تقليد صيد عريق في جزر المالديف يحمي سمك التونة من الانقراض

سياحة
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يصطف مجموعة من الصيادين المالديفيين في مؤخّرة قارب. وبعد إلقائهم خيوط صنارات الصيد والصنارات غير الشائكة في الماء، يغرون سمك التونة، من خلال رمي أسماك الطعم الصغيرة على السطح.

يعتقد البعض أن مهارة الصيد بالصنارة نشأت في جزر المالديف، الأرخبيل الواقع في المحيط الهندي، وتناقلتها الأجيال عبر القرون.

وبمجرد شعور الصيادين بالعضة، يقومون بسحب السمكة إلى سطح السفينة خلفهم.

ويتم تكرار هذه التقنية لساعات، حيث يصطادون سمكة واحدة في كل مرة.

المالديف
Credit: Sylvain Dumond/CNN

ويقول حميد عبدالله، صياد من جزر المالديف: "الصيد بالصنارة مختلف تمامًا عن رمي الشباك أو صيد السمك بالشباك.. نصطاد السمك بالصنارة لأننا نريد أن نكون قادرين على الاستمرار في القيام بذلك لأطول فترة ممكنة".

ويضيف: "هذا ما كانت تفعله عائلتي لأجيال.. بالعودة إلى أجدادي، كان هذا مصدر رزقنا".

ويصطاد المالديفيون حوالي 100 ألف طن من التونة سنويًا، ويُعد نوع السمك هذا أكبر صادرات البلاد.

وبدافع الحفاظ على مصدر الغذاء هذا، تشجع جزر المالديف الناس على ممارسة جميع أنواع الصيد المستدام.

المالديف
Credit: Carl Court/Getty Images AsiaPac/Getty Images

ويساعد الصيد بالصنارة في الحد من الصيد العرضي، حيث يتم اصطياد أنواع السمك غير المرغوب فيها خطأ، الأمر الذي يشكّل مشكلة كبيرة عند اعتماد طرق الصيد الأخرى.

ويقول عبدالله: "عندما تلقي شبكة، فستصطاد كل شيء بشكل عشوائي، بغض النظر عن نوع أو حجم السمك.. ومن خلال الصيد بالصنارة، يمكن اصطياد السمك واحدة تلو الأخرى".

تعد صناعة الصيد العالمية أمرًا حيويًا للأمن الغذائي، لكن الصيد الجائر، والصيد العرضي المفرط، يهددان الحياة البحرية ويخلّان بتوازن النظم البيئية.

في جميع أنحاء العالم، يتم صيد أكثر من 7 ملايين طن متري من التونة والأنواع الشبيهة بها سنويًا.

وبلغت قيمة صيد سمك التونة 40 مليار دولار على الأقل عام 2018، لكن وفقًا للصندوق العالمي للطبيعة، معظم أرصدة التونة استغّلت بالكامل وقد يكون بعضها معرّض لخطر الانقراض.

ويقول الخبراء إن تشجيع الصيد بالصنارة سيكون أفضل للبيئة، لكن هذه الطريقة ليست منتشرة لأنها تتطلب قوة بشرية، ومهارة، ووقتًا.

ومع ذلك، يسعى العديد من الصيادين من جزر المالديف إلى الحفاظ على هذا التقليد حيًّا.

ويقول عبدالله: "لدينا الآن الكثير من الشباب الذين يُبدون اهتمامًا بصيد الأسماك.. أنا أحبه لأن هذا ما قام به والدي وأجدادي".