدى أفضل الأعمال على الجزيرة.
ويحتفل متحف تشيتشو للفنون، الذي أنشأه "ملك الخرسانة"، تاداو أندو، بالتفاعل بين المساحة، والضوء، والظل، كما أنه يضم أعمال كلود مونيه، ووالتر دي ماريا.
أُوشيما (Oshima)
هناك عدد قليل من الجزر في العالم مثل أوشيما، وهي جزيرة مأهولة بالكامل تقريباً بمرضى الجذام.
ويعزو تاريخ أوشيما، الواقعة قبالة ساحل مدينة تاكاماستو، إلى الكثير من سياسات اليابان الفاصلة بين المصابين بالجذام التي تم التخلّي عنها (استمرت على نحو يصعب تصديقه حتى عام 1996).
ورغم ذلك، لا يزال المشفى الخاص بالجذام موجوداً، ببساطة لأنّ السكان الباقين ليس لديهم مكانًا آخر يذهبون إليه.
وتقع شواطئ أوشيما الرملية الهادئة، وغاباتها الشاهقة بمحاذاة المباني الرمادية التي كانت تسجن المصابين بالجذام في الماضي.
ويُوصى بزيارتها فقط خلال مهرجان Setouchi، الذي يُقام كل 3 أعوام.
وهو يقدم الأعمال الفنية المعاصرة للجزيرة تخليداً لذكرى ماضي أوشيما المظلم، واحتفالاً بحريتها المتجددة.
أَوشيما (Aoshima)
في جزيرة أوشيما الصغيرة، يفوق عدد القطط البشر، بنسبة 6 قطط لكل إنسان، رغم أن بعض التقديرات تُشير إلى إن المعدّل أكبر بكثير.
ولطالما كانت الجزيرة، التي يبلغ طولها حوالي 1600 كيلومتر، موضع اهتمام عشاق القطط في جميع أنحاء البلاد.
وليس هناك الكثير لتفعله في أوشيما بخلاف مشاهدة مئات القطط، ولكن، إذا كنت من محبي القطط، فمن المحتمل أن يكون ذلك كافياً لك.
شيكوكو
تُعد شيكوكو أصغر الجزر الأربع الرئيسة في اليابان.
يجب أن يكون وادي "إيا" محطتك الأولى، المؤلف من سلسلة من الوديان الشديدة الانحدار في محافظة توكوشيما عرّفها عاشق اليابان وأساليب الحياة فيها على العالم ، المؤلف أليكس كير.
ويمكن لعشاق ركوب الدراجات الانطلاق في واحدة من أروع الرحلات البرية في اليابان، من شيكوكو.
كيوشو
تُعتبر كيوشو ثالث أكبر جزيرة في الأرخبيل. هي إحدى أكثر مدن اليابان حيوية ونقع فيها على بركانين ناشطين.
وتقع كلا من مدينتي فوكوكا وناجازاكي في الشمال.
وتُعد المدينة الأولى مركزاً عالمياً للفنون، والترفيه، والشركات الناشئة، ومسقط رأس طبق "تونكوتسو رامين".
وأما الأخيرة، فهي مدينة لهواة التاريخ.
وزارها الكهنة اليسوعيون في القرن السادس عشر، والتجار الهولنديون خلال فترة إيدو، كما أُسقطت عليها قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية.
وتشتهر مدينة كاجوشيما شبه الاستوائية الجنوبية، بجوّها الهادئ، وثقافة ركوب الأمواج، وعشقها للبطاطا الحلوة اليابانية، والـ"شوتشو"، وهو مشروب روحي ياباني مُقطّر.
ياكوشيما
وتُعد الجزيرة شبه الاستوائية والمتنوعة بيولوجياً إحدى آخر الامتدادات التي لم يترك التصنيع في اليابان بصمة فيها.
وتُجسد غابة ياكوشيما البدائية المغطاة بالطحالب، وأشجار أرز ياكيسوجي القديمة، معتقدات الأرواحية اليابانية التقليدية.
ويجب أن تكون الغابة المحمية من قبل اليونسكو المحور الرئيسي لرحلتك في ياكوشيما.
أوكيناوا (الجزيرة الرئيسية)
عُرفت أوكيناوا سابقاً باسم مملكة "ريوكيو"، وراقبتها القوى الإمبريالية في اليابان والصين لقرون عدة قبل أن يضمّها الأرخبيل إليه في نهاية المطاف في أواخر القرن التاسع عشر.
وتتميّز أوكيناوا اليوم بهاتين الثقافتين، حيث تنتشر المعابد البوذية، وأضرحة "شنتو"، والأيقونات الصينية في جميع أنحاء الجزيرة.
وتغمر الجزيرة أشعة الشمس، وتخيّم عليها أجواء المحيط الهادئ شبه الاستوائية، ما يجعلها ملاذاً صيفياً مثالياً.