دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعرضت أكبر طائرة في العالم من طراز "أنتونوف AN-225"، للتدمير خلال الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين، مما أثار القلق والحزن في عالم الطيران.
وكشفت السلطات الأوكرانية أن الطائرة العملاقة، المسماة "مريا" أو "الحلم" باللغة الأوكرانية، كانت متوقفة في مطار بالقرب من العاصمة كييف عندما تعرضت لهجوم من قبل "الروس المحتلّين"، مضيفة أنها ستعيد بناء الطائرة.
من جانبه، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على "تويتر": "ربما تكون روسيا قد دمرت "مريا" الخاصة بنا. لكنهم لن يكونوا قادرين على تدمير حلمنا بدولة أوروبية قوية وحرة وديمقراطية. سننتصر".
ولم يصدر أي تأكيد مستقل عن تدمير الطائرة.
وجاء في تغريدة من شركة "أنتونوف" أنها لا تستطيع التحقق من "الحالة الفنية" للطائرة حتى يفحصها خبراء.
وأصدرت شركة الدفاع الحكومية الأوكرانية "Ukroboronprom"، التي تدير طائرات "أنتونوف"، بيانًا يوم الأحد قالت فيه إن الطائرة دُمرت ولكن ستُبنى من جديد على نفقة روسيا - بتكلفة تقدر بثلاثة مليارات دولار.
وجاء في البيان "من المقدّر أن تكلف أعمال الترميم أكثر من 3 مليارات دولار وتستغرق خمس سنوات. وتتمثل مهمتنا في ضمان تغطية الاتحاد الروسي لهذه التكاليف، الأمر الذي تسبب في إلحاق أضرار متعمدة بالطيران الأوكراني وقطاع الشحن الجوي".
وذكرت الشركة في بيان لاحق أن الطائرة كانت متوقفة بالقرب من كييف حيث كانت تخضع للصيانة بتاريخ 24 فبراير/ شباط.
وزعمت القوات الروسية أنها استولت على مطار هوستوميل، حيث كانت الطائرة AN-225 متوقفة، يوم الجمعة. وشهد فريق CNN على الأرض قوات الإنزال الجوي الروسية تتخذ مواقعها.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية من شركة "Maxar Technologies" ضررًا كبيرًا لجزء من حظيرة الطائرات، حيث يتم تخزين طائرة "AN-225".
وفي الوقت ذاته، اكتشف نظام معلومات الحرائق لإدارة الموارد التابع لوكالة ناسا حرائق متعددة في المطار، بما في ذلك في حظيرة الطائرات حيث توجد الطائرة.
وليس من الواضح ما إذا كانت هذه الحرائق في المطار نتيجة حرائق فعلية أو انفجارات من ضربات عسكرية.
وإذا تأكّد الهجوم، فسيشكل نهاية مروعة لطائرة شهدت أكثر من 30 عامًا من الخدمة التي يعود تاريخها إلى أيام الاتحاد السوفييتي.
واستخدمت طائرة "AN-225" في بعض الأحيان للمساعدة في نقل المساعدات جوًا أثناء الأزمات في البلدان الأخرى.
وفي أعقاب زلزال هايتي عام 2010، قامت بتسليم إمدادات الإغاثة إلى جمهورية الدومينيكان المجاورة.
وخلال الأيام الأولى لجائحة "كوفيد-19"، استخدمت لنقل الإمدادات الطبية إلى المناطق المتضررة.
وكانت شعبيتها في عالم الطيران تعني أنها جذبت في كثير من الأحيان حشودًا كبيرة أينما ذهبت، لا سيما عندما ظهرت كنجمة في العروض الجوية.
واتجه بعض معجبيها إلى مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد للتعبير عن استيائهم بسبب مزاعم تدمير الطائرة. وكتب مدون الطيران سام تشوي، على "تويتر": "مريا- سنظل نتذكرك دائمًا!
وحتى يومنا هذا، لا تزال "مريا" تُعد أثقل طائرة صُنعت على الإطلاق، وتعمل بـ6 محركات توربينية، ويبلغ وزن حمولتها القصوى 250 طنًا، والتي يمكن حملها داخلها أو على ظهرها، كما تتميز بأكبر جناحين مقارنة بأي طائرة في الخدمة التشغيلية.
وصُنعت طائرة واحدة فقط من طراز "An-225" بواسطة شركة "أنتونوف" التي يقع مقرها في كييف، والتي توصلت إلى التصميم. وحلقت الطائرة لأول مرة في عام 1988، وبقيت متوفرة في الخدمة التجارية منذ ذلك الحين.