دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعيدًا في الغابات الشمالية لآيسلندا، يستعد منتجع صحي جديد ليفتح أبوابه أمام الزوار الباحثين عن تجارب الراحة والهدوء، والذين يتطلعون إلى الاستمتاع بالينابيع الساخنة الطبيعية والمساحات الخضراء على قدم المساواة.
وسيوفر منتجع "فورست لاغون"، من تصميم المهندسين المعماريين ذاتهم وراء منتجع "بلو لاغون" الشهير ومنتجعات "جيوسيا" الأحدث، الخدمات التي يتوقعها الزوار في منتجع صحي عصري بالطاقة الحرارية الأرضية في أيسلندا.
ومع ذلك، فإن تكامل البحيرة مع البيئة الصخرية والغابات المحيطة هو أكثر ما يميز الوجهة الجديدة.
وبالإضافة إلى السباحة بواحد بين اثنين من حمامات السباحة اللامتناهية بدرجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، يمكن للزوار النظر من خلال أشجار البتولا، والصنوبر، والشوح إلى منظر بانورامي للمضيق البحري.
ويتم تدفئة حمامات السباحة الترفيهية بالمنتجع الصحي بمياه حرارية طبيعية بالكامل مصدرها سفح الجبل الذي يقع خلفه.
واكتشفت المياه في الأصل من قبل عمال البناء في عام 2014، من خلال مشروع إنشاء نفق يربط بين أكوريري وهوسافيك، وتحولت المياه من مصدر للإزعاج إلى مصدر للاسترخاء.
ويضم مجمع "فورست لاغون"، الذي يتوقع افتتاحه بحلول أبريل/ نيسان المقبل، على مساحة 1،300 متر مربع، حانًة صغيرة ومسبحين لا متناهيين مع حانات للسباحة، ومسبح بارد، وغرفة ساونا.
ويمكن أن تستوعب المنشأة ما يصل إلى 200 زائر في آنِ واحد.
ويقع المنتجع الصحي في غابة Vaðlaskógur، على بعد دقيقتين بالسيارة أو مسافة قصيرة من مدينة أكوريري، المعروفة محليًا باسم "عاصمة الشمال"، والتي تقع على بعد 40 دقيقة بالطائرة أو خمس ساعات بالسيارة من ريكيافيك، عاصمة آيسلندا.
البيئة والتصميم
ويبدو أن المنتجع الصحي يندمج في الغابة والجبل المحيطين، وذلك بحسب التصميم.
ويُعتبر هروفور كارل سيلا أحد المهندسين المعماريين الرئيسيين العاملين في مشروع "فورست لاغون".
وبعد أن عمل أيضًا على تصميم منتجعات من بينها "بلو لاغون" في ريكيافيك، أوضح أن الهدف الرئيسي من هذه المشاريع هو دمجها مع البيئة والتأكيد على الجودة الفريدة لكل موقع.
وقال سيلا عبر البريد الإلكتروني: "في هذه الحالة، كيف يمكن للهندسة المعمارية أن تندمج مع الغابة لتوفير تجربة هجينة للاستحمام الحراري الأرضي والاستحمام في الغابة".
وليس فقط ما في الخارج هو المهم، بل يتعلق الأمر بما في الداخل أيضًا.
وأوضح سيلا أن المصممين أرادوا تقليل التأثير البيئي للمبنى مع إبقاء الزوار منغمسين في الغابة.
ولهذا السبب كانت الأخشاب المصفحة هي المادة المفضلة عند إبراز التصميم الداخلي للمنتجع الصحي.
ووفقًا لموقع "climatetrust"، يمكن لمواد البناء أن تقلل من البصمة الكربونية للمبنى الجديد، بينما تكون مقاومة للحريق والزلازل أيضًا.
سبب آخر للتوجه إلى الشمال
وأدى اكتشاف مصدر المياه الجوفية في عام 2014 إلى تأخير بناء النفق، لكنه دفع سيجريور هامر وزوجها فينور آلبجورنسون إلى العمل.
وبعد شراء 250 هكتارًا من الأراضي والحصول على حقوق استخدام مياه الجريان السطحي، بدأت عملية بناء "فورست لاغون" في صيف عام 2021.
وأوضحت هامر أنها وزوجها أرادا إبراز جمال إحدى مدن آيسلندا الأقل شهرة.
وقال هامر: "أكوريري توفر مشاهد جميلة ولديها الكثير لتقدمه ... لكننا أردنا أن نقدم للسياح المزيد لاستكشافه في أكوريري، والبقاء هنا لفترة أطول قليلاً".
ومن المتوقع أن تصل الكلفة لدخول شخصين شاملة للمشروبات حوالي 112 دولارًا، أي ما يعادل 13،900 كرونا آيسلندي، مع سعر دخول فردي أقل من 50 دولارًا، و أسعار مخفضة للمجموعات الأكبر المكونة من خمسة أو 10 أشخاص.
والجدير بالذكر أن مجمعات الطاقة الحرارية الأرضية ليست فقط للسياح؛ مع وجود خطط لفتحها على مدار العام، إذ قالت هامر إن التذاكر الخاصة للدخول خلال فصل الشتاء ستكون متاحة للسكان المحليين.
وإذا سارت الأمور على ما يرام خلال العام الأول، فسيفكر الزوجان بالتوسع في شكل منتجع صحي للتدليك وفندق قريب.
ويأمل مالكو ومهندسو "فورست لاغون" أن يتمكن الزوار من الاستمتاع بهذه التجربة الأيسلندية المثالية براحة البال.