دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هناك العديد من الأماكن المختلفة التي يمكن أن ينتهي مطاف الطائرة المتقاعدة، بعد انتهاء عمرها الافتراضي.
وبينما يعود بعضها إلى السماء للطيران تحت اسم شركات طيران أخرى، يتم إعادة تدوير البعض الآخر لأجزاء (يمكن إعادة تدوير حوالي 80 إلى 85% من الطائرة)، أو ينتقل عدد كبير منها إلى مقبرة الطائرات.
وتستعد إحدى طائرات الخطوط الجوية البريطانية، التي تم إيقاف تشغيلها، لمستقبل مليء بالإثارة بعد أن بُعثت من جديد كمساحة قابلة للتأجير لإقامة المناسبات الفريدة في أحد مطارات المملكة المتحدة.
وقامت سوزانا هارفي، الرئيسة التنفيذية لمطار كوتسوولد المملوك للقطاع الخاص بالقرب من منطقة كيمبل في إنجلترا، بشراء طائرة "Negus 747" المتقاعدة مقابل 1 جنيه إسترليني، ما يعادل حوالي 1.30 دولار، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
وقد أمضت 14 شهرًا أو نحو ذلك في تحويلها إلى "طائرة حفلات" عصرية بأسعار تبدأ من حوالي 1،300 دولار للساعة.
"طائرة حفلات"
وتم إيقاف تشغيل عدد كبير من طائرات 747، حيث قدّمت شركات الطيران تواريخ تقاعد الطائرات القديمة بسبب جائحة فيروس كورونا، مع تقاعد جميع أساطيل طائرات 747 في كل من الخطوط الجوية الملكية الهولندية، والخطوط الجوية الفرنسية، وخطوط دلتا الجوية، والخطوط الجوية المتحدة، والخطوط الجوية البريطانية خلال العامين الماضيين.
وخطرت فكرة منشأة لإقامة المناسبات لهارفي تزامنًا مع وصول العديد من طائرات 747 المتقاعدة التابعة للخطوط الجوية البريطانية إلى شركة التخزين وقطع الغيار "Air Salvage International"، والتي تصادف أن مقرها في مطار كوتسوولد، فذهبت على الفور إلى الناقل الوطني في المملكة المتحدة مع اقتراحها.
ومع ذلك، كانت العملية بعيدة كل البعد عن البساطة. وفي الواقع، اشتملت عملية البيع على أسابيع من المفاوضات، وافقت خلالها الخطوط الجوية البريطانية على إمكانية إزالة مقصورة الدرجة الاقتصادية من الطائرة، وتعهّد هارفي بضمان الاعتناء بالطائرة جيدًا.
وأوضحت هارفي لـ CNN أن عملية الشراء استغرقت ستة أسابيع لإجراء المفاوضات بشأن العقد.
وقالت: "من واجبنا الحفاظ عليها حتى تصبح غير مجدية، ولكن نأمل أن تظل معنا لسنوات عديدة وأجيال قادمة".
ووفقًا لهارفي، سمحت الخطوط الجوية البريطانية لمطار كوتسوولد بالاختيار من بين أسطولها المكون من طائرات 747 المتقاعدة، ووقع الاختيار على طائرة "Negus 747" الأيقونية.
تحوّل كامل
وقالت هارفي عن طائرة "Negus 747": "أعتقد أنها أجمل إصدار تم إنتاجه على الإطلاق".
ولكن بمجرد أن وقّع الفريق على العقد، بدأ حينها العمل الجاد حقًا.
وبينما أن غالبية الطائرات تبدو متشابهة، بما في ذلك كسوة الطائرة وقمرة القيادة، فقد أزيلت مقصورة الدرجة الاقتصادية بالكامل لإنشاء غرفة للحفلات، وأُعيد تصميم المطبخ ليصبح أشبه بحانة.
وبالإضافة إلى ذلك، تم تجديد أسلاك الطائرة بالكامل بإضاءة مخصصة لتكرار النظام الأصلي الموجود على متن الطائرة أثناء وجودها على الأرض.
