دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتعدّد رموز الجمال من حولنا مثل منظر طبيعي، أو أفق مدينة، أو عمل فني، إلا أن منظر طائرة تحلق في السماء سيكون أول ما يخطر ببال الكندي ليرد كاي.
ولطالما وجد كاي، الذي عشق الطائرات منذ طفولته خلال قضاء الإجازات العائلية، عناصر جمالية بالطائرات.
ومن خلال وظيفته كمصور طائرات، يسمح لبقيتنا برؤية منظوره عن هذا الجمال من خلال عدسته.
وتُصبح الطائرات في صور كاي، طيورًا في منتصف الرحلة، مجمدة في الوقت على مدرج المطار. وتجعل صوره حتى التفاصيل مثل المسامير وأنابيب العادم في الطائرة تبدو جميلة.
ويصف كاي الطائرات بأنها "أجسام نحتية جميلة".
ولدى كاي قصة رائعة حول كيفية تحويل هوايته إلى مهنة، وربما الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه رغم تعاونه الآن مع شركات طيران مثل طيران كندا وخطوط فيرجن أتلانتيك الجوية، إلا أنه قبل بضع سنوات كان يعمل في وظيفة مختلفة كليًا، عندما كانت الطائرات محض هواية بالنسبة له.
الماضي السري لمهووس الطائرات
ويقول كاي، الذي وقع في حب الطيران في أول رحلة له على متن طائرة 747 عندما كان طفلاً: "لطالما كنت مهووسًا بالطائرات، ولطالما أحببت التصوير الفوتوغرافي خلال الأيام التي كانوا يسمحون فيها بالدخول إلى قمرة القيادة".
ولكن، حالت ظروف الحياة دون شغفه، وأصبح مصممًا معماريًا، وتدرّب على مهنته، وانتهى به الأمر إلى قضاء عقد من الزمن في تصميم أقبية النبيذ، لكنه لم ينس أبدًا حبه الأول، التصوير الفوتوغرافي - وبعد 12 عامًا في مجال التصميم، قرّر تغير مساره.
وكان التصوير الداخلي أو المعماري هو الخيار الواضح بالنسبة له، لذا بدأ العمل كمصور فوتوغرافي حر.
ولكن مع تقدّم كاي في مجال التصوير الفوتوغرافي، وجد نفسه بالقرب من المطارات لأول مرة في حياته، ليجمع بين مهاراته في التصوير الفوتوغرافي وحبه الأول، أي الطائرات.
ويشرح كاي: "لطالما كنت محبًا سلبيًا للطائرات، يسعدني بشكل لا يصدق الصعود على متن طائرة. وأحب تجربة المطار - كل ما هو متعلق بتجربة السفر يُعد ساحرًا بالنسبة لي".
والآن اتخذ كاي خطوة إيجابية نحو شغفه بالطائرات، حيث بدأ الاستطلاع لأول مرة. ويشير إلى أن هناك بعض الأماكن الممتعة في تورونتو الكندية حيث يمكنك الاقتراب من مكان هبوط الطائرة، لتجد نفسك تحتها مباشرة خلال المرحلة النهائية للرحلة.
وتتمع الصور التي التقطها كاي للطائرات خلال هبوطها في مسقط رأسه تورونتو، والمنشورة على منصة "تمبلر"، بجمالية خاصة للغاية.
واستعان كاي بخلفيته كمصمم ليبرز التفاصيل الميكانيكية في الطائرات، ويصورها بطرق لن يلاحظها سوى من يملك عين تحليلية.
ويلفت كاي إلى أنه يركز على التفاصيل التي لا يستطيع الناس رؤيتها في الطائرة، مضيفًا أن كل شخص لديه ما يريد تصويره"، وعلى سبيل المثال هناك من يرغب في الحصول على كل رقم تسجيل لطائرة تابعة لشركة طيران كندا لتكوين سجل خاص، بينما يلتقط البعض صورًا للطائرة لأنهم يعرفون أن أحبائهم على متنها.
وفي عام 2015، بعد 18 شهرًا من إطلاق حسابه الخاص بصور الطائرات على منصة "تمبلر"، تلقى كاي بريدًا إلكترونيًا من شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" حول ما إذا كان يرغب في العمل معها.
وقد طلبت منه الشركة التقاط صور لطائرة تسليم "بوينغ 747" بزخرفة عتيقة، ستحلق من مدينة سياتل بولاية واشنطن إلى مدينة فرانكفورت بألمانيا.
ولم تكن الطائرة التي طُلب منه توثيقها من طراز طائراته المفضلة فحسب، بل كانت بمثابة خطوة تحفيزية لبدء مهنة جديدة.