وتمت إزالة ألواح السقف في مقصورة الدرجة الاقتصادية، إلى جانب حافظات الأمتعة المركزية، ما يوفر رؤية أفضل للأعمال الداخلية للطائرة، التي دخلت أسطول الخطوط الجوية البريطانية لأول مرة في فبراير/ شباط عام 1994، وحلقت في آخر رحلة ركاب لها في 6 أبريل/ نيسان عام 2020.
وأضافت هارفي: "لقد كانت عملية طويلة لجعلها آمنة للمشاهدة العامة، لأن هذه الطائرات مصممة لتحلّق في الهواء".
وبلغت تكلفة عملية التحول الشامل نحو 500 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 671 ألف دولار. ومع ذلك، تشير هارفي إلى أنه تم إنفاق حوالي 200 ألف جنيه إسترليني (268 ألف دولار) من هذا المبلغ على تركيب أرضية خرسانية جديدة، و80 ألف جنيه إسترليني (107 ألف دولار) على تكاليف تجديد الأسلاك الكهربائية.
ورغم أن العمل استغرق وقتًا أطول بكثير مما كان متوقعًا، ويعود ذلك جزئيًا إلى مشكلات التسليم نتيجة لظروف الجائحة، إلا أن الطائرة تحولت إلى مساحة إقامة فعاليات جاهزة أخيرًا للترحيب بالضيوف. وسيتم إطلاقها رسميًا في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأشارت هارفي إلى أنهم مشنغلين تمامًا في الرد على الاستفسارات في الوقت الحالي، موضحًة أنها منشأة أحداث متعدّدة الاستخدامات، لذا يمكنها استيعاب أي فعالية بدءًا من حفلة عيد ميلاد الأطفال وحتى إطلاق منتج جديد أو عرض تقديمي لشركة ما.
وتشمل الحجوزات القادمة لجنة تصوير لبرنامج تلفزيوني، بالإضافة إلى عدد من الحفلات. ويمكن أيضًا استئجار الطائرة لإقامة حفلات الزفاف بتكلفة 12،000 جنيه إسترليني (16،000 دولار) لمدة 24 ساعة، ووافق الفريق على حجز بالفعل لحفل زفاف في هذا الربيع.
مرفق متعدّد الاستخدامات
وبينما أن هارفي فخورة للغاية بالمشروع، فإنها تعترف بأنه لن يكون مجديًا من الناحية المالية بالنسبة للكثيرين بسبب الرسوم الإضافية مثل رسوم موقف الطائرات، والتي تقول إنه يمكن أن يكلف حوالي 1،200 جنيه إسترليني (1600 دولار) في الأسبوع، اعتمادًا على الموقع وحجم الطائرة.
وعلى الرغم من أن المنشأة ستكون جاهزة للعمل قريبًا، إلا أن هناك مشكلة واحدة لا تزال غير متوقعة لم يتم تسويتها بالكامل بعد.
وقالت هارفي: "إحدى المشكلات التي لم نتمكن بعد من حلها هي تشغيل نظام المرحاض"، مشيرًة إلى أن مراحيض الطائرة مصممة للعمل تحت الضغط عندما تكون الطائرة على ارتفاع معين في الجو.
وأضافت: "نأمل أن نتغلب على هذه المشكلة خلال الأشهر الستة المقبلة أو نحو ذلك. ولكن في الوقت الحالي، لدينا وحدات مرحاض فاخرة للغاية موضوعة في الخارج".
وعلى الرغم من أن عملية تحويل الطائرة كانت صعبة وتستغرق وقتًا طويلاً، إلا أن هارفي فخورة للغاية بالمشروع ولا تطيق الانتظار لبدء قدوم المحتفلين على متن الطائرة.
وبالإضافة إلى استضافة الأحداث، سيفتح المطار المرفق للجولات اعتبارًا من مارس/ آذار، وسيتمكن الزوار من حجز مكان في الجولة من خلال تطبيق سيتم إطلاقه قريبًا.