ويتذكر كاي أن "المقصورة الاقتصادية داخل الطائرة لم تكن مزودة بالمقاعد، لذا كانت عبارة عن مساحة فارغة تمامًا".
ويتابع كاي: "لقد بدأت في عمل المزيد والمزيد من التصوير الفوتوغرافي في مجال الطيران. وقد وجدتني المزيد من شركات الطيران عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي رغبت في العمل معي".
وسرعان ما بدأ كاي في الترويج لفكرة إبراز جمال الطائرة بالإضافة إلى العلامة التجارية.
وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، أصبح كاي مصور طائرات متمرس، والذي يشكل الآن الجزء الأكبر من أعماله المدعومة بلقطات لمجال الصناعة، والسفر، والعمارة، والتصميم الداخلي.
والتقط صورًا لكل شيء من الطائرات الخاصة إلى مصانع الطائرات. وانحنى من نافذة طائرة هليكوبتر مفتوحة لتوثيق مطار لوس أنجلوس، وصوّر خط إنتاج طائرات A220 التابعة للخطوط الجوية الفرنسية، وأطلق حملة لصالح شركة "فيرجن أتلانتيك".
وقد عمل في مطارات من سانتياغو دي تشيلي إلى باريس شارل ديغول، وقام بتوثيق أغذية خطوط الطيران إلى خطوط التجميع.
ورغم من انتقاله من منصة "تمبلر" إلى "انستغرام"، إلا أن جمالية الصور الخاصة بكاي لم تتغير، مؤكدًا أنه يحب تصوير التفاصيل التي لا يلاحظها الناس.
وغالبًا ما يقوم بتصوير طاقم الضيافة والمطارات أيضًا، بالإضافة إلى العمليات التي تتم خلف الكواليس مثل عمليات التحميل والتفريغ.
سؤال بـ 570 مليون دولار
وبغض النظر عن مدى شغفك بهذا القطاع، إلا أن كونك مصورًا للطيران له جوانب سلبية.
وإلى جانب العوامل المتغيرة للطقس، فإنه بالنسبة لشخص يهاب من المرتفعات، قد يكون الأمر صعبًا.
وعلى سبيل المثال، التقط كاي صورة لصالح "لوفتهانزا"، حيث وثق الطائرات التابعة لشركة الطيران الألمانية بحلتها الجديدة من الأعلى، وحتى يتمكن من ذلك، صعد كاي على متن رافعة لمسافة 10 أقدام فوق الطائرات المتوقفة على مدرج المطار.
ويتذكر كاي جلسة التصوير تلك قائلًا: "كنت أنظر إلى طائرة A380 في الأسفل خلال تغيير عدسة آلة التصوية وأفكر، 'إذا أسقطت هذه العدسة، فإن هذا سيحدث أضرارًا بقيمة 500 مليون يورو (570 مليون دولار)".
ورغم أن يداه كانتا تتعرقان من تلك الفكرة وقتها، إلا أنه تمكن من التقاط صورًا رائعة ومجدية بالنسبة إليه، قائلًا: "انتهى الأمر بأن تكون اللقطة المفضلة لدي".
ويلفت كاي إلى أن عمله في جلسات التصوير جعله يقدّر بشكل لا يصدق مدى تعقيد الطائرات، وشركات الطيران، والمطارات.
وأثناء الجائحة، تباطأت الأمور كما حدث مع جميع العاملين في مجال الطيران.
وبينما كان ينتظر أن تعود الصناعة مرة أخرى، أعاد كاي تجديد موقعه على الإنترنت، وتعلم المزيد عن تصوير مقاطع الفيديو، وصمم "ورق حائط ومنتجات مستوحاة من الطيران" يأمل أن تكون متاحة قريبًا.
كما استمع إلى أصوات المطار لتذكيره بالأوقات السعيدة.
والآن، عادت الأمور إلى طبيعتها. خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأجرى كاي جلسة تصوير في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وسافر على متن الخطوط الجوية الفرنسية لأول مرة في مهمة لها في باريس، والتقط صورًا لطائرات A220 الجديدة في الموقع.
وبالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يسيروا على خطاه، فإن أفضل ما يمكن فعله هو الخروج على المدرج، حسبما قوله، موضحًا: "التقط الصور، وابحث عن أسلوبك الفريد في هذه الصور".
ويضيف كاي أن الأمر كان مجرد هواية بالنسبة له، ولم يكن لديه أي فكرة أنه يمكن أن يحول شغفه هذا إلى مهنة، مشيرًا إلى أنه كان محظوظًا للغاية لأنه فعل ذلك.